السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحـَول السياسى




انفجر إرهاب الجماعة فى وجه الوطن حتى أصبحنا على موعد كل صباح لتوديع قوافل الشهداء وطوابير الموتى والاغتيالات الطويلة هنا وهناك.
مشاهد الجثث وصور التفجيرات تتم بدم بارد فى سيناء وقنص الجنود وضباط الشرطة وإلقاء العبوات الناسفة على الأكمنة.
قصص ومشاهد القتل اليومية فى مصر أصبحت غير مسبوقة وبالتالى بات الأمر يحتاج إلى وقفة حاسمة.
وفى ظل هذه المعاناة والآلام التى يكابدها المصريون يخرج علينا رئيس الوزراء الدكتور الببلاوى بتصريحات تثير الدهشة والاستغراب بل تصل إلى حد الصدمة والفزع.. أول أمس اتحفنا الدكتور الببلاوى بأحد تصريحاته وقال - لا فض فوه - إنه لا يفهم دلالة وصف جماعة الإخوان المسلمين بالإرهابية مؤكدا أنه ليس منطقيا أن يتم وضع أى شخص كان ينتمى لهذه الجماعة فى السجن، وأضاف إن القانون والتشريعات المصرية كافية للتعامل مع أى فصيل متطرف.
والسؤال هل طلب أى مصرى على أرض هذا الوطن سجن أى إنسان لمجرد أنه ينتمى لأى تيار أو أنه يؤمن بأى فكر؟! والإجابة بالقطع لا.. طالما أن هذا الإنسان لم يرتكب جريمة أو خالف القوانين أو خرج على الأعراف الاجتماعية والقيم الثابتة.
هل مشاهد القتل وترويع المواطنين ومحاولة نشر الفوضى ليست إرهابا، هل يريد رئيس الوزراء أن تصل رسالة للإخوان معناها استمروا فى أعمالكم الإرهابية وأن ما تقومون به من قتل وتدمير وشق الصف الوطنى واصراركم على أن تتحكموا فى مصير الوطن والمواطنين على الرغم من رفضنا لكم ولإرهابكم هو الصواب.
إذا نظر الدكتور حازم الببلاوى إلى تعريف القانون للإرهاب سيجده ينطبق تماما على جماعة الإخوان الإرهابية.
فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى لم تستخدم الجماعة هذا العنف والقتل، لكن بعد عزله خرج علينا الدكتور البلتاجى المحبوس حاليا بتصريح شهير يقول فيه «لحظة عودة مرسى إلى الرئاسة تتوقف فورا كل مظاهر العنف والقتل فى سيناء وفى كامل ربوع الوطن»، أليس هذا اعترافا خطيرا أن الجماعة هى من تقوم بهذا الإرهاب سواء بأيدى أبنائها أو بأيدى جماعات أخرى تعمل تحت أوامر من الجماعة.. أليس هذا كافيا.. أليست مشاهد القتل والترويع والاغتيال كافية لنطلق عليها جماعة إرهابية؟!
هل أصيب رئيس الوزراء بالحول السياسى وإذا كان الأمر كذلك لماذا لا يترك منصبه، ألا يعلم أن هذا التصريح يؤثر على المواطن العادى ويضعه فى دائرة الشك تجاه الحكومة الحالية.
سؤال هل يعيش الدكتور الببلاوى فى مصر؟ ألا يعلم أن الجماعة تؤيد فكرة الإرهاب فى الشارع المصرى ضد المواطن والدولة ضد الشرطة والجيش، إن تصريح الببلاوى يضع لتلك الجماعة وجهين الوجه الأول تصنع الطيبة والثانى المزايدة والتهديد بمزيد من الإرهاب  ضد مصر والمصريين.
لقد ارتكبت الجماعة كل الجرائم الإرهابية بدءاً من خيانة الوطن وانتهاء بقتل أبنائه وإفشال خطط التنمية.
لا أفهم تحديدا سر هذا التصريح الصدمة وأيضا التوقيت الذى صدر فيه، هل هى محاولة لزيادة شق الصف وحرق الدستور حتى قبل خروج مسودته إلى النور؟!
هل اليد المرتعشة التى تتعامل بها الحكومة مع هذه الجماعة الإرهابية ناتجة لخوفهم من هذه الجماعة أم أن عامل السن أقصد العمر الزمنى لرئيس الوزراء هو ما يجعله غير قادر على الشعور بما يحدث فى الوطن.
هل معنى تصريح الببلاوى أن هناك مفاوضات سرية بين الحكومة والجماعة ونحن لا نعلم عنها شيئا.
وإذا كان هناك تفاوض فمن أعطى الحق للببلاوى أو غيره للتفاوض مع هذه الجماعة الإرهابية نيابة عن  المصريين.
يا دكتور ببلاوى أرجوك اصمت فى هذه المرحلة وكفانا تصريحات.. الأولوية الآن للتنمية الاقتصادية لخلق فرص عمل لإعادة الأمن لبناء باقى مؤسسات الدولة الديمقراطية الدستور والاستفتاء عليه ثم الانتخابات النيابية والرئاسية.
لننهض بالوطن ونتجاوز المحن لنخطو خطوات كبيرة وواثقة فى سبيل رقى وتقدم الأمة.. يشعر من قاموا بالثورة وضحوا من أجلها بالعدالة الاجتماعية والحرية.
الدم المصرى كله حرام يا دكتور ببلاوى.