السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ردود أفعال واسعة ومتباينة حول تحقيق «صناعة القديسين»




منذ أن تم نشر التحقيق الذى أجريناه الاسبوع الماضى والذى جاء بعنوان «صناعة القديسين من الكتب إلى الانترنت: كام لايك لعمة سيدنا وشير لعصا الاسقف « والذى تحدثنا فيه عن كيف أن هناك من يقوم بوضع صفة القدسية على رجال الدين بصفة عامة تصل لحد تقديس ملابسه وصلتنا ردود افعال واسعة وكبيرة اغلبها مؤيد لما كتبناه بل إن هناك من رصد أيضا بعضا مما كنا أشرنا إليه من أن هناك بعض الصفحات على الفيس بوك والتى تضفى قدسية على بعض الاساقفة فعلى سبيل المثال ارسل لنا أحد القراء صورة للانبا كيرلس أسقف نجع حمادى وهو يجلس مع كلاب حراسة دير الانبا بضابا وكان التعليق تحتها «صـــورة نــادرة للانبـــا كيـرلــس قــديــس نـجــع حـمـــادى» والغريب أن التعليقات جاء بها «البابا كيرلس شفيع وحبيب الملايين» وهو ما يدل على شىء من اثنين اما أن هناك من يقوم بوضع هالة من القداسة حول شخصية مازالت تعيش معنا أو أن هناك خلطا واضحا بين البابا كيرلس السادس البابا الـ116 وبين أسقف نجع حمادى، والحقيقة أن هناك ردود أفعال جاءت أيضا لتشجيعنا حيث كانت احد التعليقات من امير جرجس والذى قال فيه «لقد قلتم كل شىء نفسى أقوله واشعر به جيدا انها حقا مشكلة كبيرة وخطر كبير على الوطن حيث يكون من السهل أن يتحكم رجال الدين بالبشر».
بينما علق احد الكهنة قائلا: «الكاهن فى المفهوم الأرثوذكسى الأصيل هو إنسان يتوب عن نفسه وعن خطايا الرعية، فهو يبكى وينوح على أى إنسان يسقط كأنها سقطته هو، وهو فى العمل الروحى مثل الممسحة التى فى الأرض التى يدوس عليها الناس قبل دخولهم لملاقاة ملك الملوك فأى تكريم أو تمجيد للكاهن أو الأسقف يأتى من الناس وليس منه هو، وإن حاول التلصص وسرقة مجد المسيح يكون قد أضاع نفسه وأضلّ الرعية».
وكان احد التعليقات يؤكد أن على رجال الدين أن يتقبلوا النقد بصدر واسع حيث علق احد القراء قائلا: «اذا اراد شخص ما أن يقوم بالعمل العام عليه أن يتقبل النقد ويخضع له بصدر رحب، رجل الدين شأنه شأن غيره ويجب ألا تكون له اى حصانة من اى نوع».
وجاء تعليق آخر رافض لما كتبناه حيث علق احد القراء قائلا: «أنا أرى أن احترام وتبجيل الآباء هو من صميم تعاليم كنيستنا الرائعة؛ على سبيل المثال: مقدمة الانجيل فى حضور الأب الأسقف ولحن إكسماروت ولحن هتين. أنا رأيى أنه وجب علينا احترامهم جداً بغض النظر عن تواضعهم من عدمه؛ من أنا حتى أقيم أبا أسقفا: أنا لست مستحقا حتى أن اطلب صلاته عنى.
واكد احد القراء فى تعليق له عن رفضه القاطع لمثل هذه التشبيهات قائلا: «اى شخصية هو انسان عرضة للوقوع فى الخطأ وهناك فرق بين تقديس سر الكهنوت وبين تقديس شخص لمجرد أنه نال سر الكهنوت فليس معنى أنه نال سر الكهنوت انه معصوم من الخطأ «ليس منزها امامك مولود امرأة» داوود النبى كان ممسوح بمسحتين احدهما مسحة الملك والأخرى مسحة النبوة ورغم هذا جاء من هو اقل منه وهو ناثان النبى وهو ممسوح بمسحة النبوة فقط وارسله الله إلى داوود ووبخه لوقوع داوود الملك النبى فى الخطيئة. هذا فى العهد القديم اما العهد الجديد فيكفى اننا نقرأ فقط فى بستان الرهبان وكفاية قصة أبومقارة مع الامرأتين وكيف انهما كانتا اكثر تقربا لله منه وهو نفسه اللى احتاج بركة منهما.
اخير وخلاصة القول: سر الاعتراف على الكل يعنى البابا لازم يكون له أب اعتراف وهذا دليل قوى على أن الكل معرضين للوقوع فى الخطيئة. وبعدين تعلمنا ومازالنا نتعلم ونقرأ فى الكتاب ايضا أن من يطلب المجد من الناس فهو باطل، بل إن الكتاب يعلمنا ألا نجلس فى المقاعد الاولى بل نعطى لصاحب البيت الحق فى أن يعطينا مكانتا على ما فعلنا وليس نطلب من الناس أن تعطينا ما نفرضه نحن عليهم.»
كان هذا جزء من تعليقات ومناقشات دارت حول الموضوع مما اكد لنا اننا قمنا بفتح ملف له اهميته ولقد سعدنا أن الناس تقبلته بإيجابية مما يدعو إلى التفاؤل بأننا اصبح لدينا نضج ووعى لنرى سلبياتنا ونحاول تصحيحها وهو ما يدعونا للاستمرار فى فتح ملفات شائكة هدفها هو الاصلاح والبنيان وليس الهدم ويسعدنا دائما تواصلكم معانا.