السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لازم «تبونج»!




نعود إلي الدكتور البرادعي فيما بعد.. لكن اليوم الجمعة.. والمسألة تحتاج قدرًا من التخفيف.. ولو كنا سوف نتكلم في السياسة.. ومن ثم تعال نتكلم في الديمقراطية بطريقة لذيذة.. أو هكذا أعتقد.

السياسة مثل (البنج بونج).. لعبة تنس الطاولة المعروفة.. بينج.. بونج.. كما يقول أي شاب (روش): علشان (تبنج).. لازم (تبونج).. ولذا فإن هناك ضرورة لكي يكون هناك طرف آخر.. كون أن من (يبنج) يقهر من (يبونج) بقدرته في أي مباراة.. فإن هذا ليس عيب اللعبة وقوانينها.. ولكن هذه هي محصلة القدرات علي الطاولة.

مشكلة الذي (يبونج) أنه لا يستطيع أن يمسك بالمضرب.. وأنه لم يتدرب.. وأنه يعتقد أن مجرد وقوفه علي الطاولة يعني أنه يجب أن يأتي وقت لكي يرتقي علي منصة التتويج.. ويظن أنه لابد لمن ينافسه أن يترك له بضع كرات.. وأن يتنازل عن (السيرف) في إحدي المرات.. ولا مانع لو ترك شوطا.. وليته قبل بأن يتنازل عن نتيجة مباراة.. لكي يقال عنه إنه يتمتع بالروح الرياضية.. وهذا كما تعلمون ليس متعارفًا عليه في عالم التنافس.

الأهلي بطل لأنه يهزم عشرات من الفرق في الطريق إلي البطولة.. بينها الضعيف والمتوسط والقوي.. ولا ينتظر منه إطلاقًا أن يخسر مباراة لكي ترضي عنه مشاعر الآخرين.. كون أنه يتعرض لكبوة ما من وقت لآخر.. فإن هذا يتعلق به هو وبكفاءته وتدريبه وتنظيمه.. ولكنه لا يجب أبدًا أن يتنازل عن نتيجة مباراة.

ومن الطبيعي أن من يتم اكتساحه بصفة مستمرة علي أي طاولة (بينج بونج).. لن يعترف بأنه لم يتدرب حقيقة علي اللعب.. أو أنه غير موهوب.. أو أنه لا يوجد لديه جمهور يشجعه.. أو خططه بالية.. أو أساليبه متهالكة.. بل سيقول إن من ينافسه يخترق قوانين اللعب.. والحكم يمالئه.. والشبكة مرتفعة.. والصخب في الصالة يفقده تركيزه.. والنقاد يمالئون اللاعب الآخر.. والطاولة لونها يزغلل عينيه.. كل هذا مفهوم.. ويمكن تمريره.. إلا أن يقع في خطأين كارثيين.

الأول أن ينسحب ويقول إنه لن يلعب.. بعد أن مل من الهزيمة.. خروجه من الساحة معناه أنه رفض التنافس.. ولا يريد أن يواصل الاحتكاك.. ولا حتي بلوغ التمثيل المشرف.

الثاني أن يسعي لتغيير قوانين اللعبة.. أن يطلب من اتحاد اللعبة السماح له باستخدام مضربين بينما يستخدم منافسه مضربًا واحدًا.. أو أن يطلب منه إخلاء الملعب من الناحية الأخري لكي يسمح له بإحراز عدة نقاط.. أو أن يطلب اللعب بدون جمهور.. وأقل هذه الطلبات أهمية هو أن يطلب حكمًا أجنبيًا.. وفي كثير من المرات طلبت فرق الدوري حكامًا أجانب.. وكانت أيضًا الهزائم مروعة.. وأظن أن الأهلي يوم هزم الزمالك بستة أهداف قاهرة ساحقة ماحقة كان الحكم أجنبيًا.

مشكلة فريق (البونج) أنه من كثرة هزائمه وانعدام قدراته أصبح مقتنعًا تمامًا بأن الهزيمة قدره والخسران صفته وأنه لا قيمة له في اللعبة.. حتي وهو يصرخ اعتراضا علي الجانب الآخر.. وبالتالي هو فريق غير مقتنع بأهمية وجوده.. ويظن أن الفريق الفائز دائمًا يمكنه أن يستغني عنه.. في حين أن العكس هو الصحيح.. إذ كيف يمكن أن (يبونج).. وهو ليس أمامه من (يبونج) عليه.. أو كما يقول أحد أصدقائي بالإنجليزية المختلطة بالعامية: (إن أوردر تو بنج.. لازم تبونج)!

ويا أعزائي علي الجانب الآخر من طاولة البينج بونج.. يمكنكم الاستعانة بمدرب أجنبي.. وخطط مستوردة.. لكن عليكم أن تقولوا هذا للجمهور.. وتستطيعوا أن تسافروا لمعسكرات في الخارج.. ولكن لابد أن تطلعوا الناس علي مكان التدريب.. ويمكنكم أن تستوردوا لاعبا من أي بلد آخر.. ولكن لابد أن تسجلوه في اتحاد اللعبة.. وهو لا يمكن أن ينضم للمنتخب إلا إذا كان من أبناء البلد.. ولم يلعب لمنتخبات أخري.. ويمكن أن تستعينوا بجمهور متحمس، لكن لابد أن يدخل إلي الصالة بعد أن يدفع التذكرة ولا يمارس الشغب في المدرجات.. كل هذا ممكن.. ولكن ليس من المسموح علي الإطلاق أن تغيروا قوانين اللعبة.. خصوصًا وأنتم فريق مهزوم وفاشل ومتراجع ولا وزن له في قوائم التقييم.


الموقع الإليكتروني: www.abkamal.net

البريد الإليكتروني  : [email protected]