الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحية للشيخ خليفة




كما قدرت، ولم تزل تقدر، مصر، حاكم الإمارات الراحل الشيخ زايد آل نهيان.. فإنها تقدر حاكم الإمارات الحالي الشيخ خليفة بن زايد.. رحل الحكيم الأصيل.. وترك للإمارات وللعرب شيخًا مهيًبا ورئيسًا محترمًا لدولة شقيقة.. ترتفع وترتقي يومًا تلو آخر.. بفضل جهده واتزانه وحرصه علي المصالح العربية.

وتكن مصر للإمارات بشكل عام رصيدًا هائلاً من التقدير، ويعود الفضل في هذا إلي علاقات وثيقة ومواقف لا تعرف الالتباس وخدمات جليلة للمصالح العربية.. بالإضافة إلي تواصل ممتد وصادق جمع بين الرئيس مبارك والشيخ زايد.. رحمه الله.. وتواصل عميق وثري امتد إلي ما بين الرئيس مبارك والشيخ خليفة الآن.

في الإمارات يحظي المصريون العاملون علي أرض البلد الشقيق بمعاملة طيبة، تستفيد من قدراتهم وتضمن لهم حقوقهم وتثق في إخلاصهم لوطن ثان يعيشون فيه كما لو أنهم من أبنائه.

وفي مصر تتضخم الاستثمارات الإماراتية، عامًا بعد آخر، وتتجه إلي مجالات مختلفة، خصوصًا في السنوات الثلاث الأخيرة، وهي تحتل ترتيبًا متقدمًا بين الاستثمارات الأجنبية والعربية.. وبما يوفر مزيدًا من فرص العمل.. ويمثل وريدًا حيويًا في اقتصاد مصر.

والأهم أن الشيخ خليفة يوجه بتنفيذ وعده بخصوص إقامة مدينة سكنية للشباب.. خصصت مصر لها أرضًا ذات مساحة هائلة.. سوف تبني بعد أن اختارت الإمارات تصميماتها.. وسوف توزع الشقق مجانًا علي نحو 16 ألف مصري.. إن هذا مشروع عظيم وجدير بأن يسجل في التاريخ باسم الشيخ خليفة الذي تحمل المدينة اسمه.. وهو ما يعود أيضًا إلي العلاقات الوثيقة بين مصر والإمارات وبين الرئيس مبارك والشيخ خليفة.

وتقف مصر إلي جانب الإمارات في كل قضاياها، من منطلق الأخوة وتحقيقًا لمبدأ الترابط العربي وانشغالاً بالملفات التي تهم الدولة الشقيقة، خاصة التحديات الأمنية المتنوعة.. التي تمثل تحديًا لنا كما تمثل تحديًا للإمارات.. ويلحظ الجميع أن هناك تواصلات دائمة في قضايا سياسية وإعلامية واقتصادية مختلفة.. تمثل نموذجًا للعمل البناء بين شقيقين عربيين.

ولا يخفي علي أحد أن لمصر دورًا مهمًا في الدفاع عن الحقوق الإماراتية في الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران.. فضلاً عن انشغالها بأمن الخليج برمته.. وتأثيره علي الأمن القومي المصري.. وحرصها علي ضمان الاستقرار في البلدان الخليجية المختلفة ومن بينها بالطبع الإمارات.

ومن اللافت أن مجالات تعاون عديدة جديدة قد نشأت في الأشهر الأخيرة.. مصر معنية بها.. في ضوء اهتمام الإمارات بها كذلك.. ومن هذا اتجاه الإمارات علي الرغم مما لديها من مخزون بترولي استراتيجي يكفيها حتي نهاية القرن الحالي.. إلي بذل جهد مثير للفخر في مجال الطاقة المتجددة.. لاسيما من الشمس والرياح.. وهو ما تسعي مصر إلي بناء جسور تعاون بخصوصه مع الأشقاء في أبوظبي.

لقد أحدث الشيخ خليفة نقلة نوعية اقتصادية واجتماعية في واقع اتحاد الإمارات.. وهذا عمل مهم في ضوء ما كانت تتمتع به الإمارات من تميز في عصر الشيخ زايد.. أي أن الشيخ خليفة يضيف تميزًا إلي تميز.. ويتجه ببلده إلي آفاق أوسع.. وأعرض.. ويقودها إلي توازن حقيقي.. يضمن لها رسوخًا في عصور الأزمات.. والتحديات.. وفي منطقة تتسم بأنها جاذبة إلي الأطماع والطامعين.

إن ما بين مصر والإمارات، وما بين مبارك وخليفة، من العمق بحيث إنه يتسع إلي مزيد من التعاون المثمر بين البلدين وتحقيق المصالح المشتركة، وما ينعكس دونما صخب علي الشعبين.. وبالتالي فإن تقدير مصر وتقديرنا الشخصي للشيخ خليفة وللإمارات له مبررات موضوعية ثابتة وليس نابعًا من مجرد روابط عاطفية.
 
الموقع الالكتروني :  www.abkamal.net
البريد الالكتروني   :  [email protected]