الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مانديلا أسطورة القارة الأفريقية




وكانت مباراة الرجبى الشهيرة عام 1992 حينما طالب لاعبى الفريق القومى لجنوب أفريقيا البيض والسود باللعب معًا فى فريق واحد لأول مرة اللحظة الحاسمة فى تاريخ التفرقة العنصرية وكانت عاملاً هامًا فى إسقاط نظام بريتوريا البغيض وأعاد لأهل القارة السمراء حقوقهم وكرامتهم . وقال فى أول خطاب له بعد انتخابه عام 1994 رئيسًا لجنوب أفريقيا «حان الوقت لمداواة الجراح.. حان وقت تخطى الهوة التى فرقت بيننا. حلّ علينا وقت البناء». دفع مانديلا من حياته وعنفوان شبابه أكثر من 27 عامًا خلف قضبان سجون النظام العنصرى فى سبيل أنه وقف فى وجه التفرقة العنصرية وبشاعة الإنسان الأبيض حينذاك الذى سلب الأفريقى بسبب لونه ابسط حقوقه فى عام 1985 رفض صفقة تمنحه حريته مقابل وقف المقاومة المسلحة ليبقى فى السجن خمس سنوات أخرى ليخرج ويشارك سجانه رئيس الجمهورية فردريك دوكليرك، جائزة «نوبل» للسلام عام 1993. وأصبح مانديلا أول رئيس أسود لجمهورية جنوب أفريقيا فى 10 أيار (مايو) 1994، وذلك بعد فوز حزبه «المؤتمر الوطنى الأفريقى»، بأكثرية ساحقة فى أول انتخابات متعددة الأعراق، فى بلد كان يشكل آخر قلاع التمييز العنصري. من مؤلفاته كتابه الأشهر وهو سيرته الذاتية «رحلتى الطويلة من أجل الحرية» عام 1994: الذى روى فيه معاناته فى المعتقل ومن أقواله فيه «لا يولد أحد وهو يكره شخصا بسبب لون بشرته او خلفيته او دينه. الناس يتعلمون كيف يكرهون واذا كان يمكن ان يتعلموا كيف يكرهون فيمكن ان يتعلموا كيف يحبون. ولد نيلسون روليلالا مانديلا فى منطقة ترانسكاى فى جنوب أفريقيا فى يوليو 1918 وكان والده رئيس قبيلة، وقد توفى عندما كان نيلسون لا يزال صغيرا، إلا انه انتخب مكان والده، وبدأ اعداده لتولى المنصب. تلقى دروسه الابتدائية فى مدرسة داخلية عام 1930، ثم بدأ الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة فورت هار. ولكنه فصل من الجامعة، مع رفيقه اوليفر تامبو، عام 1940 بتهمة الاشتراك فى إضراب طلابي.و من المعروف إن مانديلا عاش فترة دراسية مضطربة وتنقل بين العديد من الجامعات ولقد تابع مانديلا الدراسة بالمراسلة من مدينة جوهانسبورغ، وحصل على الإجازة ثم تسجل لدراسة الحقوق فى جامعه ويتواتر ساند. كانت جنوب أفريقيا خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصرى الشامل، إذ لم يكن يحق للسود الانتخاب ولا المشاركة فى الحياة السياسية أو إجارة شؤون البلاد. أحس مانديلا وهو يتابع دروسه الجامعية بمعاناة شعبه فانتمى إلى حزب «المجلس الوطنى الأفريقي» المعارض للتمييز العنصرى سنة 1944، وفى نفس السنة ساعد فى إنشاء «اتحاد الشبيبة» التابع للحزب، وأشرف على إنجاز «خطة التحرك»، وهى بمثابة برنامج عمل لاتحاد الشبيبة، وقد تبناها الحزب سنة 1949. وبدأ الحزب «حملة التحدي» عام 1952، وكان مانديلا مشرفا مباشرا على هذه الحملة، فجاب البلاد كلها محرضا الناس على مقاومة قوانين التمييز العنصري، خاطبا ومنظما المظاهرات والاحتجاجات. فصدر ضده حكم بالسجن مع عدم التنفيذ. ولكن الحكومة اتخذت قرارا بمنعه من مغادرة جوهانسبورغ لمدة ستة أشهر. وافتتح فى العام ذاته مع رفيق كفاحه أوليفر تامبو أول مكتب محاماة للسود فى جنوب أفريقيا، وخلال تلك السنة صار رئيس الحزب فى منطقة الترانسفال، ونائب الرئيس العام فى جنوب أفريقيا كلها. قدمت نقابة المحامين اعتراضا على السماح لمكتب مانديلا للمحاماة بالعمل، ولكن المحكمة العليا ردت الاعتراض. ولكن حياة مانديلا لم تعرف الهدوء منذ تلك الساعة. فبعد سلسلة من الضغوطات الرسمية والبوليسية اضطر مانديلا إلى الإعلان رسميا عن تخليه عن جميع مناصبه فى الحزب، ولكن ذلك لم يمنع الحكومة من إدراج اسمه ضمن لائحة المتهمين بالخيانة العظمى فى نهاية الخمسينات. بعد مجزرة شاربفيل التى راح ضحيتها عدد كبير من السود عام 1960، وحظر جميع نشاطات حزب «المجلس الوطنى الأفريقي»، اعتقل مانديلا حتى 1961 . وبعد الإفراج عنه قاد المقاومة السرية التى كانت تدعو إلى ضرورة التوافق على ميثاق وطنى.