الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مانديلا..... 95 عاما من التسامح




انتشرت فى جنوب أفريقيا معانى الديمقراطية بعد أن زالت مظالم السود وكاد البيض أن يأكلوهم أحياء، وأصبح نيلسون مانديلا زعيما حقيقيا يمثل الثائر الحق الذى عبر ببلاده الأزمات وكرّس جهوده لنشر السلام المجتمعى بعد 27 سنة قضاها فى السجن، خرج مانديلا متسامحا واضعا مصلحة وطنه فوق كل شىء.
أعادت تصرفات هذا الرجل  إلى ذاكرتى مواقف أعظم الخلق سيدنا محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم» ومنها جملته المشهورة فى فتح مكة المكرمة والتى سطرها التاريخ بأحرف من نور (اذهبوا فأنتم الطلقاء) قالها مرفوع الرأس بقمة التواضع،ولو أراد لقطع الرقاب وأخذ الأموال، لخروجه وأصحابه من ديارهم مضطرين وعودتهم منصورين وقائدهم وصفه ربه بالرؤوف الرحيم، لقد أجرى الله الحق على لسان المؤرخين فكتبوا عن رحمته وحكمته ورأى أحدهم أن محمداً يستطيع حل مشاكل العالم أثناء احتسائه فنجاناً من القهوة،لقدرته على التسامح ونشر الدين بالحب أولاً وليس بقوة السلاح.
مانديلا لم يخلف وراءه جثثا وضحايا ولم يدع قومه إلى الهدم والدمار ومواقفه لن ينساها التاريخ،أما غيره ممن تآمروا على بلادهم وتاجروا بدين الله لتحقيق الأهداف السياسية، فمزبلة التاريخ إذا ذكروا كفيلة بهم وبأذنابهم.
يا عقلاء الأمة لقد قام النبى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لجنازة اليهودى احتراما وعلى النقيض نجد البعض ممن يدعون انتسابهم له يتفننون فى تدمير البلاد وقتل وتصفية الحسابات،منهجهم تصنيف الشعوب حسب الاتجاهات السياسية والأخطر محاولاتهم المستميتة فى صنع الفتنة والفرقة.
الخروج من الأزمة صعب وليس بالمستحيل، نترك أخطاء الماضى ونجتمع على رأى، ونحسن اختيار قائد يتحمل المسئولية يساعد على إحداث تنمية بشرية، تفسد على المتآمرين مخططهم وتعمر البلاد وتسهم فى صناعة استثمارات حقيقية وفاعلة،فتتبدل أحوال العباد وتعود لمصر هيبتها وهيئتها التى حاول البعض تدميرها وتهميشها ناسيا أن الله حفظ أمنها،لنعمل على عودة البسمة والمحبة بين المسيحى والمسلم المتدينون بالفطرة والمجتمعون على حب وطنهم بالغريزة وتجرى فى عروقهم الوطنية.