الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كام ناشط فى البلد؟




كتب: محمد أنور السادات
الوظيفة ناشط سياسى. ومع اختلاف الوجوه والأسماء والأدوار إلا أن كل هؤلاء تجمعهم خصال وصفات واحدة حيث أن كل منهم يعتقد أنه صانع الثورة رفيق الميدان الواقف بشجاعة أمام المدرعات وعساكر الأمن المركزى ، المناضل الشرس ضد مبارك.
تجدهم فى كل مكان.. وفى كل ملتقى.. فى المؤتمرات والندوات والفضائيات.. أما فى المظاهرات.. فهم فى المقدمة.. وأصبحوا الآن يتسابقون فيما بينهم فى الحصول على المزيد من الأموال أصبحوا ثوار بزنس دخلوا بسرعة البرق عالم الآثرياء وسكنوا الشقق الفاخرة وركبوا أفخم السيارات بعد أن ذابت نعال أحذيتهم من كثرة المشى اللهم إلا قليلا منهم مشهود لهم بالعفة والطهارة ويبقى التساؤل من أين ينفق هؤلاء النشطاء؟
ولك أن تتساءل معى الآن.. أين بعض النشطاء السياسيين الذين ارتبطت أسمائهم بثورة يناير وظلوا بعدها متواجدين على الساحة واختفوا وانقطعت تصريحاتهم مع بداية تولى الرئيس السابق مرسى بعد أن انتهى دورهم وأدوا مهمتهم على خير وجه وعادوا قليلا إلى الوراء كى تتحرك قطع أخرى من الشطرنج؟ مع تفهمنا الكامل بأن ثورتى يناير و30 يونيو كانوا إرادة شعب.
أنا أعرف جيدًا أن السياسة علم يدرس فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وله طلابه، وأستاذته، ومحترفيه، ولذلك لا أجد غرابة عندما يسافر أحدهم لأى فعالية دولية أو ينظم أى فعالية محلية تتعلق بالسياسة، لكنى لا أعرف معنى كلمة ناشط سياسى ولا ممتهنيها أو مؤهلاتهم أو حقيقة الأعمال التى يزاولونها وكيف تكونت لديهم كل هذه العلاقات ليسافروا لمختلف البلدان تحت مسمى ناشط سياسى!
لعلك تلاحظ معى أن كل منهم له عداء بالغ مع المؤسسة العسكرية  فهى المؤسسة الوحيدة الباقية والمتماسكة فى مصر، فإذا سقطت ضاعت مصر وتاه المصريون لكنهم سيتعللون، بأنه يجب الفصل بين الجيش وأعضاء المجلس العسكرى الذى أطلق النار على المتظاهرين وكلمات من هذا القبيل يقولون بألسنتهم ماليس فى قلوبهم والله أعلم بما يكتمون.
فهل سنترك مصر ليعبث بها كل عابث تحت مسمى ناشط؟ الثورة المصرية ملك للجميع لم تعطِ تفويضا لأحد، وإذا كان لنا أن نلوم أحد فلا نلومن إلا أنفسنا لأننا صدقنا هؤلاء ومجدناهم وتركناهم يتحدثون عن مطالب الشعب بل وبدأنا نجاملهم بالمناصب مع أن الشباب الذى يستحق وراء الستار لكنه لا يعرف طريق الكاميرا ولايريد أن يصعد على أكتاف هذا الوطن، على أية حال يبدو أنها مهنة مربحة جدًا لا مكان فيها لوطن ولا لضمير.