الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روزاليوسف.. وسوريا- لسنا صحافه المسيح




لسنا صحافة المسيح

أسعدني السيد وليد المعلم وزير خارجية (الشقيقة) سوريا حين عبر عما في داخله مرتين في عام واحد.. وانتقد «روزاليوسف» علناً.. ولم ينس رئيس تحريرها بالاسم.. مرة في مؤتمر صحفي في دمشق قبل عام.. ومرة في مؤتمر صحفي في طرابلس قبل يومين.. وهو ما عاد وذكره لرئيس القسم الدبلوماسي في الجريدة الأستاذ أحمد الطاهري علي هامش مؤتمر القمة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد.. فقد أعرب الوزير عن اهتمامه برئيس التحرير والجريدة بطريقة مختلفة وثالثة منذ بضعة أشهر.. وفي غضون الفترة القصيرة الماضية أعربت سوريا الرسمية عن موقف ليس بعيداً عن هذا بينما كانت المياه تجري في قنوات المصالحة بين القاهرة ودمشق.

أحب ما علينا أن تعود العلاقة طيبة بين البلدين.. وقد أعرب الرئيس بشار الأسد عن رغبته في أن يزور مصر خلال القمة العربية.. ورد عليه وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ورئيس الوزراء الدكتور نظيف، الذي رأس وفد مصر إلي القمة، بعبارات ترحيب معلنة.. وليس مدهشا أن «روزاليوسف» كانت في صدارة الصحف التي اهتمت بذلك في تغطيتها في الصفحة الأولي.. ولا شك أن هذا الموقف الجديد يسعد كل عربي.. لكن مشكلة العلاقات المصرية ـ السورية السابقة لم تكن هي (روزاليوسف) كما يحاول أن يختصر ذلك السيد وليد المعلم.

نفهم جيداً جداً، ومنذ وقت ليس قصيرا، طبيعة المجريات فيما بين مصر وقطر ومصر وسوريا خلال الأسابيع الأخيرة.. وبالتحديد فيما يخص سوريا بعد الزيارتين المفاجئتين اللتين قام بهما الأمير سعود الفيصل قبيل القمة إلي القاهرة أولاً ثم إلي دمشق.. وقد كتب محرر باب (الملخص السياسي) قبل نحو أسبوعين مشيراً إلي أن مياها جديدة تجري في القنوات بين الدوحة والقاهرة.. معبراً عن انتباه الجريدة لما يتم عربياً ومصرياً.

وأنا أعرف بالطبع أن «روزاليوسف» سببت ألماً للسياسة السورية خلال الفترة التالية لحرب غزة وحتي ما قبل شهر تقريباً.. ولابد أن السفارة السورية في القاهرة كانت تنشغل بطريقة شبه أسبوعية بأن ترسل إلي وزير الخارجية المعلم تقارير تفصيلية عما تكتبه «روزاليوسف» الجريدة والمجلة.. خصوصاً مقالات رئيس التحرير التي كان يضع فيها إصبعه في جرح عدم تحرير الجولان حتي الآن.

ودوافعنا إلي ذلك مختلفة.. ففي حرب غزة تبنت «روزاليوسف» موقفاً وطنياً دفاعاً عن المصالح الوطنية باعتبارنا صحيفة مصرية.. لا يرضينا علي الإطلاق أن يساء إلي بلدنا وإلي رئيسنا وأن نتهم بالخيانة.. وهو اتهام ظل يتردد أشهراً طويلة في مجموعة مختلفة من الصحف والمواقع السورية.. نذكر منها مثالاً لا حصراً.. كلاً من: موقع الجمل، وموقع شام برس، وتليفزيون الدنيا (قبل تفويره)، وجريدة الوطن التي توصف بأنها مستقلة.. ناهيك عن بقية مفردات منظومة الإعلام المتحرك بتعليمات سورية.. ومنها جريدتا الأخبار والسفير في لبنان.. وجريدة القدس في لندن.

نحن في «روزاليوسف» لسنا صحافة المسيح.. نعطي خدنا الأيسر لمن يحاول أن يؤذي الخد الأيمن لبلدنا.. خاصة أننا نتبني موقفاً منهجياً ضد التصرفات الإيرانية وضد تصرفات حزب الله وضد حركة حماس.. وهي أطراف ذات علاقة بنيوية مع (الشقيقة) سوريا.. وكم أسعدنا أن تصل هذه المعاني إلي الوزير المعلم.. كما لا شك وصلت إلي غيره في دمشق وما حولها.. هذا تعبير منا عن الرأي العام في مصر وما يخالجه.. ولم نكن نحن معضلة التوتر المعلن في العلاقات.. ولا يمكن للوزير المعلم - خروجاً علي المألوف - أن يوحي للصحافة بأن (روزاليوسف) ورئيس تحريرها هما المشكلة.

نحن أسعد الناس حين تعود العلاقات بين البلدين إلي حالها المفترض.. وحين تلتزم سوريا نهجاً عربياً.. وحين تتوقف صحف سوريا عن توجية الإهانات إلي مصر شعباً ورئيساً.. وحتي اليوم تصلنا تعليقات موجهة من (قراء محترفين) في سوريا علي موقع «روزاليوسف» تشتم مصر ومواطنيها ورئيسها.. لا تمثل مشكلة علي أي حال.. فنحن نحذفها.. ونعفي أهل سوريا من أن ينسب إليهم هذا التطاول غير المقبول بالطبع.

ويا سيادة الوزير السوري.. فلنعتبر تصريحك الأخير.. رغم ما فيه من اتهامات.. رغبة في فتح صفحة جديدة.. انعكاساً لصفحة جديدة بين البلدين.. رغم أننا لا نتلقي تعليمات سرية بانتهاج المواقف من أي جهة.. كما قد يعتقد خطأ الوزير المعلم.. فلتكن كذلك.. ولنكن متسقين مع محاولات جارية لتلطيف المواقف.. ولكن الوزير لا شك يعلم أن «روزاليوسف» ليست صحافة المسيح.. ولن تعطي خدها الأيسر لمن يحاول أن يؤذي خد بلدنا الأيمن.

ولاشك أنني حين أكتب هذا إنما أعبر عن سياسة الجريدة المسئول عنها رئيس التحرير.
 
 الموقع الإليكتروني: www.abkamal.net
البريد الإليكتروني   : [email protected]