الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الجامعة.. بيت الداء "7" ترقية الدكتور عصام !




أكمل اليوم مشكلة‮ (‬ترقية الدكتور عصام‮).. ‬باعتبارها أحد نماذج المشكلات التي تقع بين الأساتذة في الجامعات المصرية وتؤدي إلي تعطيل الطاقات وإهدار القدرات وعدم إنصاف البشر‮.. ‬وهي تخص كما اتضح في مقال يوم الجمعة أستاذاً‮ ‬مساعداً‮ ‬للفلسفة في كلية آداب عين شمس هو الدكتور عصام عبدالله إسكندر‮.. ‬وقد أشرت إلي رفض اللجنة لترقيته‮.. ‬وتضارب آراء الأساتذة حول إنتاجه العلمي وصولا إلي اتهامه بالسرقة‮.‬

‮ ‬هنا أدع مذكرة الدكتور عصام تكمل الأمر‮: ‬

استمر الموضوع يبحث داخل اللجنة العلمية‮ (‬أربعة أشهر‮) ‬من مارس حتي يوليو ‮ ‬2008،‮ ‬واللجنة‮ (‬تتهرب‮) ‬من إعادة التقارير،‮ ‬ونتيجة الضغوط أرسلت اللجنة تقريرها الذي جاء فيه‮: ‬اجتمع‮ (‬بعض‮) ‬أعضاء اللجنة،‮ ‬وقرروا أنه لا يوجد جديد يمكن إضافته إلي التقرير الأول،‮ ‬هناك شبهة سرقة علمية‮. ‬مع إرسال ما يدعم رأي اللجنة ويسندها أكثر في هذا التقرير الجديد،‮ ‬وهو تقرير فردي للدكتور مراد وهبة يقول فيه‮ (‬في حدود الصفحات التي أرسلت لي من قبل اللجنة تعتبر هذه عدم أمانة علمية من الباحث‮). ‬أما التقرير الفردي الثاني فهو للدكتورة قدرية إسماعيل‮ (‬أكدت فيه وبإصرار اتهامها للباحث من جديد بالسرقة‮)‬،‮ ‬ولم ترسل اللجنة التقرير الفردي الثالث للدكتور حسن حنفي‮ (‬مقرر اللجنة العلمية وأحد الفاحصين لإنتاجي العلمي‮.‬

في أغسطس‮ ‬2008‮ ‬أرسل الدكتور حسن حنفي تقريره الفردي الثالث كأحد الفاحصين للإنتاج العلمي للباحث‮ (‬بالفاكس‮) ‬إلي عميد الكلية،‮ ‬نتيجة مرضه المفاجئ بالقلب وإجراء عملية قلب مفتوح،‮ ‬احتوي التقرير علي ما يبرئ الباحث تماما من تهمة السرقة العلمية،‮ ‬مؤكدا أن ماذكرته الدكتورة قدرية هو أخطاء في التوثيق وليس سرقة علمية بأي حال من الأحوال،‮ ‬لأن الباحث لم يترك مرجعا استفاد منه إلا ذكره في الهوامش وفي المراجع‮.‬

في نفس الشهر أرسلت اللجنة العلمية الدائمة،‮ ‬بعد أن علمت بمضمون التقرير الفردي للدكتور حسن حنفي،‮ ‬خطابا إلي عميد الكلية تؤكد فيه عدم مسئوليتها عن التقرير الفردي للمقرر،‮ ‬وأنها‮ ‬غير موافقة علي ما جاء فيه‮.‬

في شهر أكتوبر‮ ‬2008‮ ‬تقدمت الدكتورة نشوي صلاح الدين‮ (‬زميلة بالقسم وكنت مشرفا علي رسالتها‮) ‬بشكوي إلي رئيس الجامعة تتهمني فيها بالسرقة العلمية من رسالتها،‮ ‬مؤكدة أنها علمت بواقعة السرقة من التقرير‮ (‬السري‮) ‬للجنة العلمية الدائمة‮.‬

أمام كل هذه الوقائع وتراكم الأخطاء الإدارية والقانونية،‮ ‬قرر رئيس الجامعة‮ (‬أخيرا‮) ‬تشكيل‮ (‬لجنة ثلاثية‮) ‬وليست‮ (‬خماسية‮) ‬للفصل في كل هذه الاتهامات الخطيرة‮. ‬وجاء تقرير اللجنة الثلاثية مؤكدا كل الاتهامات السابقة‮ (‬وإن لم تذكر كلمة‮ "‬سرقة‮" ‬أو‮ "‬عدم أمانة علمية‮"‬،‮ ‬فقط قالت اللجنة الثلاثية أنها موافقة علي معظم ما جاء في تقرير اللجنة العلمية الدائمة‮).‬

حاولت أن أقابل رئيس الجامعة في مكتبه مراراً‮ ‬وتكراراً‮ ‬لشرح أبعاد الموضوع وتفاصيل المؤامرة،‮ ‬ولم أفلح‮. ‬حتي حضرت معه لقاء اجتمع فيه بكل أساتذة الجامعة بخصوص‮ "‬الجودة‮"‬،‮ ‬وألححت عليه أن أقابله لأن الموضوع خطير فقبل مشكورا‮. ‬عرضت عليه الموضوع من الألف للياء،‮ ‬بحضور بعض الشخصيات ومنهم د.خالد حمدي عبدالرحمن‮ (‬الذي حقق معي فيما بعد‮).‬

قال‮: ‬لا أستطيع ترقيتك إلا إذا رفعت عنك هذه التهمة،‮ ‬وخيرني بين أمرين‮: ‬أن يرسل أوراقي للجنة الترقيات الجديدة التي كانت قد شكلت في‮ ‬1‮ ‬أكتوبر‮ ‬2008‮ ‬للبت من جديد في ترقيتي،‮ ‬أو أن يحفظ الموضوع لأنه شائك،‮ ‬وبما انني ابن من أبناء الجامعة وهم أساتذة وزملاء لنا،‮ ‬فالحفظ أفضل للجميع‮.‬

قلت له‮: ‬إن بعض أعضاء اللجنة الجديدة هم ممن ظلموني هذا الظلم البين ومن المستحيل أن ينصفوني،‮ ‬قال‮: ‬منهم لله،‮ ‬يبقي نحفظ الموضوع وتقدم من جديد للجنة الترقيات الجديدة أبحاثا جديدة‮.... ‬وافقت وانصرفت وأنا أشعر بمرارة الظلم‮.‬

عقب هذه المقابلة مباشرة‮ (‬وربما قبلها‮) ‬تم تسريب التقارير‮ (‬السرية‮) ‬الخاصة بترقيتي إلي الصحافة،‮ ‬بالإضافة إلي شكوي د.نشوي،‮ ‬تلميذتي،‮ ‬لرئيس الجامعة،‮ ‬في محاولة لتثبيت التهمة علي والضغط علي رئيس الجامعة وإفشال فكرة‮ "‬حفظ‮" ‬الموضوع‮. ‬

لم يكن أمام رئيس الجامعة إلا إحالتي للتحقيق وبسرعة،‮ ‬وبالفعل تلقيت خطابا بالمثول أمام المحقق د.خالد حمدي عبدالرحمن في شهر فبراير‮ ‬2009‮. ‬سألني في التهم المنسوبة إلي شفاهة فرفضتها كلها وفندتها له واحدة واحدة،‮ ‬وطلبت منه أن يفيدني كتابة بهذه التهم حتي أتمكن من الرد علي كل جزئية كتابة وبالمستندات،‮ ‬قال‮: ‬رد لي علي ما جاء في مجلة المصور فقط،‮ ‬قلت له‮: ‬غدا سيصلك الرد مكتوبا وبالمستندات،‮ ‬قال‮: ‬لا،‮ ‬أعطني تليفونك الخاص وسوف أتصل بك في أقرب وقت‮.‬

انتظرت‮ ‬3‮ ‬أشهر،‮ ‬ولم يتصل المحقق،‮ ‬قال لي العميد بعد اتصاله بالمحقق‮: ‬لا تذهب إليه إلا حين يطلبك بنفسه،‮ ‬ظللت انتظر هذه المكالمة حتي يوم‮ ‬28‮ ‬يونيو‮ ‬2009‮ (‬أي بعد أربعة أشهر من المقابلة الأولي‮)‬،‮ ‬اتصل بي وطلب مقابلتي اليوم التالي‮ ‬29‮ ‬يونيو‮ ‬11صباحا بمكتبه‮. ‬أعطيته الرد كتابة بالفقرة والهامش والصفحة والمرجع،‮ ‬مرفقا به المستندات والوثائق ولوائح لجان الترقيات التي تدحض كل هذه الاتهامات الباطلة،‮ ‬قال المحقق مندهشا‮: ‬هل هذا الانتاج هو الذي كان بين أيدي الفاحصين واللجنة العلمية الدائمة؟‮! ‬قلت له نعم هو هو‮. ‬قال‮: ‬ألا يخاف هؤلاء الأساتذة علي أسمائهم؟ صمت‮. ‬ثم سألني‮: ‬لماذا كل هذه الاتهامات ضدك تحديدا؟ لم أعرف بماذا أجيب،‮ ‬ومازلت‮.‬

توقعت بعد شهر أو شهرين أن تظهر نتيجة التحقيق،‮ ‬وتعلن براءتي وترقيتي وتتم محاسبة الذين اتهمونني ظلما،‮ ‬إلا أنني لم أعلن حتي اليوم بنتيجة التحقيق معي‮.‬
ونكمل‮ ‬غداً‮ ‬في هذا المسلسل‮.‬
الموقع الإليكتروني : www.abkamal.net
البريد الإليكتروني   : [email protected]