السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«آنسة» يونانية تلقن أصحاب فيلم «أسرار عائلية» درساً قاسياً!




الفيلم، الذى شارك من قبل فى الدورة السبعين لمهرجان فينسيا السينمائى الدولى، من إنتاج هذا العام، ويبدو فى ظاهره كأنه فيلم «أكشن» عن فتاة أقدمت على الانتحار بإلقاء نفسها من شرفة منزلها، يوم احتفال عائلتها ببلوغها الحادية عشرة من عمرها، ومن ثم تبدأ الشرطة فى تقصى أسباب الانتحار، وسرعان ما تُغلق القضية بعد أن تكتفى دائرة التضامن الاجتماعى بتوجيه تهمة الإهمال للوالدين!

غير أن المفاجآت تتوالى فى هذا الفيلم الذى يثير الأعصاب؛ فمع كل مشهد جديد تتكشف حقائق مروعة حول هذه العائلة التى تبدو حزينة على الفتاة، لكنها تتجاوز بسرعة مرحلة تبادل الاتهامات، وتعود إلى حياتها الرتيبة؛ حيث يقوم الأب بتوصيل طفليه إلى المدرسة، وتوزع الفتاة المراهقة شقيقة القتيلة وقتها بين المدرسة الثانوية، وصديقها بينما تتولى الابنة الكبرى تسيير أمور المنزل بدلاً من أمها التى اعتلت صحتها بدرجة ملحوظة.ولحظتها لا يخفى على المشاهد المخضرم أن ثمة خللاً يعترى العلاقة بين أفراد هذه الأسرة، التى يقودها «ديكتاتور» وليس أباً بالمفهوم المتعارف عليه؛ فإضافة إلى صرامته، التى تصوره كأنه من مخلفات «الفاشية» و»النازية»، يبدو شديد البخل، والقسوة مع أفراد العائلة، ما يدفع الفتاة المراهقة إلى الانتحار، بقطع شرايين معصمها، وسط حالة من الصمت، الذى يصل إلى درجة التواطؤ الجماعى، وبمرور الوقت ينجلى الغموض، وتنكشف الأسرار؛ فالأب يبيع ابنته الكبرى، والأخرى المراهقة، ويُخفى الكثير من الحقائق عن موظفى الضمان الاجتماعى، وعندما يلجأ إلى تكرار الأمر نفسه مع الطفلة التى لا تتعدى السابعة من عمرها، يسقط حاجز الخوف، وتعتزم الأم الخلاص منه، بأن تطعنه بسكين المطبخ!

شتان الفارق
الصدمة لم تحل دون بقاء الجمهور فى القاعة لمناقشة الممثل اليونانى ثيميس باناو، الذى جسد دور الأب، وفى جو من الهدوء جرى الحوار بشكل متحضر للغاية، لأن المخرج اليكساندروس أفراناس، الذى شارك فى كتابة السيناريو مع كوستاس بيراوليس، عالج القضية الشائكة برقى بالغ، وحرص كبير على ألا يتجاوز الخط الفاصل بين الجرأة والابتذال، وهو التفسير الذى ذهبت إليه، واقتنعت به؛ فالفيلم يقترب من منطقة محظورة «زنى المحارم» لكنه لم يخدش الحياء بأى حال من الأحوال، وادخر مفاجآته بعقل وحكمة ورصانة، ما دفعنى لتذكر ما أطلقنا عليه أزمة فيلم «أسرار عائلية»، الذى يدور حول أزمة شاب مثلى الجنس شاذ وأدرك الفارق كبير بين قدرة المخرج اليونانى على معالجة قضيته بقدر كبير من الوعى والاحترافية، والإحساس بالمسئولية، وبين ما فعله المخرج المصرى هانى قفوزى من قبح وفجاجة ومتاجرة رخيصة بالقضية الشائكة، وتشاء الأقدار أن يُعرض فيلم «آنسة عنف» فى المهرجان ليلقن أصحاب فيلم «أسرار عائلية» درساً لا يُنسى، وليته يدفع رئيس الشركة المصرية، التى أخذت على عاتقها مهمة تسويق وتوزيع الفيلم خارج مصر، وتحاول ترويجه فى سوق «دبى»، بأن الفارق كبير بين السينما و«المحاضرة»!
جوائز الملتقى

 كان المهرجان قد أعلن أسماء المشاريع الفائزة بجوائز «ملتقى دبى السينمائى»، التى تبلغ قيمتها المالية 115 ألف دولار بالإضافة إلى الجوائز النقدية، اختار «الملتقى» المنتجين العرب : حبيب عطية، عبد الله بوشهرى، باسم ماهر، بالماير بادينير وسيلفيو سعادة لحضور «شبكة المنتجين» فى «مهرجان كان السينمائى» المقبل، بينما ذهبت جائزة المهرجان (25 ألف دولار) إلى مشروع «اسم الله على بنتى» للمخرجة ليلى بوزيد و»خروف» للمخرج أحمد إبراهيم و»المنسية» للمخرجة غادة الطيراوى، وفاز بجائزة مركز السينما الجديدة (10 آلاف يورو) مشروع «موجة حر» للمخرج جويس نشواتى وذهبت جائزة «آرتيه» الدولية (6 آلاف يورو) للمخرج رشيد مشهراوى عن مشروعه «غزة دى سى» وفاز المخرج فراس خورى بجائزة «فرونت رو كى أن سى سى» (10 آلاف دولار عن مشروعه «علم» وحصد المخرج مارك لطفى جائزة «المنظمة الدولية للفرنكوفونية» (5 آلاف يورو) عن مشروعه «خطر افتراضى»، أما جائزة «نيو سينتشرى» للمخرجين (10 آلاف دولار)، التى تُمنح لأول مرة فذهبت إلى مشروع «نذل» للمخرج عودة بن يمينة. وجدير بالذكر أنه منذ تدشين «ملتقى دبى السينمائى الدولى» عام 2007، جرى إنجاز 35 مشروعاً، وهناك 5 مشاريع فى مراحل الإنتاج المختلفة، حسب تأكيد شيفانى بانديا المديرة الإدارية للمهرجان.

آخر الكلام
انتهز الفنان القدير حسن يوسف فرصة تواجده فى دبى، بدعوة من المهرجان، وقام بزيارة مركز راشد للمعاقين؛حيث أطلع على أنشطته، والتقى أطفاله، الذين استقبلوه بباقات الزهور، وبعض العروض الشعبية، والرقصات الفنية، وشاركهم جلساتهم التعليمية والفنية، كما مارس معهم بعض الألعاب الرياضية.
ووصف المراقبون فيلم «شلاط تونس» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بأنه يمثل «فتحاً جديداً فى السينما الوثائقية والتسجيلية»؛كونها عالجت قضية الشاب التونسى الذى قيل إنه يحمل شفرة، ويضرب نساء العاصمة فى أردافهن، بلغة سينمائية مغايرة، والطريف أن المخرجة كتبت لوحة فى نهاية الفيلم تؤكد من خلالها أن مصر وسوريا شهدتا حوادث مشابهة.