الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكاية عم «محمد».. فى مـجتمعنا يموت الفقير من البرد




كتبت - مروة مظلوم

أرواحنا هانت.. الشهامة والإنسانية والدم الحر.. كلمات من التراث.. لما نشوف بردان بيتكتك من البرد ونسيبوا يموت يبقى فى حاجات كتير ماتت جوانا .. لوم عتاب ألم .. لايكفى لنعى فقير مات من البرد بفضل قلوب استبدلت رحمتها بماديتها.

دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر هاش تاج بعنوان عم محمد مات من البرد.. تضامنا مع هؤلاء المتلفحين بالعراء بلا مأوى وضد مدعى الإنسانية من أصحاب المستشفيات التى ترفض استقبال المحتاجين وأصحاب الجمعيات الخيرية لإيواء المشردين وذوى الاحتياجات الخاصة.

أما حكاية عم محمد ذلك المسن المشرد الذى مات فى العراء فقد وجد ملقى أمام باب أحد المستشفيات العامة الذى كان يعالج بها وأخرجه ورفض استمراره بها كما رفضت كل من الإسعاف والشرطة أن تتحمل مسئوليته لعدم التخصص أو التبعية، مشيرين إلى رفض عدد من المستشفيات النفسية الخاصة دخول الرجل إليها برغم تطوع أحد فاعلى الخير بكل مصاريفه وبميزانية مفتوحة بحجة إنِّه ليس قريبه أو أخواه، على حد قولهم.

وأضافوا أنه بعد وساطات نجح البعض فى إقناع مدير مستشفى العباسية النفسية بقبول حالة الرجل إلا أنه طلب أن يتم تسليمه ونقله إليها على مسئولية المتطوعين لمساعدته وليس على مسئولية المستشفى ففرح المتطوعون وظنوا أنهم تمكنوا أخيرا من إنقاذ عم محمد من برد الشارع مؤقتًا وإيجاد مأوى له ليتلقى العلاج، إلا أن القدر كان أرحم به من الجميع فذهب أحد المتطوعين للبحث عنه فى مكانه المعتاد أمام سور المستشفى العام فلم يجده وعندما سأل عنه بعض الباعة المتواجدين بالمكان أجابه أحدهم باكيًا أن عم محمد قد مات من البرد وأنه متواجد حاليًا فى ثلاجة الموتى بالمستشفى الذى ظل مقيمًا بجوار بابه.

أشار النشطاء إلى أن هناك من تطوعت لشراء الكفن لعم محمد كما عرضت دفنه فى مقابر أسرتها خلال يومين بعد انتهاء الإجراءات الخاصة به واستخراج تصريح الدفن، معربين عن صدمتهم وحزنهم ليس فقط بسبب موت عم محمد ولكن لأن هناك العشرات من المشردين كبارًا وأطفالًا بلا مأوى ممن تمتلئ بهم الشوارع يواجهون نفس مصيره خاصة فى ظل موجة البرودة الشديدة التى تمر بها البلاد حاليا الأمر الذى دفعهم لإطلاق مبادرات ودعوات منذ الأمس لمساعدة هؤلاء، منتقدين تخلى الدولة عن مسئوليتها تجاههم، مؤكدين أن الثورة فى شعاراتها قامت من أجل هؤلاء وغيرهم من الفقراء والمحتاجين.

وانتشرت المبادرات والدعوات على صفحات فيسبوك وبين رواد الموقع لشراء البطاطين والألحفة والاستغناء عن الملابس الثقيلة الزائدة عن الحاجة وتوزيعها على أطفال الشوارع والمشردين فى الحدائق العامة وبجوار أسوار المدارس والمستشفيات ومحطات المترو وعلى الأرصفة كمساعدة لهم لمواجهة برودة الطقس حتى لا يلقان نفس مصير عم محمد.