السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صرخة ضمير




الزنبقات السود فى كفى وبين شفتى اللهب.. يا قارئى لا ترجو منى الهمس لا ترجو الطرب.. حسبى بأنى غاضب والنار أولها غضب..
أنا لن أكتب هنا مدافعا عن الحاكمين لأننى لن أدافع عن عاجزين.. فلست حريصا فى كتاباتى على ارضائهم ولا ارضائك انت شخصيا.. فمن الاهم ارضاء ضميرى.. ولتجعلنى ضميرك الناطق.. لان الضمير هو منارة الفكر نحو الحقيقة.
دعنى احدثك عن «حرائر مصر» السائرون بالمظاهرات المؤيدة والمعارضة.. بداية أنا أدين أى اعتداء من جانب أى ضابط على أى فتاة سواء رفع يده فى وجهها أو رفع سلاحه عليها.. ولكن من باب أولى ندين من يعتقدون أنفسهم رجالا ويضعن فتياتنا فى صدارة المظاهرات حتى يضطروا الأمن إلى عدم الاعتداء على المظاهرة.. وفى حالة فض المظاهرة تكون الفضيحة بأن الامن يعتدى على حرائر مصر.
أيهما أشبه الرجال سواء كنتم من المؤيدين أو المعارضين الذين يضعن الفتيات فى صدارة الاعتداءات احترموا رجولتكم.. وناضلوا كيفما تشاءون ولكن ليس من وراء الفتيات.. سأحترمكم إذا اجلستم الفتيات بالمنازل ونزلتم بالمظاهرات تناضلون من اجل قضيتكم الباطلة.
كان المشهد مخزيا والفتيات وراء القضبان.. مشهد مخز لكم أيها المناضلون قبل أن يكون مخزيا للسلطة الحاكمة.. ولكن انتبه القاضى وافرج عنهن لتخرس ألسنة أشباه المناضلين وليخرس المناضلين الهاربين إلى «جزيرة الشيطان».
وكان المشهد الأكثر خزيا عندما بدأ الأمن فى فض إحدى المظاهرات من على أحد الكبارى وهرولت الفتيات للقفز من فوق أحد الكبارى فى مشهد مأساوى.
عزيزى المناضل: من الرجولة أن نحمى شرف بناتنا.. ومن النخوة والشرف ألا نرمى بهن الى الصفوف الاولى أو خلف القضبان أو تحت الاقدام.
دعنى أحدثك عن الأزهر الشريف الذى تكسرت على أبوابه سيوف الغزاة وتحطمت على اسواره أحلام الطامعين والطامحين والعابثين والذى تحول إلى ساحة حرب من جانب طلاب جماعة الإخوان المسلمين.. فتحولت الجامعة التى كانت يوما منارة للاسلام الوسطى إلى جامعة تعبث بها الافكار المتطرفة.. مظاهرات واشتباكات وحرائق وأصوات تتعالى ضد الجامعة التى آوتهم وعلمتهم.. وهتافات بسقوط من يتحملون تكاليف تعليمهم المجانى.. لو أن تظاهرتهم صونا للاسلام لاضممتم اليهم.. ولو غضبهم صونا لحريتهم وكرامتهم لهتفت معهم.. أما أن يتم احراق جامعة الازهر من أجل زائل.. أن يتم تحويل المنارة الاسلامية الى معترك سياسى من أجل السلطة.. سلطة أضاعوها من ايديهم بأنفسهم.. سلطة لم يكونوا امناء عليها فانقلبت عليهم.. ولكن يوما سأرحل انا وانت وسيظل الازهر رغم كيد الكائدين وعبث العابثين.. ولتعتبرها صرخة ضمير إلى كل ضمير اثم وليتكم تحاكموا انفسكم امام ضمائركم.. لأن الضمير الآثم لا يحتاج إلى أصبع اتهام.. هيا بنا نصحى ضمير الناس بأن المصريين إخوة.