الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محطة الجحيم .. الشهداء سابقاً




كتبت - دنيا نصر

لحظات ودقائق تقضيها الفتاة داخل محطة مترو الشهداء كافية لتذوق مرارة العنف والتحرش .. فبعد إغلاق محطة مترو أنور السادات ازدادت الكثافة بشكل غير مسبوق داخل محطة الشهداء وأصبح الفتيات يعتبرنها محطة الجحيم .. فالزحام  الشديد حتى وإن لم يشهد تحرش صريح بالفتيات فهو يوفر تلك البيئة المواتية للتحرش بها أو على الأقل التدافع والتزاحم معها.  

تروى «هالة عبدالله – 19 سنة» قصتها مع التحرش الذى تتعرض له بشكل شبه يومي أثناء استقلالها المترو للذهاب إلى الجامعة، وتقول: «عندما دخلت إحدي عربات السيدات فوجئت بوجود عدد من الرجال رفضوا النزول وعندما حاولت الاستغاثة بأمن المترو حاول شخص منهم التحرش بي ولم أجد حولي من يتصدى لهم لأن العربة مليئة بالسيدات اللاتي شعرن بالخوف من هؤلاء فاستمرت في البحث عن أمن المترو وسيرت داخل العربة حتى عثرت عليهم عند بوابة العبور، وشكوت لضابط شرطة ما حدث لى ولكنه لم يعر اهتماما لكلامى وعندما بدأت فى الصراخ فى وجهه تحرك متثاقلا وأعطى أوامره لأمن المترو بالنزول بالعصى الكهربائية لتفريق تلك المجموعات التى تقتحم عربات السيدات».

وتقول نيفين سلامة «30 سنة – موظفة»: إغلاق محطة السادات سبب نكدي وكرهي للخروج من البيت لأني باضطر للنزول في محطة الشهداء للتغيير للخط الثاني للمترو وبسبب الزحام الشديد في تلك المحطة اتعرض للتحرش أكثر من مرة داخل هذه المحطة، وتضيف:”عندما  تعرضت للتحرش لم اشعر سوى بتنميل شديد فى جسدي جعلني ادخل عربة مترو السيدات منهارة من فرط البكاء غير مصدقة ما حدث وما يحدث لي كل يوم.

 ووصفت نيفين محطة الشهداء بـ”محطة الجحيم” نظرا لتكرار حالات التحرش الجماعى بها بسبب الزحام الشديد ومعاناتها من إغلاق محطة السادات التى كانت تعبر من خلالها دائما ومناداتها المسئولين لرفع المعاناة عن السيدات واحترام المرأة أكثر من ذلك لأنها ترى فى هذه المحطة من يقذف بالألفاظ الجارحة لسيدة مسنة أو فتاة وهذا ضد حقوق المرأة التى يتحدثون عنها ليل ونهار ولكننا لم نجد أياً من هذه الحقوق .

فيما أوضحت د.سوسن فايد مستشار علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن ظاهرة التحرش تعتبر سلوكًا منحرفًا ينتج من شباب يشعرون بالإحباط والمستقبل الضائع وفاقدين للوعى الاجتماعى، وبما إنهم شباب فأنهم يمتلكون طاقة وهذه الطاقة لم توجه فى المسار الصحيح لذلك نجدهم يفجرونها بتصرفات عشوائية فيتجمعون بطريقة تجعلهم يحاولون الانتقام من المجتمع الذى لم يوفر لهم كل طرق الاستقرار من عمل وزواج وسكن وغيرها ، حتى أصبحت هذه الظاهرة آخذة فى الازدياد وزاد الانحدار الأخلاقى بين الشباب لدرجة التحرش بالفتيات فى الأماكن العامة أو داخل عربات السيدات بمحطات المترو واستغلال الازدحام ليقوم بفعلته البشعة دون أى لوم أو حرج عليه.

وترى فايد أن هذا التصرف الإجرامى استهتار عام بالقانون وتغيير فى مفاهيم الترفيه التى تتخذ شكل المطاردة أو تحرش جماعى فى الأماكن العامة وخاصة محطات المترو فى غياب أفراد الأمن، لافتة إلي أن إغلاق محطة السادات ووجود محطة تبادل واحدة فقط بين الخطوط الثلاثة حتى وقتنا هذا يعد كارثة لأن منذ إغلاقها أصبح ينتج عنها كل يوم حوادث وصراعات وجرائم هتك سواء بالألفاظ الجارحة أو الإشارات أو التطاول باليد كلمس جسد الفتاة وغيرها من التصرفات المنحرفة من قبل الشباب المنعدمين أخلاقيا واجتماعيا ودينيا .

ويقول د.سمير نعيم، رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس أن ظاهرة التحرش لم تكن موجودة بهذه الصورة الوحشية فعندما نشاهد تصرفات هؤلاء الشباب فيخيل لنا بأننا نقف على جريمة كبيرة وسوف تكون نتائجها وخيمة على المجتمع، مشيرا إلي أن هذا أصبح سلوكا إجراميا يجب وضع قانون للحد منه وإلزام من يفعل هذا الفعل الوحشى به ومعرفته بأنه إذا فعل هذا فإنه يعاقب معاقبة القاتل، وأوضح أننا نرى كثيرًا من الدول تنبهت لمثل هذه الظاهرة ووضعت قوانين لردع مرتكبيها وبالتالي يجب علينا عدم التكتم وألا نغلق أفواهنا، كما يجب على الحكومة أن تساير عملها فى فتح محطة السادات التى شهد غلقها مؤخرا عددًا كبيرًا من جرائم التحرش وازدياد أعداد البلطجية بها وعدم كفاية وجود الأمن بمحطة الشهداء لتقليل نسبة الازدحام بها وشعور المواطنين بالأمان أكثر من الأيام الماضية.