الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ثائر وعميل ومواطن! «1»




هانى دعبس
 
 بين ثائر ومتآمر، عاش المصريون 35 شهراً عجاف منذ سقوط نظام مبارك.. تلك الذكرى التى ستطرح نفسها على الساحة مع بزوغ شمس 25 يناير المقبل.. لنحتفل بمرور 3 سنوات على تمخض الديمقراطية فى مصر.. سنوات لم ير فيها أبناء هذا الوطن الاستقرار قط.. تُخمد أحداث دامية لتندلع أخرى.. وفى كل الأحوال الخاسر الوحيد هو المواطن.. والأنظمة هى المتهم الأوحد بالطبع.. أيا كانت أيدلوجيتها او طريقة إدارتها للبلاد.. فالنظام دائماً المسئول الأول عن الدماء التى تراق على أرضه.
ووسط زخم تلك الأحداث وضحاياها نسينا جميعاً أن نبحث عمن يشعلونها سواء بالحشد إليها أو بالاندساس فيها.. هذا الطرف الذى يريدها دائما «والعة».. لنكون فى مجتمع فوضوى.. يسمح للجميع بـ«الاسترزاق».. فيجد الناشط السياسى فى التظاهرات «سبوبة» تجعله نجماً للفضائيات وأسماً فى كشوف «البركة» التى تصدرها المنظمات الاجنبية المانحة للتمويل الحقوقى.. البلطجى أيضاً له الفرصة أن يندس ليقتل من يقتل ويشعل ما يشعل و«كله بحسابه». 
ولكن بعد 3 سنوات من الفوضى يجب علينا أن نعيد صياغة أفكارنا حول الحراك الذى شهده الشارع منذ بداية 2011.. لنجمع خيوط اللعبة التى فرضت نفسها على الساحة المصرية.. ونستطيع أن نفرق بين الثائر والمتآمر.. خاصة أن الظروف التى تمر بها البلاد هذه الأيام تفرض علينا أن ننظر للمشهد السياسى بصورة أثقب.. لنفرق بين من يريدون الخير لمصرنا.. ومن يشعلون هذا الوطن لتحقيق مكاسب أياً كانت طبيعتها.
الأحداث التى أعقبت إقرار قانون التظاهر.. أعادت الى الأذهان ذات الصورة التى تعامل معها النشطاء المزعومين مع «المجلس العسكرى» قبل أن يصبح «مرسى» رئيسا.. عاد بعض هؤلاء الممولون ليهتفوا «يسقط حكم العسكر» فى محاولة لإسقاط هيبة الدولة من جديد.. ومن ثم تشتعل الأحداث ويندس البلطجية ليريقوا الدماء ويصبح فى النهاية النظام الحاكم هو المسئول.
حديثى لم يأت من فراغ.. فالأيام التى استبقت أحداث الشورى وجامعة القاهرة وعابدين شهد فيها «الفيس بوك وتويتر» حرباً تحريضية ضد النظام الذى يحكم البلاد الآن.. ازدادت فيها حدة الهجوم على وزارة الداخلية بل المطالبة بكسرها.. هؤلاء المحرضون يجب أن نسحب منهم لقب «ناشط».. فالناشط الحقيقى هو الثائر الذى ناضل لحماية هذا الوطن.. وشتان بينه وبين المتآمر الذى يمد يده للجميع بحثاً عن حفنة أموال يقبضها حتى يحرق مصر.
الآن نستطيع أن نبدأ التمييز بين الثائر والمتآمر.. لنتحدث فى الحلقات القادمة من هذا المقال عن نضال الثائر وأطماع العميل وحال المواطن المصرى بينهما.. وللحديث بقية.