الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تدنى مستوى التعليم الجامعى بمصر




كتبت: ريهام على
يعد التعليم الجامعى من أهم المرافق الاجتماعية التى يتطلع إليها أى مجتمع فى سعيه لتطوير نمط الحياة فالتعليم الجامعى يمثل المرحلة المنوط بها اعداد القيادات والكوادر من الشباب للنهوض بالمجتمع فى شتى المجالات.
هذا وقد لوحظ فى الآونة الأخيرة أن التعليم الجامعى يمر بفترة تحول مهمة فرضتها عليه الأزمة التى عاناها وعاشها خلال السنوات الماضية وقد تفاوتت هذه الأزمة فى درجة حدتها وتنوع مظهرها وكان أهونها رفض الأساليب التقليدية الجامعية وانتقاد الجامعات بأنها ليست سوى مصنع للشهادات والدرجات الجامعية، فإذا قمنا بعمل مقارنة بين التعليم الجامعى بأى دولة عربية أو أوروبية وبين التعليم الجامعى بمصر فسنجد أن خريج الجامعة بأى دولة عربية أو أوروبية يعمل بمجاله أو بتخصصه وإذا خرج عن إطار تخصصه فسيكون مجال عمله متعلق بالأعمال الحرة «البزنس» أما فى مصر فالوضع مختلف تماما فمثلا خريج أى كلية علمية يقوم بأخذ دبلومة من أى كلية أدبية ككلية التربية بهدف الاتجاه إلى العمل ببعض التخصصات الحساسة كالعمل بالعيادات النفسية أو أن يقوم بأخذ دورات تتعلق بتنمية مهارات ذوى الاحتياجات الخاصة فكيف يعقل أن يعمل خريج كلية علمية بهذا المجال الحساس وذريعة الجهات المختصة أنه أخذ خبرة عن طريق دورة تدريبية لمدة شهر أو شهر ونصف هل أرواح المرضى النفسيين وذوى الاحتياجات الخاصة من السهل أن نضعها فى أيدى بعض الهواة ممن لم يتأسسوا منذ مراحل تعليمهم الجامعية الأولى على أن يدرسوا هذه المجالات.
كذلك من مظاهر تدنى مستوى التعليم فى مصر أن تسمح الدولة لخريجى بعض الكلية ككلية الهندسة أو التجارة أو خريج كلية التربية قسم تاريخ أو لغة إنجليزية بأخذ دورة تدريبية فيما يتعلق بمجال التنمية البشرية والتى تتراوح مدتها من أسبوع إلى خمسة عشر يوما وهى فى الأصل من اختصاص خريجى كلية الآداب أو التربية قسم اجتماع يقوم بعدها من أخذ هذه الدورة بإعطاء دورات مكثفة بمقابل مادى كبير فما علاقة مجال الهندسة أو التجارة أو التاريخ أو اللغة الانجليزية بمجال التنمية البشرية؟
وكذلك من مظاهر تدنى مستوى التعليم العالى فى مصر أن يقوم خريجو بعض الكليات ككلية التجارة أو الإعلام أو العلوم بتقديم أوراقهم للقبول بجامعة الأزهر أو لأخذ دورات دينية لعدة أشهر ليخرج لنا كداعى دينى يخطب بالمساجد أو يظهر على إحدى المحطات الفضائية بلغته الركيكة وتفاويه الدينية التى لا تكون مقنعة أو مقبولة لكثير من الناس فما أكثر من هذه النماذج فى مجتمعنا ففى مصر عادة ما نضع الرجل غير المناسب فى المكان المناسب.
أخيراً أتساءل: متى سيتخلص التعليم الجامعى من هذا الهزل والفساد والذى لم ولن يحدث بأى دولة أخرى غير مصر؟ وهل سينجح وزير التربية والتعليم العالى فى أن يقوم بإصلاح هذا التدنى والانحطاط الذى أصاب التعليم الجامعى؟
إن حل مشكلة التعليم الجامعى تحتاج إلى اهتمام المختصين لجعله مصدراً من مصادر الدخل القومى لذلك نحتاج إلى ارادة سياسية وتدخل جراحى لنحدث ثورة حقيقية فى مجال من أهم مجالات النهضة فى المجتمع.
[email protected]