الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عملية «اصطياد رءوس الفتنة» فى نقابة المهندسين




تحقيق - محمود صالح
 لأسباب كثيرة وضع تنظيم الإخوان المسلمين «نقابة المهندسين» نصب عينى مخططاته فالنقابة التى تضم فى عضويتها 550 ألف عضو كانت دائما أمام قيادات الإخوان «هدفا استراتيجيا» يمكنهم من السيطرة وتغليب الاطماع السياسية على اى أداء نقابى يرفع المعاناة عن كاهل المهندسين وشبابهم. ومنذ نوفمبر 2011 وكما صرح العديد من قيادات النقابة وشبابها الذين التقتهم «روزاليوسف» تعيش النقابة فى ظل حكم المجلس الإخوانى والنقيب الغارق فى تأييد تنظيمه اياما تعيسة تراجعت فيها كل الخدمات وتحولت إلى مجرد بؤرة يتجمع حول نقيبها ومجلسه كل داعمى العنف ضد الدولة المصرية.. فهل يتغير كل هذا مع الجمعية العمومية الطارئة التى دعا لها «تيار الاستقلال» داخل النقابة لسحب الثقة من النقيب والمجلس

بدأت «المواجهة» حادة واضحة منذ أسابيع بعد ان ضج المهندسون من خلوصى الذى توقع البعض أن يستقيل من منصبه أو يدعو إلى انتخابات جديدة لكى يضمن لنفسه خروجا آمنا من منصبه الذى قفز عليه فى عام 2011 وبعد شهور قليلة من اندلاع ثورة يناير حيث شهدت هذه المرحلة رواجا إخوانيا مدعوما بصورة لم تكن قد اتضحت معالمها الحقيقية.. صورة الجماعه الصالحة التى يمكن انه تصلح ما كان يفعله الحزب الوطنى المنحل وحصلت قائمة ماجد خلوصى «الإخوانى القح» على قرابة 50 ألف صوت وكانت وعوده تشبه تماما رئيسه بعد ذلك محمد مرسى غارقة فى الوعد بمرحلة جديدة فى حياة النقابة يرتفع فيها شأن النقابة وتواجه أزمات عديدة. لكنه ومنذ جلوسه على المقعد الذى جلس عليه قامات عظيمة قبل ذلك مال واتجه وتوجه وحصر كل جهوده فى دعم المشروع الإخوانى وفى عام 2012 قرر خلوصى تكريم «محمد مرسى» الرئيس الإخوانى المعزول بينما كانت مصر كلها تغلى من الاعلان الدستورى المشبوه الذى أصدره مرسى ومكتب الارشاد وبينما كان المهندسون انفسهم غاضبون بشدة من تجاهل تكريم النقابة لرموز المهنة «المهندس حسب الله الكفراوى على سبيل المثال». لكن سرعة سقوط مرسى من مقعد الحكم افقد خلوصى ومجلسه النقابى الهزيل توازنهم تماما وتحولت النقابة إلى فرع لقناة «الجزيرة» تدافع بالباطل عن مرسى وتدعم بصورة واضحة او خفية العنف ضد الدولة!
فى المقابل كان هناك تيار آخر واسع وعريض لا يعبر عن اهداف انتخابية ولا سياسية بل يعبر عن النقابة كمؤسسة مهنية لا ينبغى لها التورط إلى هذا الحد فى الشأن السياسى على حساب الدور الخدمى المنهار. كان هذا التيار هو «تيار الاستقلال» الذى خرجت من اعطافه حركة «تمرد المهندسين» مؤخرا لتضم كل القوى الوطنية الحية لتخوض معركة على جبهتين.. الأولى إنهاء وجود المجلس الإخوانى بالطريق الذى يحدده القانون والثانى فضح فساد هذا المجلس مع التعبير عن الموقف الوطنى الصحيح بدعم مؤسسات الدولة الوطنية.
 وقام «تيار الاستقلال» برفع دعاوى قضائية تكشف من الذى يحكم النقابة ولماذا وما هى أهدافه.. وكانت من أحد هذه البلاغات بلاغ يطالب بإلغاء انتخابات النقابة وإعادة إجرائها استنادا إلى الأحكام الصادرة ضد النقيب الإخوانى ماجد خلوصى بخيانة الامانة. فقد اتضح ان خلوصى إلى جانب انتمائه الإخوانى متورط ايضا فى قضايا تسقط عضويته من النقابة من الاصل بحسب قانون النقابة «66 لسنة 74» الذى يشترط للعضوية «حسن السير والسلوك» وكان من بين هذه القضايا المتعددة «القضية رقم 43 لسنة 2012 مستعجل القاهرة والمتهم فيها خلوصى بخيانة الأمانة ومخالفة قوانين البناء. والحكم الصادر من محكمة البساتين الجزئية فى ابريل 2005 فى الجنحة رقم 6330 بالحبس أسبوع مع الشغل وكفالة قدرها 100 جنيه لإيقاف التنفيذ , وكذلك حكم محكمة المعادى الجزئية فى الجنحة رقم 1333 لسنة 1999، بالإضافة إلى محضر جنحة تنظيم مبانى رقم 186 لسنة 1998». لم يهتم خلوصى بهذه القضايا فى إحدى المراحل فقد جرى - فى عام 2012 وابان حكم مرسى – تعيين نائب عام إخوانى هو المستشار طلعت عبدالله منع التحقيق مع خلوصى فى العديد من البلاغات. وحتى بعد سقوط مرسى لم يهتم بها فقد كان مشغولا بما هو اهم «الدفاع عن شرعية المعزول وعقد اجتمعات سياسية فى مبنى النقابة» وعلى هذا الأساس قام فى شهر يوليو الماضى باستضافة أسرة الرئيس المعزول محمد مرسى ووجه الدعوة لكل الفضائيات المعادية للدولة المصرية وظهر خلوصى على المنصة إلى جوار أسرة مرسى وفى حضور عدد من المتطرفين سعيدا والسباب يتطاير على المنصة ضد الجيش المصرى والدولة!
على الجانب الآخر كان «تيار الاستقلال» يعمل بقوة من اجل التعبير عن الموقف الوطنى فى مواجهة هذه الهجمة «الإرهابية» ففى حين هاجم خلوصى ثورة 30 يونيو أصدر تيار الاستقلال بيانا جاء فيه «التهنئة للشعب المصرى العظيم وجيشه البطل الأمين على حماية الشعب والدفاع عن اهدافه وآماله فى حياة حرة كريمة. فى نفس هذا التوقيت كان ماجد خلوصى يظهر على قنوات معادية لمصر ويعلن التبرع لقتلى الإخوان من مال النقابة وبحسب بلاغات مقدمة للنائب العام فقد انفق خلوصى مئات الآلاف على ضحايا العنف الإخوانى الذين أسماهم خلوصى «شهداء الشرعية»!
تيار الاستقلال الذى يضم عددا من الاسماء المشهود لها بالوطنية والنزاهة مثل المهندس خالد صلاح المهدى والمهندس اسامة شوقى والمهندس محمد الاشقر «المناضل الشهير فى حركة كفاية» وغيرهم يتابع ايضا – قبل الجمعية الطارئة فى 17 يناير الهادفة لسحب الثقة من مجلس خلوصى والمدعومة بالآف التوقيعات بلغت حتى الآن 30 ألف توقيع – يتزعمها المهندس طارق النبراوى الذى قال لـ«روزاليوسف»: الجمعية العمومية سوف تعقد بطريقة قانونية تماما بعد موافقة وزير الرى على عقدها طبقا للقانون وهى ليست عملا انتخابيا لأنها تهدف إلى شىء واحد تجمع حوله المهندسون فى شرق مصر وغربها وهو سحب الثقة من المجلس الإخوانى الحالى بعد تراكم الازمات فى النقابة على نحو غير مسبوق فضلا عن مشاهدة المهندسين لنقابتهم وهى تتحول إلى فرع لجماعة الإخوان تعقد فيها بصورة يومية اجتماعات «سياسية» تخرج منها بيانات تدعم بصورة غير عاقلة بالمرة العنف ضد الدولة تحت مسمى الدفاع عن الشرعية، يحدث هذا فى الوقت الذى تكاد تختفى فيه الخدمات النقابية وفى وقت يجمع فيه المهندسون على ان ثلاث سنوات تقريبا من عمر المجلس الإخوانى راكمت الازمات والمديونيات لدرجة ان هناك بلاغات عدة تتهم النقيب الإخوانى بتعمد إخفاء ميزانية النقابة لعامين متتاليين منها البلاغ رقم 11905 الذى اقامه «مرصد استقلال نقابة المهندسين» واختصم البلاغ ماجد خلوصى وعلى عبدالرحيم الأمين العام للنقابة وذلك طعنا على القرار السلبى بالامتناع عن الافصاح عن ميزانية النقابة لعام 2012 وموازنة النقابة لعام 2013 وكذلك تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات عن عام 2011 وطالب مقيمو الدعوى المحكمة بإنشاء نظام دورى للإفصاح عن ميزانية وموازنة النقابة لتمكين الاعضاء من الاطلاع عليها مع مراعاة ان تكون اتاحة هذه المعلومات بطريقة ملائمة مثل نشرها على الموقع الاليكترونى للنقابة، وأضاف النبراوى ان «تيار الاستقلال» و«تمرد المهندسين» أصدرا عدة بيانات لدعم الجيش المصرى حامى الدولة من خطر الإرهاب وكان هذا اتساقا مع الموقف الوطنى العام وليس لأهداف حزبية كما يفعل المجلس الإخوانى لدعم الباطل الإخوانى ومشروعه الإخوانى.
الدكتور حاتم صادق احد قيادات المهندسين الشباب وأحد المشاركين فى الدعوة للجمعية العمومية الطارئة قال لـ«روزاليوسف»: تحركنا جميعا كشباب وقوى حية من أجل إنقاذ النقابة وشرف لى أن أكون مع غيرى من المهندسين لكى نضع حدا لهذه المهزلة فى 17 يناير المقبل وكل المؤشرات تقول إن نجاح الجمعية فى فرض إرادة المهندسين سيفوق كل التوقعات بحيث لن يجىء 18 يناير إلا وماجد خلوصى خارج المشهد. صادق قال ايضا ان ماجد خلوصى كان بعيدا عن اى مساءلة فى عهد النائب العام الإخوانى السابق واليوم «آن أوان المحاسبة» بإرادة المهندسين انفسهم لأنه بالإضافة إلى جنوح المجلس الإخوانى إلى دعم جماعة خارج القانون فقد تجاهل المجلس تماما مطالب المهندسين واذكر أنى التقيت خلوصى فى 2012 من أجل عرض تصورات عن تأسيس شعبة لمهندسى الحريق فى النقابة الأمر الذى سيطور المهنة ويلحق مصر بركب الدول المتقدمة فى هذا المجال لم يكن الرجل مهتما بالمرة فقد كان ذهنه كله مشغولا فقط بدعم الإخوان داخل النقابة ودعم مرسى وعمل حفلات تكريم له.