الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ثائر وعميل ومواطن! «2»




بعد أن أسهبنا المقال الماضى فى الحديث عن الحراك السياسى الذى شهده الشارع المصرى عقب الإطاحة بنظام مبارك، محاولين التفرقة بين الثائرين والمتآمرين، لاسيما مع اختلاط المشهد فى عين المواطن البسيط الذى بات غير قادر على التفرقة بين من يعمل لصالح مصر ومن يتاجر باسمها خارجيا وداخليا.. ممن حولوا الثورة إلى «سبوبة» يتقاضوا منها الدولارات ويركبوا من ورائها السيارات الفارهة ويجوبون العالم بحثاً عن نفحات «التمويل الأجنبى».. ليكون الوطن بأعينهم فى النهاية مجرد «وسيلة» يصلون بها إلى غايتهم مهما كان الثمن.
حديثى اليوم عن النشطاء المزعومين لن يطول أحمد دومة أو أحمد ماهر أو محمد عادل الذين يقفون «الآن» تزامنا مع قراءتك لتلك الكلمات خلف أسوار قفص الاتهام بعد أن أحالتهم النيابة إلى محاكمة عاجلة بتهم عديدة من بينها التظاهر دون إخطار واستعمال القوة والعنف مع القوات المكلفة بتأمين محكمة «عابدين».. عقب ساعات من دعوتهم لتظاهرة هدفها الأول «تحدى الداخلية».
وبعيدا عن الاتهامات الموجهة إلى هؤلاء «النشطاء» الذين وجدوا من الحراك الثورى وسيلة ليتحولوا إلى «علامات ثورية» تطلب منها الفضائيات الفتوى السياسية.. وتنهال عليها أموال التمويل وسفرياته «الخيالية».. دعونا نتحدث عن العلامة الثورية الأبرز بعد 25 يناير..وائل غنيم، أو «الملهم الثورى» فى عيون البعض.. ذلك «الأدمن» الذى أسس صفحة «كلنا خالد سعيد» على الفيس بوك أثناء عمله بفرع شركة جوجل الأمريكية فى الإمارات ليصبح بـ«قدرة قادر» بعد اندلاع الثورة بأيام معدودة مديراً إقليميا للشركة الإقليمية مهمته تسويق منتجاتها فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
دور «غنيم» الذى تم تصويره ثوريا على أنه «الأبرز» اقتصر على الحشد للأحداث التى تلت الإطاحة بـ«مبارك»، إذ تفرغ لإثارة المصريين ضد المجلس العسكرى الذى كان يدير شئون البلاد فى هذه الفترة، ومع قدوم الإخوان لـ«السلطة» لم نسمع له صوتا سواء كان مؤيدا أو معارضا.
ومع إطاحة ثورة 30 يونيو بـ«الخرفان»، غاب «غنيم» عن المشهد ولم يسجل فى آخر تدوينة له علي مواقع التواصل الاجتماعي موقفه من هذه الانتفاضة الشعبية.. حتى انتشر مؤخراً فيديو بالمواقع الإلكترونية يكشف النية الحقيقية لذلك الملهم.. ليفضح تحركاته المشبوهة خارجيا التى تهدف فقط لـ«إسقاط الدولة».. خاصة أن هذا الفيديو التقط فى إحدى الندوات التى ألقاها «غنيم» فى الولايات المتحدة.
«الملهم المزعوم» قال بالنص: «الجيش يمثل عقبة كبيرة خاصة أنه الركن الوحيد المتبقى فى الدولة المصرية.. لكننا قادرون على مواجهته عن طريق الحشد والضغط عليه واستغلال الإعلام»!!
هذه الفقرة تكفى لكى نعى النية الحقيقية لهذا «الملهم» الذى يريد أن يقضى على آخر ما تبقى من الدولة لتسقط «مصر» التى تمثل دائما حجر عثرة أمام أطماع الغرب.
قبل أن نكمل حديثنا عن «الملهم» وأتباعه.. يجب أن نضع مقياسا للتفرقة بين المصرى الحق الذى يفتدى أرضه بدمائه.. والمتآمر الذى يظن أنه قادر على تلبية طموحه على حساب أرضه.. فالمصرى الحق هو من سلم المصريون من لسانه.. ونحن لم نسلم قط من ألسنة هؤلاء المأجؤرين.. وللحديث بقية.