الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العثور على قاعدة النصب التذكارى لميدان التحرير فى أكوام الزبالة




كتبت - سوزى شكرى
 
لم يسأل أحد من المسئولين المعنيين بشأن الفن أين اختفت قاعدة النصب التذكارى القديم التى كانت موجودة فى ميدان التحريرو التى كان من المقرر لها منذ عام 1952 أن يوضع عليها تمثال الخديو إسماعيل، ولكنها ظلت تبحث فى كل محافظات القاهرة عن هذا النصب، وكانت تعلم أن القاعدة رفعت من ميدان التحرير بسبب أعمال مترو الانفاق عام 1996، ومنذ ذلك التاريخ ولا يعرف احد اين ذهبت هذه القاعدة إوبعد مرور سبع سنوات من البحث كشفت الدكتورة «سهير حواس» مستشار الجهاز القومى للتنسيق الحضارى من خلال اللقاء الذى نظمته نقابة الفنانين التشكيليين حول «ميدان التحرير التطوير والتخليد».  عن سر اختفاء القاعدة القديمة التى كما وصفتها تمثل قيمة فنية وتعتبر عملاً فنيًا متكاملاً بذاته، فقد عثرت على القاعدة مكسورة قطع كبيرة وصغيرة وملقاة وسط اكوام الزبالة فى منطقة المقطم! وقامت «حواس» بتصوير المكان بالكامل لاثبات واقعة الاهمال المؤسسى، وقد اخفت عثورها عليها خوفا من سرقتها لإن القاعدة من الجرانيت الخاص جدا، كما عرضت تاريخ القاعدة ولقطات مصورة للقاعدة ومكان تواجدها وما وصلت إليه القاعدة من تشويه بشكل مأساوى.
كما وصفت «حواس» القاعدة وتاريخها وقيمتها الفنية والجمالية والتاريخية والأثرية وأن قام بتصميمها مصطفى باشا فهمى وأنه تصميمها معمارياً جمع بين الطرز اليونانية والرومانية والكلاسيكية يتناسق مع كل الابنية الموجودة، وأن هذه القاعده صممها الملك فاروق لوضع تمثال الخديو اسماعيل وأن التمثال كان موجودًا فى ايطاليا، مر ميدان التحرير بعدة مراحل تجميل مرتجلة دون تخطيط وتنسيق، وطالبت بسحب القطع من منطقة المقطم لإعادة تركبيها واجراء دراسة حول إمكانية تجميعها.
وقد تحدث ايضا حمدى ابو المعاطى نقيب التشكيليين عن تجاهل رئيس الوزراء الحالى لكل الجهات المنوطة بإعادة تطوير ميدان التحرير وأن ما تم وضعه فى ميدان التحرير (حجر اساس) هو ليس إلا شكلاً عبثيًا وأن النقابة اجتمعت مع لجان من جهات ومؤسسات الدولة «التنسيق الحضارى والتخطيط العمرانى وزارة الاسكان محافظة القاهرة» وطرحت المسابقة تحت عنوان: إعادة تطوير ميدان التحرير، وليس نصبًا تذكاريًا وتم ذلك خلال فترة المجلس العسكرى وخلال حكم الاخوان، وسوف نعلن قريبا عن كل التفاصيل للمسابقة.
كما تحدث سمير غريب رئيس الجهاز القومى لتنسيق الحضارى اوضح أن ما قام به الجهاز على مدار وعامين من اجراءات لتخليد ذكرى ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013، وأن إعادة تطوير وتحديث ميدان التحرير وليس مجرد نصب تذكارى، الجهاز واجه طوفان من الجهل من عدة اتجاهات خصوصا من المؤسسات غير المدركة لقيمة الفن وقيمة الاماكن تاريخيا وتراثيا، وأن الكثير من الجهات تعمل لمصلحتها على حساب الوطن، وأن كل حكومة تأتى تبدأ من الصفر ولا تنظر إلى ما قبلها، وهذا الفكر لا يقدم شيئًا بل يؤخر أى تحديث، وأن وضع النصب او كما اطلق عليه « حجر اساس» فى ميدان التحرير من اسبوعين، حتى لو تم بحسن النية إلا انه تشويه لم يسبق له مثيل، وهذا النصب يؤكد حالة الارتباك السياسى. 
اما عن المسابقة قال غريب : إن الجهاز قد طرح موضوع المسابقة طوال العامين ونصف العام ولكن لان الدولة المصرية مرت بالعديد من الاحداث فى المشهد السياسى لهذا تعرقل الاعمال، كما اوضح أن اول الاجتماعات بالمسابقة كان اثناء وجود عبد المنعم الصاوى وزير الثقافة واستمرت الاجتماعات إلى 2012 اثناء حكم الاخوان، كما تم تعديل كراسة المسابقة بحسب كل تتطور على الساحة، وأن الجهاز القومى لتنسيق الحضارى هو الوحيد المنوط بالتطوير ومنه يتم التعامل مع الجهات المختصة، نقابة التشكيليين الجانب الفنى التخطيط العمرانى ووزارة الاسكان للجانب الهندسى والدراسة وغيرها من الجهات الاخرى.كما طالب «غريب» بمحاكمة ومحاسبة محافظ القاهرة الذى تسبب فى تحطيم القاعدة القديمة للنصب التذكارى وتشويه.