مرشح رئاسى بنكهة ليبية

جمعتنى الصدفة بالمستشار السياسى لللزعيم الليبى السابق معمر القذافى بعد أن عرفنى إليه صديق مقيم فى باريس، سررت بلقاء المسئول الليبى الكبير، لأننى أردت أن أعرف الكثير عن الزعيم القذافى الذى حير العالم بأفكاره وتصرفاته طوال 40 عاما حتى انتهى الأمر بمقتله على أيدى ثوار ليبيا، كل ما عرفته من صديقى المقيم فى فرنسا أن السياسى الليبى الكبير طار إلى مختلف دول العالم ليحمل رسائل القذافى الثورية، وأنه هو الذى كتب له «الكتاب الأخضر» الذى يتحدث عنه القذافى كمرجعية ثورية وفكرية، لكنى فوجئت بأن السياسى الليبى لا يريد أن يتحدث عن هذا الكتاب تحديدا، وذكر لى أن القوميين الناصريين فى ليبيا اجتمعوا قبل ضرب الناتو - ليبيا- وذكروا للقذافى أنهم سيدلون بتصريح يتصمن أن الجيش يملك زمام الأمور وأن القذافى سوف يتنحى عن الحكم وبعد شهرين جائهم الرد بعدم التدخل فى السياسة الليبية والتزام الاقامة فى بيوتهم.
 
سألت السياسى الليبى الكبير: لماذا لا تترشح للرئاسة؟ وجاء رده كالقنبلة: أنا لا أترشح لأننى وزملائى من القوميين الناصريين نعتبر مرجعا للمرشحين الذين يتم اختيارهم فى بعض الدول العربية، ولدينا مرشح لكم فى مصر، فسألته من هو؟ وطلب منى التفكير وبعد برهة قلت له: حمدين صباحي؟ لكن ليس له كاريزما! فابتسم ساخرا وقال وهو يسرح بخياله بعيدا: غدا سوف تكون له كاريزما عندما يردد ما كان يقوله الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وسوف يتحدث عن الفقراء، وأضاف: لا تنس أن الأموال تغير كل شيء، ونحن لدينا بمصر ناصريون قوميون كثيرون أبرزهم حمدين صباحى وعبدالحليم قنديل وعبدالله السناوي.
 
فقلت له ساخرا: مبروك علينا حمدين صباحى ومرجعيته الليبية المستشار السياسى للقذافى المؤلف الحقيقى للكتاب الأخضر، ثم سألته: ماذا عن عمرو موسي؟ فأجاب: لدينا تحفظ عليه بسبب موقفه المؤيد لضرب الناتو لليبيا. فقلت له: ماذا عن الإسلاميين؟ فقال: تحاورنا مع عبدالمنعم أبوالفتوح.
 
انتهى كلام المستشار السياسى للقذافى ولكن حيرتى وتساؤلاتى لم تنته بعد، وتأسفت كثيرا لما سمعت عن المرشح الرئاسى حمدين صباحى وتذكرت تحيته للجماهير وتحركه كأنه دمية بلاسيتك، وتألمت أكثر أنه يريد أن يكون عبدالناصر جديدا.
 
والسؤال: هل أدمن حمدين صباحى التمثيل على الشعب المصرى؟ أغلب الظن أنه يصلح للتمثيل ليس لأداء دور الزعيم الخالد جمال عبدالناصر بل لأداء دور أى فنان كوميدى.