الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإعلام وأداء الأمانة الشرعية




يعتبر الإعلام من أهم ركائز النهضة المنشودة باعتباره نبض الجماهير والرافد الأول الذى يشكل الرأى العام وبالتالى كان من الضرورى أن يضع صانعو الإعلام أيا كان مرئيا أو مقروءاً أو مسموعا امانة الكلمة امام اعينهم وخطورتها فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الوطن.

الكلمة لها أهمية ومكانة كبيرة فى حياة الإنسان، بالإضافة إلى اثرها البالغ فى حياة الأمم، فرب كلمة واحدة يقولها صاحبها ولا يلقى لها بالا فتكون وبالا عليه وعلى مجتمعه، ورب كلمة أخرى تُقال فتُحقَنُ بها الدماء وتُلَمْلِمُ حروفها الجراح، وتوحِّدُ معانيها الصف، لذلك جاء التأكيد النبوى إلى لفت النظر إلى أهميتها وخطورتها فى آن واحد بقوله: «ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها، وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها فى نار جهنم» فالكلمة تدخل هذا الجنة وتدخل ذاك النار.

والكلمة تكون سببا فى البناء والتنمية والنهضة، وأيضا سببا فى الهدم والدمار، ونظرا لأهميتها تلك فهى إذًا أمانة يجب على الجميع أن يتحروها، فالله تعالى يقول: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) (الأحزاب:72).

والأمانة فى الآية عامة تشمل جميع الأمانات والتى منها امانة الكلمة، والكلمة تشمل كل انواع الكلمات المنطوقة والمقروءة والمسموعة، والتى من بينها الإعلام، لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم: «المستشار مؤتمن» مشددا على امانة الكلمة، لما لها من اهمية عظمى فى علاقة الإنسان مع الآخرين، وهذا ما يجب ان يلتزم به، الإعلام، بحيث يجعل من امانة الكلمة منهجا يحافظ عليه، وهدفا يعمل للوصول إليه، وقيمة عليا وميثاق شرف ينبغى ان يلتزم به، فى وقت تعصف فيه الفتن بالوطن. كما يقع على الإعلام دور كبير فى تشكيل مواقف واتجاهات وآراء وقيم الجماهير تجاه القضايا والموضوعات المختلفة التى تهم الأمة وفق منظومة القيم والأخلاق، لما له من دور ثقافى رائد يجعلنا نبحث فى مسئوليته تجاه القيم فى النظام الاجتماعى، والذى تتحدد جوانبه من خلال كونه اداة تساعد القيم فى اداء وظائفها فى النظام الاجتماعى، ودوره فى مواجهة تهديدات الغزو الثقافى الخارجى للقيم فى النظام الاجتماعى.