الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رفض أزهرى لمقترح نقابة الدعاة بإنشاء وزارة للزكاة




كتبت - ناهد سعد

أثار مقترح نقابة الدعاة بإنشاء وزارة للزكاة تقوم على جمع الزكاة من المواطنين وتكون معنية بأوجه صرفها تخوفاً من قيام بعض الجمعيات الاهلية التابعة للجماعات الإرهابية التى تستغل تلك الأموال فى تمويل نشاطاتها وعملياتها الإرهابية غير المشروعة _ رفضاً واسعاً من قبل علماء الأزهر المتخصصين حيث أعربوا عن تخوفهم من تحول الزكاة إلى ضريبة تحصلها الدولة ويبدأ الكثيرون فى التهرب منها.

فمن جانبه رفض د.سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقا الاقتراح قائلاً أن جمع الزكاة بقواعد سلطوية عن طريق وزارة خاصة يحول أموال الزكاة مباشرةً إلى خزانة الدولة قد يتشابه مع مفهوم الضريبة ولكن من نوع جديد، مؤكدًا أن هذا الإجراء لم يتبع من قبل فى تاريخ الإسلام، وكان بيت مال المسلمين يعتمد على الغنائم والتبرعات ولم يكن لجمع الزكاة بالإجبار.

وأشار إلى أنه من الأفضل أن يتم التعاون مع الهيئات التى تجمع الزكاة بالفعل من دفع الزكاة والحسابات البنكية المفتوحة لهذا الغرض ولكن تكون تابعة للأزهر الشريف، وتوجيهها لعمل مشاريع تنهض بالاقتصاد بشكل حقيقى، وتحقق التنمية وتقضى على البطالة، ولا تكتفى فقط بسد جوع الناس.

كما أكد د. محمد الشحات الجندى أن الزكاة فريضة شرعية، وجمعها سيؤثر بشكل ايجابى على الفوارق الاجتماعية والطبقية بالمجتمع، ولكن فرضها دون اى ضوابط قد يتسبب فى مشاكل كبيرة، خاصة ان الزكاة تختلف بشكل كلى عن الضرائب.

واضاف الجندى: الضرائب يخرج منها رواتب الموظفين وتنشأ من خلالها المشروعات، اما الزكاة فتصرف على الفقراء والمساكين والمشروعات الخيرية فقط، لذلك فلا يجب جمعها كالضرائب وصرفها على احتياجات الدولة.

وأوضح انه يمكن ان تشكل لجنة لجمع الزكاة بشكل تطوعى، لأن إنشاء وزارة لجمع الزكاة يتطلب تكلفة عالية لا نستطيع تحملها حالياً.

كما أعرب د. مبروك عطية عن رفضه جعل الزكاة من اختصاص وزارة، وقال: «إن إنشاء وزارة لجمع الزكاة يتحتم معه معرفة مقدار ثروة كل فرد فى المجتمع، ومتابعتها بشكل دورى، وهذا شبه مستحيل وكذلك سيكلف الدولة تكلفة إنشاء وزارة وعاملين لهذا الاختصاص مما يشكل عبئاً على الدولة وليس تخفيفا عنها.

من جهته قال د. محمود عاشور وكيل الأزهر السابق كيف يكون للزكاة وزارة وهى حق من حقوق الله يجب صرفها فى الأوجه الشرعية التى حددها الله فى كتابه. وأضاف أن الزكاة من حق الفقراء فإذا خصص لها وزارة لايعلم أحد غير الله لمن ستذهب هذه الأموال، مشيرا إلى ان الزكاة عبادة فردية يقوم بها الإنسان عن طيب خاطر وسعة صدر يدفعها وهو سعيد لمن يرى فيه الحاجة لها، فلابد ان تترك مسئولياتها للانسان يدفعها فى وقتها لمصارفها التى يراها. واضاف انه لمن يحب ان يتبرع من زكاته للدولة فيمكن إنشاء حساب بنكى لأن الزكاة فى مصر تصل لمبالغ ضخمة ويمكن من خلالها إنشاء مصانع وتوفير فرص عمل ومساكن للشباب وبالتالى نستطيع تدريجيا حل كل مشاكل المجتمع واطالب بجمع أموال الزكاة فى وعاء واحد بجمعها وإنفاقها لحل مشاكلنا جميعا لرعاية شئون الفقراء ولمساعدة الحكومة فى بناء المدارس والمستشفيات والأمناء يتولون عملية الجمع والتوزيع على المحتاجين.

وفى نفس السياق رفضت د. آمنة نصير الفكرة وقالت أن الأزهر هو المؤسسة المعتمدة لكل ما يختص بالأمور الإسلامية، لأن الأزهر الشريف رمز من الرموز فى الشرق الاوسط ومن ثم فإننا لسنا بحاجة إلى إنشاء وزارة للزكاة وأضافت ان أداء الزكاة هو فى الأصل عمل فردى ماعدا زكاة الأنعام لظروفها، ولكن فيما عدا ذلك فإن الزكاة أمر فردى لأن الاصل فى الزكاة ان تأخذ من الأغنياء لإعطائها للفقراء، مشيرا إلى أنه نادى إلى إنشاء بيت الزكاة تقوم به هيئة مستقلة بجمع الأموال وصرفها فى المصارف الشرعية وذلك بالتعاون بين الأزهر وأحد البنوك الاجتماعية فى كل محافظة.