السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خطة الجيش لإسقاط مبارك











 
 
 
 
 
 
 
قام المجلس العسكري بفصل قطاع الأخبار عن وزير الإعلام «أنس الفقي» منذ يوم 3 فبراير تحديدًا.. وكان ذلك بداية ثورة لم تتم في تليفزيون الدولة، حيث عدم الخبرة لدي المسئول الإعلامي العسكري ومن ناحية أخري الطابور الخامس الذي حشده «صفوت الشريف» داخل مبني ماسبيرو.. ويحسب لـ«عبداللطيف المناوي» رئيس قطاع الأخبار السابق بأنه استغني عن عباءة الحزب الوطني ولجنة السياسات في ساعة حاسمة لتاريخ مصر ولا أعلم لماذا فعل هذا؟
 
كنت علي اتصال يومي منذ أحداث يناير مع «المناوي» الذي تربطني به صداقة علاوة علي الزمالة المهنية، وفي يوم 28 فبراير شاهدت «الشيخ محمد حسان» علي شاشة التليفزيون المصري يعظ ويطلب من الشباب في التحرير أن يعودوا إلي بيوتهم وأن رسالتهم وصلت وهناك طرق أخري للتعبير عن الرأي غير الحشد الميداني.
تحدثت مع «المناوي» وقلت له لماذا الشيخ «حسان» هو الذي يقوم بهذه الرسالة، أين المسئولين السياسيين بالدولة، الشباب وجميعنا نحتاج لتلبية طلباتنا السياسية والاجتماعية ما شأن الشيخ حسان بذلك، ولماذا الآن سمح له بدخول مبني التليفزيون وكان ممنوعًا من قبل؟ أجاب«المناوي» دخلوا علي ومعاهم الشيخ «حسان» وقالوا لي: «ابنك مريض ألا تداويه».. وكان المقصود بالابن المريض  «شباب الثورة» الذي اعتقد رجال الدولة وقتذاك أنهم في حاجة إلي إعادة الرشد بـ«الوازع الديني» هذا التصور أعقبه مداخلة من الفنان  «حسن يوسف» الذي قال بالحرف الواحد وهو منفعل «الجيش ياخد العيال دي من التحرير ويروحوا فلسطين يحرروها.. هؤلاء لو وقف أمامهم خمسة ضباط اسرائيليين حيجروا» ثم سأله المذيع أين أولادك يا أستاذ حسن؟ قال في البيت لا يشاركون في مثل هذه الأفعال، واسترسل المذيع وأين السيدة «شمس البارودي» أجاب يوسف في البيت أيضًا، جميعنا في البيت.. لماذا ننزل التحرير؟ عند ذلك أدرك الجيش الذي كان يقف علي مداخل ماسبيرو حارسًا لهذا الكيان الذي بواسطته تنهض أو تهدم أمة أن التليفزيون المصري يسير عكس الاتجاه.. كان وزير الإعلام «أنس الفقي» قابعًا بمكتبه يقوم بتنفيذ أجندة كل من «جمال مبارك ـ صفوت الشريف ـ أحمد عز ـ زكريا عزمي» هؤلاء ظهروا لنا أشباحا متحركة في صور كاريكاتيرية عبر اجتماعات مصغرة تجمعهم في مبني الحزب الوطني.
كان ظهورهم استفزازيا للغاية مما جعلني أطلب من «المناوي» بأن لا يظهر صورهم علي الشاشة لأنه يزيد من الاحتقان لدينا جميعًا، وبعد حوار قصير مع المناوي قال لي «حاضر» وكنت أعلم أن «المناوي» يأخذ قراراته بناء علي اتصالات مع مسئولين غير الذين اعتاد عليهم قبل هذا اليوم 28 فبراير وأيضًا كان تمثيلا لآراء من يثق فيهم وربما هذا الوضع أنقذ مصر من أشياء كثيرة.
ويعتبر يوم 3 فبراير نقلة في أحداث ثورة 25 يناير بعد أن قام المخلوع «حسني مبارك» بإقالة وزارة «أحمد نظيف» وتكليف «أحمد شفيق» بتشكيل وزارة جديدة وكان في أول فبراير وقبل هذا اليوم ذهبنا صحفيو مجلس الوزراء مهرولين إلي القرية الذكية، حيث كان آخر اجتماع لحكومة نظيف لتقديم الاستقالة لم يكن الاجتماع بالطابق العلوي في القرية وبعيدًا عن  أعين الصحفيين كما كان يحدث من قبل، ولكن كان في الدور الأرضي، وتكهن الصحفيون بأن رئيس الحكومة المقبل هو  «أحمد شفيق» الذي كان هناك من قبل مطالبات شعبية ونخبوية بأن يترأس الحكومة وذلك قبل ثورة يناير بحوالي عامين، ولكن  «جمال مبارك وحاشيته» احالوا دون حدوث ذلك بشتي الطرق.
كان أحمد نظيف في حالة متردية للغاية، وقال لي اللواء أمين غانم مسئول الأمن وقتذاك بمجلس الوزراء «ده إحنا ضعفاء قوي عبارة عن بدل وكرافتات» وكان يقصد أن النظام ليس بالقوة التي صورها للعاملين معه.
في الوقت نفسه كانت الحركة لموظفي القرية الذكية تسير علي نقيضين فهناك مجموعة تنقل الاشياء المهمة وتتحفظ عليها في مخازن مؤمنة والشباب من الذكور ينتقدون الثورة وخاصة هؤلاء المعينين بوساطة ويعلمون أن زوال حكومة نظيف في غير صالحهم، أما الإناث والسيدات فأغلبهن كان متعاطفا مع الثورة وبعضهن سألن ماذا يفعلن من أجل مصر في مثل هذه الظروف؟
حكومة نظيف استشعرت الخطر منذ الايام الاولي لـ«يناير 2011» واعلان الشباب عبر تويتر والفيس بوك عن نزولهم يوم 25 يناير كان احساس  الحكومة راجعا الي أحداث كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر في الاسكندرية والتي أدت لمقتل 21 واصابة 79 وعليه دقت مسمارا قويا في نعش النظام السابق وصار هناك تخبط في تحليل أدلة الاحداث خاصة عندما أعلن حبيب العادلي يوم 2 يناير بأنه تم القبض علي 17 مشتبها في أحداث الكنيسة ثم بعد ذلك ظهر أن جميعهم لا صلة لهم بالحادث والاكثر من ذلك هو ما أعقبه تعذيب السلفي سيد بلال حتي الموت لكي يعترف بأنه ضالع في هذا الحادث، ولا يعلم أحد حتي الآن حقيقة مشاركته من عدمه في ذلك خاصة أن هناك شبهات كثيرة تحوم حول تنظيم جيش الاسلام الفلسطيني المرتبط بتنظيم القاعدة والذي تسللت عناصر منه عبر الانفاق ودخلوا سيناء ومنها تسللوا مرة أخري الي محافظات عدة داخل مصر، ومع أن هذا التنظيم عناصره كانت موجودة بالفعل وحسب تقارير المخابرات العامة وتم تصدير فكر القاعدة عن طريقها داخل بعض الجماعات في مصر من عام 2004 بمساعدة حماس فرع الاخوان المسلمين في غزة وفي سيناء توجد جماعات سلفية وجهادية وكان هناك اشتباه بأن يكون قد حدث تنسيق لتواجد جيش الاسلام في الاسكندرية عبر سيد بلال الذي اعتبره السلفيون شهيدهم ولم تظهر الحقيقة حتي الآن.
قبل حادث بلال بأشهر قليلة كان حادث آخر مرتبط بالاسكندرية ايضا وهو قتل خالد  سعيد علي مسمع ومرأي من الأهالي وفي وضح النهار بواسطة رجال الشرطة والحقيقة أن حادث خالد تأثر به كل المجتمع السكندري بشكل غير مسبوق في حين تعامل معه الاعلام الحكومي بمنطق استفزازي لمشاعر المصريين عموما يوم مقتل خالد كنت بالاسكندرية فهي مسقط رأسي، وعندما كنت استخدم في تنقلاتي التاكسيات كان الحديث الأوحد هو بشاعة ما جري لخالد علي يد رجال الشرطة ولأول مرة لم يخش الناس بطش الداخلية حتي إن الشاهدة الرئيسية في القضية هي سيدة بسيطة تعمل بوابة عقار كان شاهدا علي مقتل خالد ولكنها لم تخف من قول الحقيقة.
هذه الحوادث المتكررة بالاسكندرية ومثلها بالسويس يوم 18 يناير عندما خرج الناس هناك مطالبين بحقوقهم لتطبيق عدالة اجتماعة تعاملت الشرطة معهم بشراسة واستشهد أربعة كان الفزع في تزايد لدي حكومة نظيف مما جعله يوم 9 يناير يجري حوارا مع عبداللطيف المناوي ولكنه لم يلق صدي في الشارع.
جاء يوم 25 يناير وذهب نظيف الي «القرية الذكية» وتندر صحفيو المجلس بذلك في أمرين الاول أنه ليس من عادة هذه الحكومة العمل في يوم الاجازات الرسمية لانها حكومة الاستمتاع بالوقت فكيف تكسر هذه القاعدة؟ الأمر الثاني كان من الضروري والشارع علي استعداد لاستقبال تظاهرة نادي بها الشباب أن يكون المجلس منعقدا بالقرب من الحدث وليس بعيدا.
يوم 26 يناير نفي مجدي راضي المتحدث باسم مجلس الوزراء آنذاك بأن يكون هناك تشويش علي المحمول أو تويتر أو الإنترنت وأن الحكومة لا تلجأ لمثل هذه الاساليب ورغم أن الصحفيين ذكروا له أن الشبكات بالفعل مفقودة في هذه الوسائل بمناطق التحرير والجيزة الا أنه أصر علي النفي والاكثر من ذلك انني عندما سألته عن إدارة الحكومة لهذه الازمة قال وهي الحكومة ما لها.. وزارة الداخلية هي المسئولة عن التعامل مع المظاهرات ولكني عاودت السؤال بأنها ليست مجرد تظاهرة انها مطالب  بعد تزوير الانتخابات ومقتل شباب علي يد وزارة الداخلية فكيف تكون هي المسئولة عن إدارة الأزمة؟ أجاب  هذا شغلها وأسرع من أمامنا، كتبت خبرا وأرسلته الي موقع اليوم السابع  كان عنوان الخبر علي الموقع «صرح راضي بأن الداخلية تدير أزمة التحرير» بعد دقائق قليلة وكنا قد غادرنا القرية اتصل بي مجدي راضي منزعجا وعصبيا وقال أزاي تكتبي أن أنا قلت ذلك أنا كنت باتحدث معكم وليس للكتابة.. قلت له مهنتي الكتابة ولن أغير في الخبر، قال طيب أنا سأتصرف وبالفعل أتصل راضي بالزميل خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع وطلب منه رفع الخبر  أو تغيير العنوان وطلب منه كتابة أن الحكومة لديها فريق أزمة في حالة انعقاد.. ولم يكن هذا صحيحا وعندما وجدت تغييرا في عنوان ومتن الخبر اتصلت بخالد وقلت له إن راضي يكذب وليس هناك فريق أزمة وليس هناك اجتماع لقد انصرف الجميع الي بيوتهم وأن حبيب العادلي هو الذي يتعامل مع الاحداث منفردا والايام القادمة ستكون أسوأ لأنهم لايدركون ماذا يريد الشارع ويتعاملون بشكل أمني بحت أجابني خالد حاشوف ومتفهم ومصدق كل اللي بتقوليه هذا كان نموذجا من الكذب وعدم الوعي من قبل الحكومة والنظام بالكامل.
كانت حكومة شفيق الاولي قد أبقت علي بعض الوزراء السابقين في حكومة نظيف مما جعل الموقف لدي ميدان التحرير غير مقبول وقد استمر هذا الوضع لمدة اسبوع حتي جاء التكليف الثاني لـ«شفيق» يوم 12 فبراير ولكن خلال الايام من أول فبراير وحتي يوم 11 من نفس الشهر وهو يوم التنحي كانت الاحداث تمر ببطء شديد، كانت الكلمات العصماء التي تتساقط من فم المخلوع في صورة خطب للشعب غير وافية ولا شافعة.. والاهم من ذلك هي كواليس المشهد فقد طلب مبارك من المشير طنطاوي ان يصبح نائبا له وكان هذا بمثابة النفس الاخير لحكم مبارك ولكن طنطاوي رفض وقال له أنا شايف موقعي وسط القوات المسلحة حتي تعبر مصر هذه الاحداث بسلام.
كان طنطاوي قد استشعر خطورة ما يحدث ولحساسية موقعه طلب من عمر سليمان وأحمد شفيق ان يوصلا حقيقة الامور ووضعها كاملة أمام مبارك حتي لا يضعهما التاريخ في وضع الخائنين، وكان موقفهما صعبا ليس خوفا من مبارك ولا اسرته ولكن جميعهم كان يعلم ان المخلوع لم يكن في سدة الحكم قرابة الثلاث سنوات الاخيرة وان حالته الصحية والذهنية غير قادرة علي استيعاب الأحداث في شكلها الطبيعي.. ولكن طنطاوي قال جميعنا أصحاب مسئولية امام الشعب ونعمل من أجله ولسنا حراسا علي النظام وعند ذلك قام كل من سليمان وشفيق للاجتماع بمبارك ونصحوه باستبعاد ابنه جمال وزوجته سوزان من القيام بأي عمل أو تخطيط من أي نوع في نفس الاجتماع عرض مبارك علي سليمان منصب نائب له وقد شدد «شفيق» علي «سليمان« بأن يقبل لأنه ليس أمامهم سوي ذلك.. وذهوا بعد ذلك لأخبار «طنطاوي» واتفق ثلاثتهم بأن قراراتهم تكون في سرية تامة بعيدة عن أعين قصر العروبة.
وعند ذلك قام «أحمد شفيق» بالإعلان عن مؤتمر صحفي عالمي بمقر مجلس الوزراء في قصر العيني.. ولفت نظري أن جميع الحاضرين لديهم خوف من إلقاء الأسئلة ماعدا قليلين طلبوا من شفيق اعتذارا وتحقيقا في موقعة «الجمل» وقد قام شفيق بتنفيذ ذلك فعلاً وقولاً إلا أن باقي الأسئلة كانت نمطية لا علاقة لها بالأحداث، وكان «شفيق» يطلب من السائلين الالتزام بسؤال واحد حتي يتسني له الإجابة لكل الحاضرين.. ولكنني قبل نهاية المؤتمر بفترة وجيزة رفعت يدي وطلبت من الفريق شفيق وهو من الشخصيات التي أعرفها تمامًا منذ أن كان قائدًا للقوات الجوية، ومن واقع عملي كمحررة عسكرية وبالطبع الفريق «شفيق» كان يعرفني جيدًا فأشار علي بإلقاء أسئلتي والحقيقة أنني لم ألتزم بسؤال واحد، بل بوابل من الأسئلة الصعبة جدًا التي استغربها «شفيق» ووقف أمام أغلبها مبتسمًا وقال مبرره الشهير الذي أذاعته القنوات الفضائية «انتي شخص عزيز علينا».كانت الأسئلة متضمنة لماذا يبقي مبارك في موقعه بعد أن صار له نائب ولماذا لم يمنح النائب كل الاختصاصات اللازمة؟! ولماذا  الإبقاء علي وزير الإعلام بعد كل ما حدث من أخطاء جسيمة منها ماسبيرو ولماذا لم يتم القبض علي رموز الفساد ولماذا لم يحل مجلسي الشعب والشوري؟!
بعد ذلك قابلني شفيق وقال لي إن كل ما أقوله سوف يتم بالفعل ولكن البلاد علي حافة هاوية يجب أن يتم الانتزاع بهدوء حتي لا يحدث ما لا تحمد عقباه مثل موقعة الجمل.
في أثناء انعقاد مؤتمر «شفيق» كان بأحد مكاتب مجلس الوزراء أيضًا «عمر سليمان» يستعد لإجراء حوار للتليفزيون المصري بناء علي طلبه يجريه معه رئيس قطاع الأخبار «عبداللطيف المناوي» وقد وصل الأخير ولكن الأجهزة الفنية والكاميرات لم تصل وعلمت بعد ذلك أن «أنس الفقي» كان وراء ذلك متعمدًا ولكن بعد الاتصالات المتكررة وعدم استجابته لإرسال الكاميرات قام «المناوي» بسحب كاميرا قطاع الأخبار من مؤتمر شفيق لتسجيل الحوار مع «عمر سليمان»، مما جعل التليفزيون المصري لا يستكمل نقل المؤتمر الصحفي لشفيق لعدم وجود كاميرا لنقل باقي تداعيات المؤتمر ولذلك فقد ظهرت أسئلتي الصعبة لشفيق علي كل القنوات الفضائية ماعدا التليفزيون المصري مما جعل البعض يعتقد أن الأسئلة تم حذفها عمدًا، ولكن هذا لم يحدث لأن «المناوي» في هذا الوقت كان منسقًا مع القوات المسلحة وليس أحد آخر وبالتالي فإن عدم الإذاعة جاء نتيجة ما سبق وليس عن قصد.
في هذه الأثناء قام «عمر سليمان» بعدة مقابلات مع الإخوان والأحزاب والقوي السياسية جميعها مضافًا إليهم شباب الثورة والملفت في هذا أن الأحزاب كانوا ينظرون لمثل هذه الحوارات علي أنها جلوس مع «مفاوضين» لـ«نظام مبارك» وليس من أجل إيجاد حلول للخروج بمصر من الأحداث المتوالية من عنف وضياع معني «الثورة التي قام بها الشباب» ولذلك قد فشل «سليمان» في تحقيق ما كان يصبون إليه من تهدئة أجواء ساعد علي ذلك بقاء «مبارك» في الحكم حتي بعد استبعاد أسرته إلي شرم الشيخ هذا لم يكن مقنعًا لمجموع الشعب الثائر.
وبعده توالت المطالبات حتي من الأحزاب المعروفة مثل التجمع والوفد والناصري لقوات المسلحة مؤمنة تمامًا لمصدر أساسي عن طريقه يتم انقلاب الحكم وهو «ماسبيرو» وصار كل شيء معدا لإعلان موقف القوات المسلحة في شكل نهائي لإجبار «مبارك» علي التنحي وعلي «سليمان وشفيق» إتمام الدور الذي اتفق عليه معهما «طنطاوي» وهو التنحي لا يوجد بديل من أجل إنقاذ مصر.
وفي يوم الخميس 10 فبراير في تمام الساعة الثامنة مساءً أعلنت القوات المسلحة اجتماع المجلس الأعلي العسكري بشكل دائم ومستمر وانحيازه إلي مطالب الشعب المشروعة وجاء تسجيلاً للصورة فقط لانعقاد هذا المجلس متضمنًا مشهدين مهمين الأول أن مبارك الذي كان يعتبر في هذه اللحظة رئيس المجلس الأعلي غير موجود وترأس المجلس «طنطاوي» وهذا معناه أن الجيش أقال مبارك من رئاسة المجلس ولم تعد له شرعية للبقاء في الحكم، ثانيًا هو وجود قائد القوات الجوية الفريق «رضا حافظ» ضمن المجلس، مما يدل علي أن الجيش يد واحدة لا فرقة في صفوفه لأي سبب وأن القوات الجوية تدين بالولاء للقوات المسلحة، كأحد الأفرع الرئيسية لها وأيضًا بالولاء للأمة المصرية فقط لا غير.. وأن هذا غير قابل للقسمة ما بين القوات المسلحة ورئيس غير مرغوب فيه من الشعب كان ينتمي لهذه القوات.. من هنا وصلت الرسالة كاملة لـ«مبارك» ومع ذلك لم يتحرك له ساكن، إلا أن المشير طنطاوي طلب من «سليمان وشفيق» تنفيذ باقي ما تم الاتفاق عليه وهو أنهما لم ينجحا في تهدئة الموقف وعليه يجب تنحي الرئيس فورًا وأن مبني التليفزيون تحت سيطرة الجيش، وذلك بعد أن قام اللواء إسماعيل عتمان رئيس إدارة الشئون المعنوية بالذهاب بالشريط الخاص باجتماع المجلس الأعلي وتم بثه مباشرة بالاتفاق مع المناوي الذي قام بالدور منفردًا ودون إخطار لـ«أنس الفقي» الذي مازال قابعًا في مكتبه.
يوم الجمعة 11 فبراير كانت تحركات «سليمان وشفيق» مكوكية ما بين مقر العروبة ووزارة الدفاع لإعلان لخطاب التنحي والذي طلب طنطاوي بأن يقوم بإلقائه سليمان لأن ظهور مبارك  لم يعد مقبولاً، وكان لنجاح خطة الجيش في تنحي الرئيس السابق هو فصل قطاع الأخبار عن وزير الإعلام الأسبق «أنس الفقي» وتعاون «المناوي» مع المجلس الأعلي العسكري.

أنس الفقي
 
 

عبد اللطيف المناوي
 
 

أحمد نظيف