الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مولانا» و«حلم البصاصين» يعيدان الروح لفرقة الرقص المسرحى الحديث




بعد حالة الإحباط والمعاناة الشديدة التى واجهتها فرقة الرقص المسرحى الحديث طوال الفترة الماضية، استطاع المدير الفنى للفريق مناضل عنتر إعادة الروح له من جديد، وبدا ذلك واضحا من خلال تقديم الفريق لعرضى «مولانا» للكاتب إبراهيم عيسى و»حلم البصاصين» أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس الماضى على مسرح الجمهورية .
وبالرغم من صعوبة تقديم رواية «مولانا» فى عرض مسرحى راقص إلا أن مخرج العرض والمدير الفنى للفريق، قرر الاعتماد فى تقديم الرواية على العمق والصراع النفسى الذى ظل يعانى منه بطل الرواية «حاتم الشناوي» طوال أحداثها، كما أنه لم تنته حالة التحدى لمناضل عند تقديم «مولانا» فقط، بل تعمد تقديم عرض آخر بعد استراحة قصيرة وهو «حلم البصاصين»، استعرض خلاله طاقات الراقصين الموجودة بالفريق حيث إعتمد هذا العرض بشكل رئيسى على الثنائيات أو «الدويتوهات» الراقصة، وقدموا خلالها الراقصين فواصل ممتعة معا.
بالطبع لم تقتصر ارتفاع الحالة المعنوية للفريق على نجاحهم فى تقديم العرضين فقط، بل ساهم بشكل واضح فى دعم معنوياتهم، جمهور الافتتاح الذى حرص على الحضور فيه الكاتب إبراهيم عيسى وحرص أيضا على استقبال الجمهور من باب المسرح وضيوفه منهم النائب العام السابق عبد المجيد محمود والسياسى عبد المنعم سعيد وحاتم بجاتو، وعلى السمان والمتحدث الرسمى بإسم رئاسة الجمهورية أحمد المسلمانى والمخرج خالد يوسف وعماد جاد والروائى علاء الأسوانى ورئيسة الأوبرا الدكتورة إيناس عبد الدايم وأسامة الغزالى حرب وبثينة كامل، وعن العرض والفريق قال مناضل عنتر لـ«روزاليوسف»:
دائما أشعر بحالة توتر حتى أثناء احساسى بالفرحة لأننى عادة أفكر فى الأخطاء اليومية التى قد نواجهها أثناء العرض اليومى، لكن من أكثر الأشياء التى تشعرنى بالبهجة أن الكاتب إبراهيم عيسى خرج سعيدا بالعرض ويراه ممتعا، فإبراهيم عيسى بالنسبة لى رمزا، وهو مثلى الأعلى دائما لذلك عندما أجده يشجعنى أشعر بحالة من الفخر والتقدير الشديد حتى أنه أراد من أول يوم التنازل لى عن الرواية قبل تقديمها .
وعن تركيزه على العمق النفسى لبطل الرواية قال : هذا يرجع لمهارة كاتب الرواية الأستاذ ابراهيم عيسى وفى رأيى نحن لدينا كتاب افضل من امريكا اللاتينية، والميزة هنا هى أنه تناول الشخصية ببعد نفسى عميق وكأنه طبيب نفسانى يشرح شخصيات الرواية بدقة شديدة، حتى أننى كنت أشعر كثيرا أن شخصية حاتم الشناوى ثلاث شخصيات منفصلة من شدة الصراع النفسى العميق الذى يتعرض له طوال أحداث الرواية لذلك كان لابد من التركيز على العمق الرئيسى للشخصيات فى مشاهد معينة وهو ما منحنى مفاتيح عديدة للعمل .
وعن استخدامه لجمل حواريه بالعرض قال: هذا هو دورى كمخرج أن يستوعب الجمهور العرض وحرام رواية مثل «مولانا» يخرج منها الجمهور دون أن يصله شيء، بالتأكيد اعتمدت على الرقص لكن فى الوقت نفسه كان يجب أن استغل أجزاء من الحوار والتمثيل، لأن هناك مواقف بالعمل التعبير عنها بالرقص غير كاف وتحتاج للكلام بمعنى أنه أحيانا تكون الكلمة أهم من الإيحاء بها وهذا ما قصدت إضافته كما أننى أرفض التعامل مع الرقص الحديث على أنه مجرد لوحة فن تشكيلى لا يفهمها سوى قطاع معين من الجمهور وأرى أن هذا عجزاً من المخرج فى توصيل رسالته لذلك استخدم دائما فى كل عروضى إلى جانب الرقص التمثيل والحوار حتى يكون عرضا حقيقيا ومتكاملا.
ويضيف: بالطبع قصدت أن تكون الملابس معاصرة لأن المشاهد إذا لم ير نفسه فى العرض سأحزن كثيرا خاصة أن هذا الشيخ رجل معاصر، لكننى لم أكمل ملابسه كشيخ أزهرى أى أنه خرج دون عمامته لأننى خشيت أن تحدث أزمة من الأزهر بسبب هذه المسألة لأن الملابس الكاملة قد تحتاج إلى موافقة من المكان فالأزهر له قدسيته .
وعن تقديمه عرضين فى عرض واحد قال : دائما لدى حالة من التحدى الشديد لأننا كفرقة رقص حديث كنا نعانى الفترة الماضية من حالة إحباط، إلى جانب كثرة عدد منافسينا سواء من فرقة الباليه أو فرسان الشرق أوالفرق المستقلة فأصبح هذا الفن متداول بين كل هؤلاء، وبالتالى أردت أن أؤكد فكرة أننا الأصل وهذا هو عملنا وأننا نستطيع تقديم أى شىء بأى طريقة، وأفضل من الجميع فى مجالنا وأتحدى أن تستطيع أى فرقة أخرى تقديم عرضين 45 و45 دقيقة أشك فى ذلك.
ويضيف: عيشنا مرحلة طويلة من المعاناة وتصدير الطاقة السلبية  للفرقة ولى شخصيا لذلك كان همى أن أعيد لهذا الفريق ثقته فى نفسه من جديد، كما أننى أفكر دائما فى صناعة جمهور لهذه الفرقة خاصة أن الفنان وليد عونى بذل مجهودا كبيرا لمدة 20 سنة حتى يؤسس فرقة الرقص المعاصر فى مصر على أساس قوى والمفروض أن يأتى من بعده  من يكمل هذه المسيرة بشكل أقوى وهذا الرجل كان استاذى وابى الروحى كما أنه الأب الروحى للرقص المعاصر المصرى وهو فوق رأسى وأخذت على عاتقى أن اكمل مسيرته بشكل مختلف أكثر حيوية وشبابا إلى جانب أننى مصرى فأشعر بمشاكلنا بشكل أكبر .