الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر فى مرمى نيران الجيل الرابع من الحروب




عفوا أيها القارئ الكريم لن أحدثك عن الدستور أو حتى  المواد الخلافية فيه ولن ألح فى التأكيد على ضرورة الذهاب للاستفتاء لأن الاستفتاء على الدستور هو استفتاء على خارطة الطريق، ولن أحدثك عن قانون التظاهر وما له وما عليه وطريقة إصدار الحكومة له وتوقيته، ولن أكرر قولى السابق لو أن الببلاوى أعلن جماعة الإخوان جماعة إرهابية لكفانا أشياء كثيرة حدثت «لأن لو تفتح عمل الشيطان» ولن أخوض فى الحكم الذى صدر بحبس 14 فتاة 11 عاما لهن جميعا والأحكام على كل واحدة  تتراوح بين ستة أشهرة وسنة وبقدرة قادر أصبحت تتداول على أنها 11 عاما لكل منهن.. ولن أحدثك عن الغلاء وارتفاع الأسعار الذى توحش فأصبح يهدد المصريين والببلاوى وحكومته يمارسون العجز التام أمامه، ولن أتحدث عن البطالة والانهيار الاقتصادى والفقر وعلى الرغم من إذ كل ما سبق مهم، ولكن الأهم والأولى أن نترك له هذه المساحة.
هو المشهد الذى ينقل تدريجيا من الهزل السياسى الذى يوجب الرثاء لصاحبه إلى السفه السياسى الذى يوجب الحجر على أصحابه
 فى هذه اللحظة يداهم مصر الجيل الرابع من الحروب وهى الحرب غير النمطية ولا تستخدم فيها الجيوش والأسلحة وحتى نقترب من الصورة أسألك سؤالا ما فائدة أن تمتلك «قنبلة نووية» وأسرتك مخطوفة داخل كهف فى أحد الجبال؟!
 وقد وجدت القوى الاستعمارية بديلا للحرب التقليدية وهو ما وصفوه بأنه إذا كان باستطاعتهم أن يجعلوا عدوهم يقتل نفسه وأيضا مساعدته على الانتحار بدلا من أن يتوحد ضدهم.. فلماذا يطلقون عليه الرصاص والقنابل فى حين أنهم لو استثمروا واحداً بالمائة من تكلفة الحرب التقليدية على الإعلام الخبيث والشائعات الملفقة لمزقت هذه الأوطان وهو ما يحدث الآن فى مصر، وأدعوك لمشاهدة دور الجزيرة لقد دخلت مصر فى حزام حروب الجيل الرابع بفضل غباء المتنطعين من بعض أبنائها.. فكان الزج بها فى صراع داخلى يقضى على استمرار الدولة ووحدة المجتمع.
 وإليك المخططات القذرة من الجيل الرابع للحروب التى تنفذ فى مصر
 1- قتل المسار السياسى الذى نتحرك فيه والذى من المفترض أن يقودنا إلى دستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية أن يؤدى إلى الاستقرار.. لكن أعداءنا لا يريدون لنا الاستقرار فهم يريدون أن تستمر هذه الفوضى لأطول مدى زمنى ممكن وهذا ليس غريبا فمثلا الغرب كان يبيع الأسلحة للعراق ويقوم بتسريب نوعياتها لإيران وأماكن تخزينها حتى تدمرها وبالتالى تستمر الحرب أطول فترة ممكنة ويتم استنزاف الطرفين بدلا من قتلهم يوفرون لهم أسباب التدمير المشترك.
 2- إشاعة حالة دائمة من  الفوضى المجتمعية عن طريق انهاك المجتمع واستنزاف الدولة فى معارك داخلية قد يكون بعضها عادلة ولكنها تقدم فى إطار تحدى الدولة وتعميق الخلاف فى المجتمع لنصبح جميعا فى حالة اقتتال داخلي.
3- إشاعة جو من الحرب النفسية والإعلامية القادمة من الخارج لترويج أفكار ومعتقدات تقسم المجتمع أكثر.. والدليل هو اهتمام قناة الجزيرة القطرية الذى يصل إلى حد الهوس بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والشرعية فى مصر.. متناسين قطر نفسها.. ولماذا هذه الأموال المهولة التى تنفق من أجل استمرار حالة الاقتتال الفكرى والسياسى الذى تعيشه مصر.
 إن هذه المخططات تستهدف المجتمع حتى ينقسم على نفسه بحيث يجعله يرى من بين أبنائه من هو عدوه  وهذا ما حدث تمامًا مع فتح وحماس.
إذن هى محاولة لأن تتحول مصر إلى اقتتال داخلى واضعاف ذاتى وانقسام مجتمعى بحيث لا تستطيع أن تفكر فى دخول معارك داخلية ضد الفقر والجهل والمرض والاستبداد أو معارك خارجية لضبط موازين القوى فى المنطقة.
وأيضًا يريدون للجيش المصرى أن يلقى مصير الجيوش الأخرى التى خرجت من معادلة القوة الشاملة العربية.
وكذلك بنية الدول فى المنطقة العربية كلها بأن تتحول إلى دويلات لا تزيد حجمًا عن إسرائيل.. ولابد أن نعى أن إعادة تقسيم المنطقة على هذا النحو تتم بسرعة.. وهذا ينطبق على الحالة المصرية أولاً الإخوان وحلفاؤهم يظنون أنهم يخدمون قضية وطنية مصرية بتخليص مصر من السيسى ومن الانقلابيين من وجهة نظرهم وأعداء الإخوان لا يفكرون إلا فى تخليص مصر من جماعة الإخوان الإرهابية التى تمارس العنف والبلطجة على الجميع والثوريون يرون أن الثورة مستمرة وأن لهم حقوقاً فى التظاهر والاعتصام غير منقوصة ولا مشروطة ولا منضبطة والتخلص من الجيش والشرطة ومن الإخوان وأيضًا من يختلفون معهم فى الرأى أو الرؤية  كل هذه الخلافات تدفع فى تغذية الانقسام والشتات وانهيار الدولة.
وكأننا نقوم بدور أبناء أغبياء يمتلئون حقدًا ضد بعضهم البعض يدمرون التركة التى تركها لهم أبوهم وكل منهم مؤمن بأن هدفه هو منع أخيه الشرير من وجهة نظره فى أن يكون فى وضع أحسن.
يجب أن يعلم الجميع أنه لا كرامة لوطن إلا فى كرامة المواطن.. ولا هيبة للدولة إلا فى هيبة حق المواطن.
هل سيفيق أبناء المجتمع الواحد قبل أن نصحوا يومًا فنتحسر على ضياع مصر.. أم سنظل مغيبين ننفذ إرادة أعدائنا بأنفسنا ونقتل بعضنا البعض هل من عقلاء فى هذه الأمة يستكملون ما قامت به ثورة 30 يونيو ضد تقسيم الوطن ويعيدون الوحدة للوطن وأبنائه.