تحيات
عبد الله كمال
للحياة وجوه كثيرة.. وللصحافة أيضًا.. وإذا كنت أختلف مع كثير من المناهج المتبعة في عديد من الصحف.. فإنني كذلك لابد أن أتوقف أمام معالم - ولا أقول ملامح - صحفية براقة.. تزدهر رويدًا.. رويدًا في مطبوعات مصرية مختلفة.. مع تدفق دماء جديدة في شرايينها خلال الأشهر الأخيرة.. مجهودات قام بها زملاء أعزاء.. وأصدقاء يبذلون بإخلاص من أجل أن يقدموا صحافة وطنية جادة.
الأستاذ طارق حسن، رئيس تحرير الأهرام المسائي، صديق عزيز، وعشرة عمر، بدأ في جريدة الشعب، وعملنا سويا في روز اليوسف في نهاية الثمانينيات ثم بعد صدور جريدة روز اليوسف اليومية، وبينهما انتقل للأهرام، حيث تدرج إلي أن حصل علي فرصته في المطبوعة اليومية الثانية لمؤسسة الأهرام.
كاتب سياسي ومحلل قدير، كشف عن كثير من طاقته عبر عملية تجديد نوعية في المسائي، التي أصبحت حيوية، ومتدفقة، ومتفاعلة، ومختلفة، وتسجل يوميًا نتائج ملموسة وتأثيرًا واضحًا، إخراجًا صحفيا مختلفًا، وطريقة تحرير شيقة، وإحساسًا منتبهًا بدور الجريدة المسائية.
الأستاذ أنور الهواري، رئيس تحرير الأهرام الاقتصادي، صديق عزيز آخر، ابن جيلنا، الذي تجول ردحاً من الزمن في الصحافة المعارضة، قبل أن يتولي مسئولية المجلة الاقتصادية الأعرق.. حيث يغزل نسيجاً رقيقاً ومتعمقاً بأدوات ليست مخصصة للغزل.
أحدث فيها نقلة حقيقية، إخراجًا وتحريرًا، أعادها إلي الساحة، وأضاف إلي تاريخها رونقًا، وواجه بها تحدي أنها كانت منبر الثقافة الاقتصادية الاشتراكية، لكي تكون مجلة الاقتصاد الوطني والعدالة الاجتماعية.
الأستاذ محمد عبدالنور، رئيس تحرير مجلة صباح الخير، صديق عزيز ثالث، وزميل عتيد في مؤسسة روز اليوسف، تقاربنا أكثر في مرحلة إصدار يومية روز اليوسف.. حيث لم يزل يكتب عموده اليومي.. وقد بلغ فرصة التعبير الواسع عن إمكانياته قبل أشهر حين أصبح رئيسًا لتحرير المجلة الاجتماعية الأولي في مصر.. والتي صدرت قبل ما يزيد علي خمسين سنة.
نقل محمد صباح الخير إلي حيث يجب أن تكون.. مطبوعة شبابية.. منشغلة بالهم الاجتماعي.. وقضايا التنوير.. حوّل إخراجها إلي الأسلوب العصري.. ونقل مضمونها إلي رحابة الحيوية.. ساعيًا إلي تطبيق شعارها التليد للقلوب الشابة والعقول المتحررة.. وأيضًا للأرواح الجريئة.
الأستاذ عصام كامل، رئيس تحرير جريدة الأحرار، المطبوعة الحزبية التي تبدو أشهر من الحزب الذي تصدر عنه، ابن جيلنا أيضًا، ودفعتي في كلية الإعلام، تمكن بعون الله من تجاوز أزمة إنسانية فظيعة، وحافظ علي توازن مدهش ما بين كونه كاتبًا معارضًا وقادرًا في ذات الوقت علي أن يكون متصلاً ومتواصلا مع جميع سلطات الدولة.
هذه التحيات لا تنفي ضرورة أن نسجل احترامنا لكل رؤساء تحرير هذه المطبوعات السابقين.. كل منهم نقدره.. وتحياتنا لمن خلفوهم لا تعني العكس.. ومن ثم أوجه التحية إلي الأساتذة الأفاضل: مرسي عطا الله، عصام رفعت ، رشاد كامل، صلاح قبضايا.. علي الترتيب.
وإذا كنت أحرص علي أن يكون عمود يوم الجمعة مختلفًا.. ورائقًا خاليًا من المظاهر السلبية.. كلما حانت الفرصة.. تخفيفًا علي القارئ.. وتلطيفًا علي الكلمات.. فإن هذه التقديرات ليست مجاملة.. ولا هي مرتبطة بكون كل من الزملاء هم أبناء الجيل والأصدقاء.. وإنما هي شهادة مخلصة.. في حق زملاء يجاهدون ولا أقول يجتهدون.. إذ احترم تجربة كل منهم وأقدر ما يبذلون من عمل وأتمني لهم مزيدًا من النجاح.. فأمامنا وأمامهم طريق طويل.
الموقع الإليكترونى: www.abkamal.net
البريد الإليكترونى : [email protected]