السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أكبر خيمة فى العالم بـ«أستانا» العاصمة الجديدة لكازاخستان




كازاخستان بلد عريق يزخر بتنوع عرقى وثقافى واسع؛ يضم نحو 140 طائفة دينية و133 قومية، حيث يجمع بين قسمات آسيوية وصينية وتركية وروسية وأفغانية.
كما تجمع مدنها، خصوصاً أستانا، بين أحياء حديثة لا تختلف عن مثيلاتها فى أوروبا وأخرى تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتى، ويفاخر الشعب بهويته الإسلامية، ولا ينسى أهل كازاخستان أيضا أن يذكروا الزائر بأن بلدهم مهد الظاهر بيبرس والإمام الترمذى والفيلسوف والطبيب المسلم الفارابى الذى ولد فى فاراب جنوب كازاخستان وتزين صورته العملة الكازاخستانية.
أصبحت «أستانا» عاصمة كازاخستان منذ عام 1998 بدلاً من مدينة ألما تى الحدودية، ويعنى اسم «أستانا» حرفياً رأس المال، لكن الكلمة نفسها تأتى من كلمة فارسية بمعنى «العتبة السامية»، فى إشارة إلى العاصمة الملكية أو بلدة المزار المقدس، وخلال تاريخها تغير اسمها عدة مرات؛ ففى عام  1800 كان يطلق عليها اسم «أكمول»، وبعدما أصبحت عاصمة للبلاد مُنحت اسم أستانا وحالياً هى المركز الرئيسى للحكومة، وتعكس أستانا صورة كازاخستان الطموحة باستضافتها لعدد من المؤتمرات العالمية والمنتديات خصوصاً حول التعاون بين الأديان.‏
تقع أستانا فى كازاخستان المركزية على نهر إيشيم «Ishim» فى  منطقة السهوب شبه القاحلة التى تغطى معظم أراضى البلاد، وهى أكثر مدن كازاخستان برودة، وتحمل لقب أبرد عاصمة فى العالم بعد العاصمة المنغولية «أولان باتور»، وتتجاوز درجة الحرارة فى الشتاء 35 درجة تحت الصفر، بينما يعد شهر يوليو أكثر شهورها سخونة.
ومن تصميمات أستانا الفريدة «هرم السلام» أو قصر السلام والمصالحة ، ليعبر عن روح كازاخستان والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، وقد صمم المبنى كدعوة لنبذ العنف وتعزيز الإيمان والمساواة بين البشر، ويضم أماكن لمختلف الديانات العالمية، ودار أوبرا تستوعب 1500 شخص، ومكتبة ومركزا لأبحاث الجماعات العرقية فى كازاخستان، ومتحف ثقافيا.
ومن أهم مراكز التسوق والترفيه فى أستانا، «خان شاتر» أو الخيمة الملكية Khan Shatyr Entertainment Center، وصُمم على شكل خيمة عملاقة تضم أهم المحلات والعلامات التجارية العالمية والمسابح وملعب جولف صغيرا وأماكن الترفيه للصغار والكبار.
كما يعتبر مبنى السوق التجارى أكبر خيمة فى العالم حيث يمتد على مساحة 150 ألف متر مربع أى ما يزيد على مساحة عشرة ملاعب لكرة القدم، ويرتفع لـ150 متراً، وصُنع سقفه من مادة البوليمر الشفافة المحمولة على شبكة من الكابلات، ويتيح تصميمه دخول ضوء الشمس الطبيعى خلال النهار، مع نظام تكييف يحافظ على اعتدال درجة الحرارة فى الداخل بالرغم من برودة الشتاء القارس وحرارة الصيف.
فى وسط المدينة، يعد شارع الجمهورية بمثابة المحور الرئيسى للنشاط اليومى والليلي، فهو شارع حيوى يضم العديد من المتاجر والمقاهى والمطاعم والنوادى الليلية ومتاجر الهدايا التذكارية والآلات الموسيقية التقليدية، والمكتبات، ومحلات المجوهرات والحيوانات المحنطة، كما يضم المركز الإسلامى والمسجد المركزى وكاتدرائية الروم الكاثوليك، وبرج Bayterek.
وتمتاز هذه المدينة بجمالها وسحرها، على غرار مدينة «ألما تى» العاصمة القديمة للبلاد والتى تعتبر مدينة تجارية، اقتصادية، مالية وسياحية أيضاً وتتميز ألما تى بوجود العديد من المطاعم والفنادق والمتاحف بها مثل المتحف الوطنى ويضم عددا كبيرا من الأجنحة التى تزخر بعدد كبير من الآثار القديمة، وتضم المدينة أيضاً ساحة بانفلوف والتى تضم عددا من الكنائس الروسية القديمة المبنية من الخشب والتى يرجع تاريخ بنائها للقرن التاسع عشر كما يوجد بألما تى العديد من وسائل الجذب السياحي، وتوجد أيضاً مدينة « كاراغاندا» وتقع فى وسط كازاخستان وتشتهر كأكبر مدينة صناعية بكازاخستان، مدينة « شيمكنت» فى جنوب كازاخستان، مدينة « أتراو» تقع فى شمال غرب البلاد وتعرف بالمدينة النفطية، مدينة «أكتاو» وتقع فى الغرب على بحر قزوين وهى الميناء الرئيسى لكازاخستان، وغيرهم العديد من المدن.
وتشتهر كازاخستان بالتنوع فى المناظر الطبيعية بها ما بين جبال وبحيرات وغابات وحدائق وغيرها العديد من المناظر الطبيعة والتى تشكل مصادر جذب للعديد من السياح، كما تعد كازاخستان ممرا للعديد من الدول فى وسط قارة آسيا.
بالنسبة للاقتصاد فى كازاخستان فيمثل الإنتاج الزراعى نحو خمسى قيمة الإنتاج الاقتصادى الكازاخي، بالإضافة للمنتجّات الحيوانية الرئيسية والتى تتمثل فى منتجات الألبان واللحوم والجلود، والأصواف، ومن المحاصيل الزراعية الهامة الشعير، والقطن، والأرز، والقمح، ولقد زادت فى فترة الخمسينيات من القرن العشرين منتجات المحاصيل زيادة كبيرة بفضل زيادة المساحات المزروعة وريّ الأراضى الجافة تعادل المنتجات الكازاخية الصناعية حوالى ثلث قيمة المنتجات الاقتصادية للبلاد وأهمها : الصناعات الغذائية، والكيميائية، والنسيجية، والأجهزة الصناعية الثقيلة.
وتقوم كازاخستان بتصدير المعادن الحديدية وغير الحديدية، اللحم، الكيماويات، الفحم، الصوف، الحبوب، البترول.