الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سلفيو تونس يطالبون بتحريم الربا فى السياحة




 
احتشد الآلآف من الإسلاميين المتشددين وهم يرفعون رايات سوداء عليها آيات قرآنية فى وسط مدينة القيروان التونسية أمس مطالبين بدور أكبر للإسلام فى دولة اعتبرت طويلا واحدة من أكثر الدول العربية ميلا للعلمانية.

وانطلق مؤيدو حركة أنصار الشريعة - وهى من أكثر الجماعات الاسلامية تشددا فى تونس - من جامع القيروان فى استعراض للقوة من المرجح ان يثير قلق العلمانيين.
 
وبعد أن كانوا فى السجون او يعملون فى السر قبل الانتفاضة التى اطاحت بالرئيس التونسى العلمانى زين العابدين بن على أصبح ظهور الإسلاميين أكثر وضوحا فى تونس.وتوافد أمس السلفيون من شتى أنحاء البلاد على مدينة القيروان وكثير منهم ملتحون يرتدون جلابيب بيضاء وعمامات.
 
كان عدد من الخطباء الذين تحدثوا فى المؤتمر الوطنى الثانى لأنصار الشريعة مسجونين بتهم متعلقة بالارهاب اما فى تونس أو فى السجن الحربى الامريكى فى جوانتانامو بكوبا.
ووسط تكبير المؤيدين قدم الزعيم الفعلى لأنصار الشريعة سيف الله بن حسين الشهير بأبى عياض رؤية الحركة لتونس جديدة يجرى فيها اصلاح الاعلام والتعليم والسياحة والتجارة وفقا لتعاليم الإسلام.

وقال أبو عياض لمؤيديه إن الحل لمشاكل المتضررين فى قطاعات السياحة والتجارة يكمن فى القضاء على الربا.
 
ودعا الى اقامة نقابة عمال اسلامية للتصدى الى النقابات القوية التى يهيمن عليها العلمانيون والتى اصطدمت مرارا مع الحكومة التى يقودها الاسلاميون فى تونس لكنه قال إن الحركة ستتبنى الحوار لا العنف.

ووجه حديثه للمسئولين عن السياحة فى تونس قائلا إن هذا القطاع لم يشهد طوال عام هجوما واحدا على فندق أو سائح. وقال إن السلفيين يتحلون بضبط النفس
 
ورغم أن الإسلاميين لم يلعبوا دورا فى الثورة أصبح الصراع حول دور الدين فى الحكومة والمجتمع من أكثر القضايا التى تحدث انقساما فى السياسة التونسية.
 
 
ويطالب السلفيون بدور أكبر للشريعة الاسلامية فى تونس مما يثير قلق النخبة العلمانية التى تخشى ان يسعى الاسلاميون الى فرض وجهات نظرهم وفى النهاية تقويض الديمقراطية الوليدة فى تونس. وبعد أن فاز حزب النهضة الإسلامى المعتدل فى الانتخابات التى جرت فى اكتوبر ويقود الآن الحكومة اختار ان يحكم من خلال تشكيل ائتلاف مع حزبين علمانيين وأعلن انه لن يسعى الى فرض الشريعة الاسلامية وهو ما أثار استياء السلفيين الأكثر تحفظا.

 
وقالت بعض الصحف التونسية العلمانية إن المؤتمر سيشهد لحظة انفصال السلفيين فى تونس -ومن بينهم متعاطفون مع القاعدة- عن النهضة.
 
 
لكن أبو عياض قال إن السلفيين لن يصطدموا مع اسلاميين آخرين رغم ما يبدو بينهم من خلافات ظاهرية.