الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حديث عن البرادعي في حمام ساونا




جرت وقائع هذا الموقف في حمام ساونا نادي الصيد.. مساء يوم الثلاثاء فيما بين الثامنة والعاشرة.. حيث كان أحد أقطاب جمعية التغيير التي تأسست من أجل البرادعي شبه عارٍ وفق ما تقتضي هذه المواقف.. وحيث عرف الموجودون أنه هو.. الأستاذ الجامعي المعروف.. الذي تصدر الصورة حين وصل البرادعي.. ثم عاد وابتعد عنه.. وبدأ عملياً في انتقاده.. والهجوم عليه.. واتخاذ مواقف ضده.

الموجودون في الساونا ينتمون بالطبع إلي نخبة المجتمع المصري.. التي تعبر عنها عضوية نادي الصيد.. قضاة وصحفيين ومحامين وجامعيين.. أراد بعضهم أن يسري عن نفسه تحت ضغط الحرارة الشديدة.. فبدأ في مناقشة الدكتور الأكاديمي المعارض الذي يكتب تقريباً يومياً في الصحف.. لكي تمضي الدقائق العشر التي يقضونها في (الساونا).

وانفتح المحلل السياسي المتخصص أصلاً في العلاقات الدولية، والمتهم بسرقة كتاب من تأليف زميلته، والذي كان يطمع في أن يكون مندوباً لمصر في اليونسكو، والذي أجبر علي الاستقالة من موقع أكاديمي عربي في الأردن كان يتحصل منه علي 15 ألف دولار شهرياً.. بسبب عدم قبول الأردن لانتقاداته لمصر من أرضها وبمرتب تدفعه هي.

بدأ المحلل الجامعي بانتقاد سلبيات كثيرة رأي أنها كانت موجودة في عصر عبدالناصر.. ثم دلف إلي عصر السادات.. وقال: إنه أخطأ في أمرين.. الأول إنه وقع اتفاق سلام مع إسرائيل.. والثاني أنه أجري تعديلاً علي الدستور بإطلاق مدد الرئاسة ولم يستفد منه وإنما بقي بعد أن رحل.

ومن ثم سئل المحلل الفظيع عن رأيه في الجمعية الوطنية للتغيير.. وما هو مستقبلها فقال: إنه لا يري لها مستقبلاً أبعد من (بكره).. وراح يوجه انتقادات عنيفة للبرادعي.. من المدهش أن فيها بعضاً مما أكتبه.. إذ قال: إنه يتعامل مع مصر بمنطق السائح.. يزورها من حين إلي آخر.. لقد نصحته مراراً بأن يبقي في مصر فترة أطول.. لكنه لم يستجب.. ومن المؤسف أنه لا يستجيب إلي ما نقول له.. وأنا شخصياً لا أري أنه يمكنه أن يفعل شيئاً.. ولهذا ابتعدت عنه. ولم يكن هذا هو الانتقاد الوحيد للبرادعي.. في غضون الأسبوع الماضي من معسكره.. فقد كتب حمدي قنديل في جريدة «الشروق» يوم الاثنين الماضي ما يلي من عبارات:

«أخبار الدكتور البرادعي لاتزال تتصدر كل الصحف، لكنها لا تنقل لنا في معظمها سوي مقالات في صحف أجنبية وتعليقات علي هذه المقالات، أما حركة الدكتور البرادعي ذاته فلا نكاد نقرأ عنها شيئاً إلا إذا بعث برسائله السابحة في فضاء الإنترنت، كما أننا لم نعد نسمع بفعل مؤثر يمكن أن ينسب إلي الجمعية الوطنية للتغيير».

وقال: «حدث ما حدث إثر مؤتمر واشنطن، فقد انطلقت حملة تتهم بعض أعضاء الوفد بالاستقواء بالخارج.. أحدثت شرخاً بين القوي الوطنية وداخل الجمعية الوطنية للتغيير ذاتها لابد أنه سيأخذ وقتاً وجهداً حتي يلتئم، ومن المؤكد أنه سيمثل عبئا علي الدكتور البرادعي وعلي الجمعية، وكلاهما ليس في أفضل حالاته».

وقال: «الكل يعلم الآن أن الحال ليس كما يرام، ومن الممكن أن يحاول البعض التغطية علي كثير من أسباب ذلك، إلا أن هناك سبباً لا يمكن إخفاؤه بعد أن كتبت معظم الأقلام عنه، هو التجول الدائم للدكتور البرادعي خارج البلاد الذي لايستطيع أحد تبريره إلي حد أن المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير الدكتور حسن نافعة كتب في «المصري اليوم» يقول: «إن هناك أوجها عديدة للنقد المبرر للجمعية في مقدمتها تغيب الدكتور البرادعي لفترات طويلة خارج الوطن».. يعكس هذا علي نحو واضح القلق السائد في تيار التغيير، وربما الإحباط في صفوف الشباب عماد التيار، من عدم وجود رمز الحركة في أرض «المعركة»، وعدم التواصل بينه وبين أنصاره، حتي أولئك الذين يظن أنهم قريبون منه».

انتهت اقتباساتي من مقال حمدي قنديل الذي يواجه الآن اتهاماً بسب وزير الخارجية.. ولكن هذا الذي كتبه.. وهذا الذي قاله الأستاذ الجامعي في حمام الساونا.. لا يخرج كثيراً عن الانتقادات التي وجهناها من قبل للدكتور البرادعي.. وتم شن حملة كبيرة علي لهذا السبب.. الآن هم محبطون.. تائهون.. ضائعون.. وقريباً جداً سوف يكون انقلابهم علي البرادعي مدوياً.. وهذا أمر لن يؤثر في البرادعي بقدر ما سوف يؤثر في مصداقيتهم.. فهم الذين سوقوه بين الرأي العام.

أعود غداً إلي مقالات « نيس»

 
الموقع الالكتروني :  www.abkamal.net
البريد الالكتروني   :   [email protected]