الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وزير الميكروباص




كنت أتعامل بقدر من الطرافة والاستخفاف مع مقولة يرددها البعض.. مؤداها.. أن رجل الأعمال الملياردير صلاح دياب لديه (غصة)، وربما ما هو أكثر من ذلك، لأنه الوحيد من مجموعة أصدقاء رجال أعمال الذي لم يلحقه الحظ لكي يصبح وزيراً.. وأصدقاؤه هم: حاتم الجبلي وزير الصحة، وأحمد المغربي وزير الإسكان، ومحمد منصور وزير النقل السابق.

كان أحد الأشخاص يقول لي: «هناك صورة تجمع الأربعة.. وبين حين وآخر ينظر إليها صلاح دياب وتخالجه مشاعر لا شك أنك تفهمها»، وكنا نتحدث عن هذه الصورة علي سبيل التسلية من حين إلي آخر.. وكنت أعرف بالطبع أن دياب صديق الثلاثة.. ولكني لم أر الصورة.. ولم أتعرف علي حلمه هذا وجهاً لوجه.. إلي أن وقف رجل الأعمال القائم علي أمور جريدة المصري اليوم ليلة الثلاثاء الماضي في مناقشة عقدتها جمعية الصداقة المصرية الكندية.. وكشف عن حلمه.. صراحة وبين الناس.

كان الحاضر هو وزير النقل علاء فهمي.. ورئيس لجنة النقل في مجلس الشعب حمدي الطحان.. وكان الكاتب الأستاذ سعد هجرس يدير النقاش.. وطلب صلاح دياب التعليق.. ومضي يسهب في الحديث عن بعض أفكاره.. ويتخيل كيف يمكن أن يمتد خط قطار بين القاهرة والغردقة.. وكيف أنه لابد علي وزارة النقل أن ترفع أسعار الدرجتين الأولي والثانية في القطارات.. وأنه يجب إعطاء الدرجة الأولي للسياحة.. ومضي المعلق إلي أن طالب الوزير بأن يمتد نشاطه إلي التاكسي والميكروباص.. فقاطعه الوزير قائلا: هي تابعة للمحافظات.. يكفينا ما يتبعنا. وهنا كشف صلاح دياب عن حلمه الدفين.. وقال بعد تعليق الوزير: لو كان أصابني الحظ وبقيت وزيراً كنت سأطالب بأن تكون جميع وسائل النقل تبعي ولن أختصر الأمر فقط في السكك الحديدية.

انتهت الواقعة، وحين عرفت بها.. جلست أتأملها.. وقلت: هذا رجل يري أنه لم يصبه الحظ.. كما لو أنه لم يصبه الدور.. وفيما يبدو فإنه لم يستطع أن يبقي حلمه داخله فترة أطول من ذلك.. فكشف عنه في مجتمع عام.. إن الأمر يؤرقه.. تري: ماذا كان يمكن أن يحدث لو أضافه الدكتور أحمد نظيف إلي تشكيلة الوزراء من قطاع الأعمال.. أو بدلاً من أن يأتي بالمهندس علاء فهمي في موقع محمد منصور كان أن أحل محله صلاح دياب؟

الرجل أعلن المنهج الرئيسي لخطته (جميع وسائل النقل تبعي).. وهذا أسلوب قد يوصف بين بعض المتخصصين.. بأنه (تكويش).. لكنه أيضا يكون حميداً في رأي بعض الناس.. علي أساس أن هذه السيطرة سوف تتيح للوزارة - التي يديرها وزير بهذا المنهج - خلق منظومة منسقة العناصر.. بدءاً من القطارات والأتوبيسات.. إلي التاكسي والميكروباص والتوك توك.. والكارو.. كلها وسائل نقل.. ولابد أنه كان سوف يضع خطة عصرية لتطوير قطاع الكارو.. وترقية أداء الحيوانات الجارة فيه.

ولا شك أن هذا الوزير المسيطر لم يكن ليحلم بأن يضم إلي قطاعه النقل الجوي.. يكفيه ما علي الأرض وما في البحر.. ولعله كان سوف يهتم بشئون العاملين في القطاعات المختلفة.. ومن ذلك إصدار قرار كادر خاص للكمسارية.. والتفاوض مع جمعية (سواقين من أجل التغيير).. والتغيير المقصود هنا: هو في حركات الفيتيس.. ولعله يفصل كل العطشجية لأنهم زائدون علي حاجة العمل.. أو يقرر أن يؤسس شركة خاصة تجمع جميع سائقي الميكروباص تحت مظلة ما.. في ضوء اهتمامه الرهيب بموضوع الميكروباص.

وأعتقد أن هذا الوزير كان سوف يتمتع بمناخ إعلامي مواتٍ، لأن لديه صحيفة اسمها المصري اليوم، ربما خصصت باباً لوزارته يكون اسمه (الميكروباص اليوم)، بخلاف باب آخر اسمه (الوزير اليوم)، فضلا عن عمود يومي يحرره أحد الكتاب تكون وظيفته التسويق لكل إنجازات وزير الميكروباص.. وأعتقد أن اسم هذا العمود اليومي كان سيصبح (الدريكسيون)، بتوقيع (المنادي).

لماذا لا تحقق له الحكومة هذا الحلم.. لنري ما سوف يفعل في قطاع الميكروباص.. قبل أن يتفرغ لمسألة الكارو؟

أمر يستحق التأمل.. ومزيداً من التأمل.
الموقع الالكتروني :  www.abkamal.net
البريد الالكتروني   :  [email protected]