الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المسرح الموسيقى فى لندن




بقلم: د. جمال ياقوت

ساعدتنى زياراتى المتكررة لعاصمة الإنجليز فى التعرف عن قرب على المسرح الموسيقى الذى طالما عشقته وتمنيت أن أخرج عرضا ينتمى إلى هذا النوع الساحر من المسرح، ولكن للأسف الشديد حالت أحوال الموسيقيين وأحجام الميزانيات فى مصر دون تحقق هذا الحلم، ولا يعود إعجابى الشديد بأشكال المسرح الموسيقى فى الويست إيند فى لندن لأسطورة القروى الساذج الذى بهرته أنوار المدينة بقدر ما يعود لدقة التمازج بين العناصر التى يتألف منها العرض الموسيقى المحترف الذى يجرؤ على خوض تجربته الإنتاجية شركات ضخمة حتى ولو ارتبطت بمنتج شهير مثل كاميرون ماكينتوش الذى أنتح «البؤساء» و«شبح الأوبرا»  و«أوليفر تويست»،  وغيرها من الأعمال التى استمر بعضها قرابة الأربعين عاماً، وبعضها ما زال يعرض حتى تاريخ كتابة هذا المقال.
الموضوع يتلخص فى وجود منظومة جادة لها هدف واضح فتخطط وتسخر جميع الإمكانيات من أجل تحقيق هذا الهدف، من هنا يوجد لدى صناع العرض الموسيقى التجارى إيمان راسخ  بما يفعلونه ذلك لأنهم يقدمون خلطة تجمع بين الفعل الجميل الراقي، والعمل التجارى الذى يستهدف الربح بشكل واضح صريح، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة من خلال جودة وانضباط العروض، وسعر التذكرة الذى يبلغ حوالى ٧٠ جنيه إسترلينى أى ما يعادل نحو ٨٠٠ جنيه مصرى، وهذا المبلغ يعد كبيراً للمواطن الانجليزى، ذلك لأن هذا المواطن الانجليزى يمكنه أن يأكل طوال الأسبوع بهذا المبلغ، وهو ما يعنى أن أربعة تذاكر تعادل طعام شخص واحد لمدة شهر، لكنهم يعشقون المسرح ويدبرون من طعامهم من أجل الدخول إليه، فهو متعة وفسحة وهدايا شديدة الرومانسية بين المحبين، وقد اعتبرته أوروبا منذ قديم الأذل أحد أهم مصادر الثقافة للبشر، بالتأكيد توجد أسعار أرخص فى مقاعد فى الأعلي، فى الدور الرابع أو الخامس، كما توجد مقاعد محدودة الرؤية، كما يوجد المسرح الرسمى بأسعار أقل، لكن الخلاصة أن المنظومة بالغة التعقيد، من هنا لا يمكنك كتابة روشتة علاج للمسرح المصرى على أساس ما يحدث هنا، لأن هناك الكثير من العناصر التى لا يمكن السيطرة عليها وإعادة توجيهها بجانب تلك التى يمكن تعديل معطياتها لتصبح أكثر فاعلية.
وللحديث بقية إن شاء الله.