الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مصر التى فى صربيا» كتاب يداعب ذاكرة الأمكنة




كتبت- رانيا هلال
 

تتباين مشاعر وافكار البشر باختلاف الامكنة بتفصيلاتها ومفرداتها الممايزة وعن هذه التجربة تحدثنا الكاتبة مى خالد فى كتابها المميز «مصر التى فى صربيا» الصادر عن دار العربى للنشر حيث تلك التجربة الثرية التى عايشتها الكاتبة فى صربيا بعد ان تلقت عرض إقامة فى بيت صربى أثرى بسيط وسط مفردات الحياة المختلفة.

وحكت الكاتبة عن تلك التجربة فقالت: بدأت تجربتى بالبحث عنها فى شبكة الإنترنت فما كتبت صربيا إلا وتوقعت أن تظهر لى جنة الله على الأرض، ولكن للأسف لم يظهر الكثير عنها ولكن قيل لى إننى سأكون ضيفة على بيت الأديب وعالم اللغويات فوك كاراديتش فى مسقط رأسه بترشيش.

وتكمل: عندما دخلت للمنزل بعد وصولى شممت رائحة عطانة محببة بالمنزل وذكرتنى هذه الرائحة برائحة شقق الاسكندرية حيث كانت تمتزج رائحة الرطوبة التى تتخزن فى الجدران بعبق خشب الاثاث الداكن القديم.

تسترسل الكاتبة على مر فصول الكتاب فى وصف تلك الحياة الهادئة بتفاصيلها الاثرية الغنية بالتاريخ والصارخة بالاصالة حتى انها اعادت التفكير فى  العديد من مسلماتها الفكرية هناك بعد ان اكتشفت معانى اخرى للكتابة لم تختبرها من قبل ارتبطت معها هناك برائحة الخبز المختلف عن الخبز الذى اعتدنا عليه كمصريين وكذلك خرير الجدول المائى وموسيقى الاكورديون المنبعثةمن الراديو الخشبى.

فى بعض الأماكن تشعر بأنها تعود إلى الوراء سنوات، تستخدم سيارات ماركات قديمة، تدخل أماكن غير مكيفة وتتذكر تذمرنا كمصريين من فاتورة الكهرباء رغم أننا لا نتنفس سوى هواء التكييف، تدخل فى حوارات سياسية، تشاهد المنحيات الجبلية، تزور الأديرة والكنائس، وتصف المناطق الأثرية، وأماكن تشبه حيى الزمالك وجاردن سيتى المصريين، وتدخل متحف الكاتب الحائز على نوبل إيفو أندريتش، أو شقته بشكل أدق، التى عاش فيها أجمل سنوات عمره مع زوجته، قبل أن تفارقه سريعاً مغادرة الدنيا، فيصبح زاهداً فى الحياة حتى يلحق بها فى 1975.

فى بداية الكتاب نجد مى قد اختارت بعض تعليقات الاصدقاء على نبأ رحلتها الى صربيا وتختتم كتابها أيضا بمجموعة من التعليقات التى علقها اصدقاؤها على شبكة التواصل الاجتماعى الفيس بوك بعد ان نشرت أجزاء من آرائها فى صربيا وعن تلك التجربة الفريدة.