السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأب رفيق جريش فى حوار لـ«روزاليوسف»: مبعوث «فاتيكانى» يزور شيخ الأزهر لعودة جسور الحوار مع الفاتيكان




قال الأب رفيق جريش مدير المكتب الإعلامى للكنيسة الكاثوليكية إن موفدا  من الفاتيكان سوف يلتقى خلال هذا الأسبوع بشيخ الأزهر لتجديد الحوار بين الفاتيكان والأزهر. وأشاد فى حواره مع «روزاليوسف» بقانون التظاهر مشددا على أن الشارع المصرى بحاجة إلى الهدوء لاستكمال خارطة الطريق.
وأشار إلى ان البابا فرنسيس نقل الكنيسة إلى الناس موضحا أن البابا فرنسيس وعد البابا تواضروس بزيارة إلى مصر عقب استقرار الاوضاع فى مصر.
وقال إن الأحزاب الموجودة على الساحة هشة وان لم تثبت وجودها على الارض سوف تعود جماعة الإخوان المسلمين مرة أخرى.
وأوضح ان مصر سوف تشهد ثورة ثالثة اذا لم تهتم بتحقيق العدالة الاجتماعية وبالفئات الفقيرة، والى نص الحوار:

■ بداية نريد أن نعرف تقييمك لأحداث مجلس الشورى وأول تطبيق لقانون التظاهر؟
قال: قانون التظاهر من وجهة نظرى جيد وهو مطلوب فى هذه الفترة لتهدئة الشارع واستكمال خارطة الطريق بهدوء حتى يستطيع الاستفتاء للدستور والانتخابات بهدوء ونظام. وأضاف: لذلك أرى أن ما حدث أمام مجلس الشورى غير صحيح وكان يجب احترام القانون وإذا كان الشباب يريدون دولة القانون ودولة مدنية متحضرة عليهم الالتزام بالقانون حتى لو كانوا يختلفون عليهم. وقال: ما يحدث هو تفتيت للطاقة وكان يجب على أعضاء الخمسين ألا يتركوا اللجنة وينسحبوا منها وخاصة بعد أن تطاول النشطاء عليهم ونحن الآن علينا أن نختار بين دولة القانون ودولة الغاب.
وأضاف: من غير الطبيعى المقارنة بين قانون التظاهر الذى صدر فى عهد الرئيس السابق مرسى والقانون الحالى لأنه من وجهة نظرى القانون الجديد أكثر دقة واستطرد قائلا: فى كل بلاد العالم يوجد قانون لتنظيم وتقنين التظاهر ونحن فى أمس الحاجة له خلال هذه الفترة التى نحتاج فيها إلى تطبيق القانون ومن يريد ويحترم دولة القانون لا يجب أن يغضبوا بوجوده.
وقال: «عاوز تتظاهر اعمل اللى أنت عاوزه فالقانون لا يمنع التظاهر وانما يقنن العملية ويمنع تعطيل المصالح والاعتداء على الممتلكات العامة».
■ ما رؤيتك للعمل داخل لجنة الخمسين؟
قال: المسودة الموجودة حاليا وما توصل إليه جيد ولكن الاشكالية الوحيد فى المقدمة او التى تسمى «بالديباجة» ونحن كمسيحيين وككنائس نصر على مدنية الدولة وهناك من لا يريد وضع المدنية وتفسير 219 القديمة والتى هى فى الاساس مادة «سيئة السمعة».
وأضاف : كلمة «مدنية» كانت موجودة فى المادة الأولى وبعد أن تم إزالتها تم الاتفاق على وضعها فى الديباجة الا انهم وجدوها غير موجودة، واستطرد مؤكدا: إذا كان هناك إصرار على عدم وضع كلمة «مدنية» فالكنائس سوف تنسحب من الجمعية التأسيسية ولا نريد أن نصل إلى هذا الأمر.
■ ما هو تقييمك لدور ممثلى الكنائس والقوى المدنية بها؟
قال: بالنسبة لممثلى الكنائس يوجد تعاون فعال خصوصا أن كل مندوب منهم وراءه لجنة من المتخصصين يمدونه بالمعلومات والتقارير القانونية.
وأضاف: وإذا تحدثنا عن مندوب الكنيسة الكاثوليكية فهو حاصل على الدكتوراة فى القانون الكنسى وذو خبرة كبيرة ولذلك تم اختياره ممثلا للكنيسة. أما عن القوى المدنية فانا أميل إلى تقسيمها لجزءين الأول الموجودين داخل لجنة الخمسين الذين يعملون بقوة على أرض الواقع. والجزء الثانى الأحزاب وجبهة الإنقاذ وأنا شخصيا غير راض عنهم وأصبحت كرتونية المظهر ليس لها أى تأثير على الارض ولا تنتشر بين الناس.
وقال: كل الأحزاب الموجودة «هشة» وكانت القوى المدنية خلال عام من حكم الإخوان تعلل عدم وجودها على الأرض بأن الإخوان المسلمين مهيمنون على الشارع.
وأكمل حديثه متسائلا: أين الأحزاب المدنية الآن بعد انتهاء حكم الإخوان ووجود مساحة فى الشارع لهم؟ تحولت الأحزاب إلى مجرد بيانات صحفية فقط.
وأضاف : الإخوان المسلمون سيعودون مرة أخرى للبرلمان وللشارع اذا استمر تكاسل القوى المدنية، واستطرد مؤكدا: مازال للإخوان شعبية على الارض ولو انكرنا هذا نكون مثل النعام «بندفن رأسنا فى الأرض».
■ بماذا تصف كلا من البابا فرنسيس والبابا تواضروس؟
قال لنا: لن أتحدث عن صفات كل واحد منهما بشكل منفرد فالباباوان منفتحان وقلباهما مفتوحان ولديهما نظرة للكنيسة بمعنى الشامل للكنيسة بانها كل المؤمنين معا. وأضاف: وبعد زيارة البابا تواضروس الثانى للبابا فرنسيس سوف تكون هناك خطوات أكثر انفتاحا وتفاعلا بين الكنيستين.
ووصف الأب رفيق جريش زيارة البابا تواضروس الثانى للفاتيكان قائلا كانت زيارة تاريخية فهى أول زيارة لبابا قبطى منذ عام 1973 والتى زار فيها البابا شنودة الراحل البابا بولس الثالث ثم فى عام 2000 زيارة البابا يوحنا الثانى.
وأضاف: الجميل فى الزيارة ان الباباوين كانا جددين وتوليا سدة مارمرقس وماربطرس والتقيا على الوحدة والمحبة المشتركة. وقال: ننتظر أكثر من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية نحو الاعتراف بسرى معمودية والتناول الكاثوليكى وهو الأمر الذى وعد البابا تواضروس ببحثه.
وأوضح جريش: البابا فرنسيس وعد بزيارة لمصر بعد استقرار الأوضاع ووجود حكومة ليست انتقالية وسوف يتم تحديد تاريخ لاحقا تفعيل العمل ما بين الكنيستين على المستوى الرعوى واللاهوتى وليس فقط على مستوى الرؤساء.
■ رؤيتك للحكومة الحالية بعد ثورة 30 يونيو؟
قال: الحكومة الحالية ضعيفة وننتظر قوانين وقرارات حازمة واستطرد قائلا: لا أفهم لماذا حتى الان لم يعلن جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية؟ بالرغم من كل ما حدث من انصار الرئيس مرسى والتهديدات والهجمات الإرهابية وإعلان بعض الدول الغربية بذلك.
بالإضافة إلى بعض القوانين المتعلقة بحياة الإنسان المصرى والعدالة الاجتماعية فمثلا الحد الأدنى للأجور أقرته الحكومة بعد ضغط شعبى، وأيضا المواد التموينية غير متوفرة واستمرار ارتفاع الاسعار بالرغم من التسعيرة الجبرية التى وضعتها الحكومة، وايضا مازلنا نعانى من مشكلة القمامة.
واستمر قائلا: فى ميدان الكوربة وهو أرقى الأحياء فى مصر يوجد تجمع «للقمامة» وهذا يشوه صورة مصر لان كل الزيارات الرسمية للرئاسة بقصر الاتحادية تمر على هذا التل من القمامة.
■ هل تتوقع قيام ثورة ثالثة؟
قال: أتوقع أن «يصبر» الشعب ويجب عليه الصبر حتى الانتهاء من خارطة الطريق وإقرار الدستور وانتخابات البرلمان رئاسة الجمهورية وإذا لم تف الحكومة المنتخبة بوعودها ستحدث ثورة ثالثة وستكون أكبر وأصعب.
عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة تم الهجوم على الكنائس ومنها كنائس كاثوليكية فهل هناك حصر لها وماذا عن ترميم الكنائس؟
تم الاعتداء على 15 كنيسة ومدرسة وسوف يتحمل الجيش جزءا من التصليحات إلا أن الجيش لا يستطيع تحمل كل الأعباء ومن هنا جاءت مبادرة بيت العائلة المصرى للتبرع لترميم دور العبادة ربما تساهم أكثر.
بماذا تصف الشعب المصرى بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟
الثورتان جعلت الشعب يخرج عن المألوف وأظهرت الشجاعة لديهم إلا أنه هناك البعض استغل حرية التعيير بشكل خاطئ والخروج عن الآداب العامة.
فأصبحنا نرى مشاجرات فى كل مكان وأعمال بلطجة وهذه ليست أخلاق المصريين فالحالة الثورية أدت «لفوران» وهذا أمر جيد ولكن علينا ان نعود إلى إطار القيم المصرية الأصلية والآداب العامة.
■ كانت للكنيسة الكاثوليكية زيارة لألمانيا لتوضيح ما حدث فى 30 يونيو فما هى تفاصيل الزيارة؟
قال: منذ 30 يونيو حتى 3 يوليو كانت وسائل الإعلام الغربية تصف ما حدث بأنه انقلاب او شبه انقلاب عسكرى والكنيسة الكاثوليكية من موقعها فى مصر بدأت تشرح وجهة النظر لوسائل الإعلام الغربية خصوصا وسائل الإعلام الكاثوليكية الغربية والتى لها اهمية كبيرة وثقل. وان هناك لقاء بالمجلس الأوروبى مع كاثرين اشتون وهذا لم يبرزه الإعلام المصرى وزرنا مدارس وجامعات ومسارح لشرح ما حدث للألمان ولوسائل الإعلام الألمانية وما حدث فى مصر على مدار عام من حكم الإخوان وقد وجدنا تفهما كبيرا من الألمان واستطرد قائلا «الكفة رجعت تظبط تانى على أثر هذه الزيارة» وقامت ألمانيا برفع حظر السفر عن مصر وتبعها عدد من الدول الأوروبية. وعن جدول الزيارة والتى استمرت 10 أيام قال «جريش» أول ثلاثة أيام كانت هناك لقاءات مع رؤساء الكنائس فى ألمانيا وبعدها توزع الوفد على كل المقاطعات وزيارة مدارسها والكنائس وتوضيح الصورة عن مصر.
 مشيراً إلى أننا أوضحنا لهم أن مصر كانت على «شفا النار» لولا ما حدث فى 30 يونيو.
كما عرضنا له على الجانب الآخر نموذجا من الإسلام الوسطى فى مصر وكيف قام المسلمون المعتدلون بحماية الكنائس وهو ما أكد لهم أن الإخوان يستخدمون الدين لأغراض سياسية وليس لتحقيق صحيح الدين.
وأوضح : الألمان طالبوا بالاهتمام بالتعليم والتكوين الإنسانى والأقليات والمرأة معربين عن تطلعهم لتقديم المساعدات لمصر فى هذا الشأن.
■ بماذا تصف فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى؟
قال «بالفشل» ولو استمر هذا الحكم كانت مصر دخلت فى حرب أهلية وحال الإنسان المصرى كان سيصل إلى «الضنك» فهم فشلوا سياسيا واقتصاديا وفى توفير احتياجات المصريين اليومية وكل هذا الفشل كان سيخلق تصادمات كثيرة ستؤدى فى النهاية إلى حرب اهلية.
■ من ترى المناسب للرئاسة؟
قال: لا أرى أحدا فى جبهة الانقاذ والأحزاب يصلح وقال سوف أنتخب المرشح الذى لديه برنامج وتطبيقات البرنامج واستطرد مازحا: برنامج انتخابى غير «النهضة».
■ ماذا عن الفريق السيسى؟
قال : لو ترشح الفريق السيسى يجب أن نفرق بين الفريق اول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع ومنقذ ثورة 30 يونيو وبين المرشح الرئاسى «عبدالفتاح السيسى» وسوف أنظر إليه من وجهة المرشح ويجب ان نسأل ماذا ستقدم للشعب وكيف ستنفذ برنامجك الانتخابى والمدة التى ستنفذه خلالها هذا البرنامج.
وأضاف : على أى مرشح رئاسى ان يسعى لرفع العبء عن المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية.
البابا فرنسيس كان متفردا فى تصرفاته مثل تقبيله ومصافحته لمرضى هل هذا تغيير فى نهج البابا الفاتيكانى؟
قال : البابا لم يغير شيئا فى العقيدة ولكنه نزل بالكنيسة إلى أرض الواقع لكى يسمح للناس أن تلمسه ويلمس الناس وهذا هو التوجه الحالى أن الكنيسة لا تكون فوقية تهتم بالعقائد وتنغلق على ذاتها ولكن تنزل إلى الناس وبمعنى أدق «يحنو على الناس» ويوصل للمسيحيين أن الرب رحوم ويتالم لألمهم والكنيسة تتالم معهم.
■ ماذا عن الحوار الإسلامى مع الفاتيكان أين توقف وهل سيتم استئنافه؟
قال: أولا البابا فرنسيس أرسل خطابا شخصيا للإمام الأكبر أحمد الطيب يهنئه بعيد الفطر ويشكره على تهنئته على وصوله سدة القديس بطرس وشيخ الأزهر بادله بخطاب آخر به دفء ومشاعر، وسوف يزور خلال هذا الأسبوع «موفد» من الفاتيكان شيخ الأزهر لاستكمال الحوار وبناء جسور جديدة.
وأضاف : أن المكتب الصحفى بالفاتيكان أصدر فى 26 نوفمبر 2013 «الإرشاد الرسولي» الأول للبابا فرنسيس والذى ركز بشكل خاص على العلاقة والحوار مع العالم الإسلامى كذلك التواجد المسيحى داخل هذه الدول.