الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إبداع




قصائد - طاهر أبو فاشا .. رسوم - رمسيس يونان
شعراؤنا شموس فى سماء الإبداع ينيرون لنا ببصيرتهم وبصرهم طريقنا ويخبروننا ما لم نخبره فيما فاتنا من أمورنا الحياتية فهم بمثابة توثيق وشهادة على عصرهم ونحن نخصص هذه المساحة من الإبداع للاحتفال بالشاعر الغنائى الراحل طاهر أبو فاشا (22 ديسمبر 1908 – مايو 1989) وهو شاعر مصرى له العديد من الدواوين والقصائد التى تغنى بها الكثير من المطربين ومنهم أم كلثوم، وهو صاحب مكانة رفيعة بين الشعراء وكتاب الدراما المصريين، كتب للإذاعة أكتر من 200 عمل فنى أشهرها «ألف ليلة وليلة» وقد كتب منها أكثر من 800 حلقة أذيعت على مدار 26 عاما، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب سنة 1988 بعد أن رشحته جامعة الزقازيق وجمعية الأدباء.

يصاحب قصائد أبو فاشا لوحات الفنان المصرى الراحل رمسيس يونان ( ١٩١٣ - ٢٤ ديسمبر ١٩٦٦), يعتبر من رواد التجديد فى الفن المصرى والذى تميل معظم لوحاته إلى التجريد، كان من جيل رواد الحركة التشكيلية المصرية.

 
على عينى بكت عينى

على عينى بكت عيني
على روحى جنت روحي
هواك وبعد ما بينى وبينك
سر تبريحى ...
على عيني
على روحي
فوا غوثاه يا غوثاه
ومن طول النوى أواه
صحا من شدوه كأسي
وقد نام الخليونا
فكيف أفر من نفسي
إذا هام المحبونا
على نفسى جنت نفسي
فيا ويلاه يا ويلاه
ومن طول النوى أواه
حيائى منك يبعدني
وداعى الشوق يدعوني
ووجه الصفح يخجلني
ويقتلنى ويحيني
وأيامى تقاضيني
على ما كان يا أسفاه
ومن طول النوى أواه
خلوت إليك يا ربي
وقلت عساك تقبلني
فما بالى أرى ذنبي
وأيامى تطاردني
مددت يدي
فخذ بيدي
إليك ومنك يارباه
ومن طول النوى أواه  

 
حانة الأقدار
حانة الاقدار
عربدت فيها لياليها
ودارالنور
والهوى صاحى
هذه الازهــــار
كيف نسقيهــا وساقيهــــا
بهــــــا محمــووور
كيف يــا صاح
سألت عن الحب أهل الهوى
سقاة الدموع ندامى الجوى
فقالو حنانك من شجوه
ومن جده بك او لهوه
ومن كدر الليل أو صفوه
سلى الطير أن شئت عن شدوه
ففى شدوه همسات الهوى
وبرح الحنين وشرح الجوى
ورحت الى الطير أشكو الهوى
وأسأله سر ذاك الجوى
فقال : حنانك من جمره
ومن صحو ساقيه او سكره
ومن نهيه فيك او امره
سلى الليل أن شئت عن سره
ففى الليل يبعث أهل الهوى
وفى الليل يكمن سر الجوى
ولما طوانى الدجى والجوى
لقيت الهوى وعرفت الهوى
ففى حانة الليل خماره
وتلك النجيمات سماره
وتحت خيام الدجى ناره
وهمس النسائم أسراره
وفى كل شيئ يلوح الهوى
ولكن لمن ذاق طعم الهوى

 
راهب الليل
عاشق الروح مستهام ضمه الليل والألم
كلما استقبل السهام غالط الدمع وابتسم
راهب الليل لا ينام والجوى عنه لم ينم
عاشق الروح مستهام هكذا نحن فى القمم
نصنع الخلد والقيم إنما الحب كبرياء
تصل الارض بالسماء هات يا ليل ما تشاء
سترانا مع الصباح عندما يقبل الصباح
قد كبرنا عن الجراح وارتفعنا عن الالم
همس الوردللرياح وهى تدروه للرغام
قال هل يسكت النواح صيحة الحب والسلام
أو ترى هل ينتهى الصباح أو ترى يخلد الظلام
وأرى الشمس من بعيد تنشر الصبح من جديد
فيغنى له الوجود فرحة الحب والخلود
وهو يحنو على الورود لا تقل طالت الشجون
نحن أقوى من الشجن كل ما كان أو يكون
هان ان نحن لم نهن نحن لانرهب المنون
نحن أبقى من الزمن ولنا الحب والحياة
رغم ما تصنع الحياة وخطانا على الرمال
تطلع الحب والجمال قصر الليل أم طال
سيرانا مع الصباح عندما يقبل الصباح
قد كبرنا عن الجراح وارتفعنا عن الألم
 
يا صحبة الراح
يا صحبة الراح اهل الراح هل حانوا
وهل تغنت على الحانها الحان
صبا الندامى وما فى الحان الحان
فى كاس عمرى بقايا، من يشاربنى
ومن يطارحنى والعيش ريحان
وثمالة من دموع الشجو الوان
ابريقها راح يبكى وهو فرحان
ثمالة، اه لو فاضت، واه اذا
غاضت، و واها لها، والقلب لهفان
عهدى بها و كؤؤس الصفو مترعة
بهن طاف على الكرى سكيران
لا يشرب الراح، الا انه ثمل
نشوان والكاس فى كفيه نشوان
ترى تعود الليالى والهوى معنا
يا غربة الكاس، ما للكاس ندمان


اوقدوا الشموس
اوقودوا الشموس انقروا الدفوف
موكب العروس فى السما يطوف
والمنى قطوف انقروا الدفوف
الرضا والنور والصبايا الحور
والهوى يدور
ان للغريب ان يرى حماه
يومه القريب شاطىء الحياه
والمنى والقطوف
فى السما تطوف
انقروا الدفوف
طاف بالسلام طائف السلام
يوقظ النيام
عهده الوثيق واحه النجاه
أول الطريق هو منتهاه
والمنى والقطوف
فى السما تطوف
انقروا الدفوف



لغيرك ما مددت يدا
لغيرك ما مددت يدا
وغيرك لا يفيض ندا
وليس يضيق بابك بي
فكيف ترد من قصدا
وركنك لم يزل صمدا
فكيف تذود من وردا
ولطفك ياخفى اللطف
إن عادى الزمان عدى
على قلبى وضعت يدا
ونحوك قد مددت يدا
سرى ليلى بغير هدى
ولا ادرى لأى مدى
يطاردنى الأسى أبدا
ويرعانى الجوى أملا
واطوى الجيد طوية
كأنى فى الفضاء صدى
نهارى والهجير لظى
وليلى والظلام ردى
فوا كبدى اذا اضحى
وان امسى فوا كبدا
وليس سواك لى سند
فقدت الأهل والسند
 
عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك

عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك
 واغـلـقـت قلـبـى عـمـن سـواك
وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى
 خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك
أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى
 وحــبــــا لأنـــك أهـــل لـــذاك
فــأما الــذى هــو حب الهــــوى
 فشـغلـى بـذكـرك عـمـن سـواك
وأمـــا الـــذى أنــت أهــل لــــه
 فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك
فـلا الحـمد فـى ذا ولا ذاك لـــي
 ولـكـن لك الـحـمـد فـى ذا وذاك
أحبــك حـبـيـن.. حــب الهـــوى
 وحــبــــا لأنــــك أهـــل لـــذاك
وأشتـاق شوقيـن.. شوق النـوى
 وشـوق لقرب الخلـى من حمـاك
فأمـا الــذى هــو شــوق النــوى
فمسـرى الدمــوع لطــول نـواك
أمــا اشتيـــاق لقـــرب الحمـــى
 فنــار حيـــاة خبت فــى ضيــاك
ولست على الشجو أشكو الهوى
 رضيت بما شئت لـى فـى هداكـا
 
على باب الرجاء

غريب على باب الرجاء طريح
يناديك موصول الجوى والنوح
يهون عذاب الجسم والروح سالما
فكيف وروح المستهام جروح جروحه
واهواك ولكنى اخاف واستحى إذا
قلت قلبى فى هواك جريح
طريقى اليك الوجد والسهد والضنى
والدمع اداريه فى الهوا ببوح
غريب على الرجاء طريح يناديك موصول الجوى والنوح
ولى فى مقام الوجد حال ولفشوة بسر
الهواء تغدو وفيه تروح
بكيت من اللى جرى لى من عذابه
ولكن الهوا بالوالهين يصيح
يهون عذاب الجسم والروح سالما
فكيف وروح المستهام جروح جروحه
يهون عذاب الجسم والروح سالما
فكيف وروح المستهام جروح جروحه
واهواك ولكنى اخاف واستحى إذا
قلت قلبى فى هواك جريح
طريقى اليك الوجد والسهد والضنى
والدمع اداريه فى الهوا يبوح
يقولوا لى غنى غنى وبالقلب لوعه
أغنى بها فى خلود وانوح ولى فى
طريق الشوق والليل نائما
معالم تخفى تاره وتلوحه