السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يوسف في بوروندي




أتجاوز بعض القيود حين أكتب هذا المقال.. إذ حين عرفت من الدكتور يوسف بطرس غالي أنه سوف يسافر إلي بورندي يوم الثلاثاء.. أي أمس الأول.. وكنت معه يوم الاثنين.. قال لي: لا تُشر إلي الزيارة. وبالأمس كان أن تكلم الرئيس عن هذه الزيارة في لقائه مع أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطني.. وكنت حاضرا بصفتي البرلمانية.. وقد قال الرئيس كلاماً ليس للنشر.. ودلف إلي هذا الموضوع فلم أستطع أن أعرف إن كان هذا بدوره ليس للنشر أم من الممكن نشره.

غير أني أتجرأ وأنشر الخبر.. رغم أنه لم يعلن عنه.. أولاً: الزيارة ليست سرية.. وثانياً: هي في إطار الصداقة.. ثالثا: أعتقد أن علينا أن نشير إعلامياً إلي كل التحركات المصرية في دول حوض النيل.. من الآن فصاعدا.. بغض النظر عن بعض التحركات التي لا يجوز بالطبع الكشف عنها.. وهي ملموسة.

لماذا يجب أن ننشر؟ لأنه لابد أن يكون المواطن مطلعاً علي أن مصر تقوم بكل الجهد الواجب لتنمية علاقتها مع الدول الأفريقية الشقيقة.. في الحوض.. ولأن هذا واجب الإعلام.. ولأن البعض يعتقد أن مصر لا تبذل الجهد الكافي في اتجاه محيطها الجنوبي.. ودائرة المياه.. وذلك يخالف الحقيقة علي الأقل في الأشهر الأخيرة.. وبالتأكيد لاحظ الجميع أن وزير الري قد كُلف بحضور اجتماعات دول الحوض التي كانت تعتقد بعض الصحف أن مصر سوف تغيب عنها.

لا شك أن أقلية من الناس يعرفون أن مسألة العلاقة مع دول حوض النيل قد أصبحت خاضعة لجهد أكبر من وزيرة الدولة للتعاون الدولي السفيرة فايزة أبوالنجا.. وأن التحرك الأكبر سيكون منوطاً بها، مقارنة بجهد فني علي مستوي آخر سيقوم به وزير الري.. بخلاف التحركات التي تقوم بها الأجهزة الرئيسية العاملة في هذه النطاقات، وأقصد بها الدبلوماسية والمخابرات.. كما نلحظ تحركاً متزايداً لرجال الأعمال والشركات، لابد أن نثني عليه وندفعه إلي الأمام.

وأما يوسف بطرس غالي فهو يذهب إلي بوروندي بصفته رئيس لجنة وزراء المالية في صندوق النقد الدولي.. وهي صفة دولية مهيبة.. تجعل له مكانة خاصة وأيضا خبرة مميزة.. سوف تستفيد منها بوروندي الشقيقة.. خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأمور مالية وهيكلة اقتصادية.. ولبوروندي تأثير مهم علي دول شقيقة منها كينيا وأوغندا وزائير.

مصر لديها طاقات مختلفة.. العقول المتميزة.. سواء كانت لوزراء أو لنخبة من غيرهم.. يمكن أن تمثل ثروة مفيدة في التحرك البشري بين مجتمعات الدول الشقيقة في حوض النيل.. ويمكن لهذه الدول أن تعتبر أن ثروتنا العقلية إضافة في مقوماتها.. وتبادل الخبرات والمنافع أمر مهم.. بما يحقق المصلحة لكلينا.. فنماؤهم إضافة لنا.. ونموهم يسعدنا.. وكلما حقق الاستقرار إسهاماً جدياً لديهم فإن هذا يكون مثمراً لنا ولهم.

الدور والباقي علي التحرك الثقافي والفني والإعلامي.. وجميع المجالات الأخري.. ذلك أن التعاون لا يكون مقتصراً علي التنسيق السياسي أو المناقشات حول مسائل المياه ومشروعاتها.. بل إن العلاقة الشعبية -وبعيداً علي الرسمية - يكون لها دور مهم جدا في ترسيخ الترابط.. وتأكيد ما خلقه النيل بيننا منذ قرون سحيقة.

بالأمس قال الرئيس في لقائه مع الهيئة البرلمانية للحزب الوطني في الشوري: إن ملف علاقتنا مع دول حوض النيل يحتاج إلي أن يعالج بهدوء وروية.. ولا أعتقد أن الهدوء الذي يقصده الرئيس أن يكون الإيقاع بطيئا لكنه يقصد أن تدور الأمور بعيداً عن الاشتباكات الإعلامية.. وأن ندير الأمور بمزيد من النضج الصحفي.. وأن ندعم علاقتنا بعقل واعٍ وتحرك مثمر.. وتفهم كبير للثقافة الأفريقية.. خصوصاً طبيعة دول حوض النيل.

لقد تم بناء موقف مختلف وإيجابي في التعامل مع دول حوض النيل.

الموقع الالكتروني :  www.abkamal.net

البريد الالكتروني : [email protected]