الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أزمة إدارة الأزمة




كتب: خالد عزب
لم يمر حدث عاصف فى مصر إلا وكان كاشفًا عن شلل الدولة المصرية تجاه إدارة الأزمات، لذا بات ملحًا إعادة هيكلة هذه الدولة، وتدريب عناصرها على سرعة التجاوب مع الأزمات، تعد اليابان أنجح دول العالم فى ذلك. والنموذج الذى يحتذى به فى كل أزمات الدولة المصرية، بات واضحًا ترهل الجهاز الإدارى وعقمه.
إن خير وسيلة لإدراك الأزمة والتماس معها هى توقعها قبل حدوثها والتخطيط لاحتمالات وقوعها، والتأكد من عدم تكرار وقوعها، لذا فإن حوادث مزلقانات القطارات وتصادمها المتكررة، لهى خير دليل على عدم تفكير الدولة فى إدارة أزمامتها، بل حتى بعد وقوع أزمة أسيوط لم نجد أى مسئول يتحدث عن خطة شاملة سواء لإدارة أزمات مرفق السكة الحديدية أو تلافى أزمات السكة الحديد بتطوير هذا المرفق على المدى البعيد.
إن أبسط القواعد فى التعامل مع الأزمة هو إقامة غرفة عمليات فى موقع الأزمة فى زمن قياسي، لكن تعامل مستشفى أسيوط الجامعى مع مصابى الأزمة بطريقة غير مهنية تكشف عن غياب هذا النمط من التعامل، مما كرس عمق الأزمة لدى أهالى أسيوط.
وعند التعامل مع أحداث محمد محمود المتكررة من قبل وزارة الداخليةالمصرية. نجد تكرار لنمط التعامل، فهى لا تعلن عن بدء الأحداث نها مرفق عام لا يجوز الإعتداء عليه، وأنها ستتعامل مع من يرشق جنودها بحزم، كما أن الطرف الآخر فى أحداث محمد محمود لا يعلن أن جنود الداخلية تحرشوا بهم وهاجموهم والأسباب وراء تصاعد الاشتباكات، هذا ما يجعل المواطنين العاديين يصنعون علامة استفهام كبيرة حول هذه الأحداث: ويجعلها أقرب إلى الفتنة منها إلى الصداع حول مبدأ أو الانتصار الحق.
هذا يقودنا إلى الإضرابات المتتالية فى مصر، فالدولة تقف عاجزة عن مواجهتها سلبية فى أحيان كثيرة وبدلًا من انتظار الجميعلكى تعبر الدولة المرحلة الصعبة، بات البعض يبتز الدولة، أو يصفى حسابات مع بعض المسئولين، أو ما يمارس ضغوطًا من أجل حقوق مهدرة، وفى النهاية أصبح كل من الدولة المرحلة الصعبة، بات البعض يبتز الدولة أو يصفى حسابات مع بعض المسئولين، أو ما يمارس ضغوطًا من أجل حقوق مهدرة،وفى النهاية أصبح كل من الدولة والشعب خاسرين لأن الحقيقة الغائبة وسوء إدارة الأزمات المتتالية يصعب الأمور ويعقدها ولا يحلها، كل هذايؤدى إلى إيجاد أزمة إدارة الأزمة فى مصر، التى تتطلب الصراحة التامة فى التعاطى مع الأزمة،على نحو الخطاب المراوغ للرئيس محمد مرسى لتبريد الإعلان الدستورى المؤقت، الذى خلق أزمة.
إن إدراك الأزمة وطرق معالجتها نراه لدى الأديب العالمى شكسبير منذ ما يزيد على أربعمائة عام فى مسرحية الفريدة «أنطونيو وكيلو باترا» فى الموقف الذى خاطب فيه مارك أنطونيو أعضاء مجلس الشيوخ وبعد اغتيال قيصر وكان بروتس قد نجح فى إقناع الغوغاء من الرومان لتوه بأن قيصر لم يكن البطل الذى تصوروه، وأنه لهذا استحق القتل فى هذا الموقف، كان على مارك أنطونيو أن يقنع الناس بشيء آخر مختلف، وقد أدرك أنه إذا اعترض على ما قاله بروتس مباشرة فإ الناس سوف يقتلونه لأنهم فى حالة انفعال شديد وغضب حاد، لذلك استخدم انطونيو سلسلة من الأدوات التى تدرس كأساسيات فى مهارات الاتصال الشخصى عند مواجهة الأزمات هي:
بدأ أنطونيو فى مخاطبة الناس بقوله «أيها» الأصدقاء الرومان رجال الدولة ذلك أننا نميل إلى تصديق الأشخاص الذين نعتبرهم جزءًا منا ثم أضاف أنطونيو العبارة الثالثة «أعيرونى أذانكم» لقد أتيت لأوارى القيصر وليس لأمجده. عند هذه النقطة استطاع أنطونيو جذب انتباه الناس.. واستقر فى ذلك إلى أن، كسب تأييد الناس. إن الكارثة الحالية هى عدم حساب أن الرأى العام للجماهير بات جزءًا مهمًا فى صناعة القرار، لذا فإن صدور القرارات دون إدراك مدى إدراك الرأى العام لطبيعة القرار، لا شك أن سيمثل أزمة تتصاعد، مواجهة هذه الأزمة تأتى عبر أن يكون الرأى العام شريكًا فى حل الأزمة.