الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تجديد شامل لـ«متحف الخنانى» وقاعات جديدة للعمل والعرض




من جديد عاد متحف الراحل زكريا الخنانى وقاعة د. عايدة عبد الكريم، كمنارة فنية للخزف والزجاج والنحت والحلى فى مصر، بعد تجديده وتطويره وإضافة جاليرى خاص بأعمال الفنانة عايدة عبد الكريم وببعض معروضات الدارسين الذين تعلموا فن الزجاج على يدها، وقاعة أخرى مستحدثة وتشتمل على قاعة للعروض الفنية التشكيلية المتغيرة والندوات، إلى جانب تجديد ورشة العمل الفنى وتجهيزها، علاوة على غرفة خاصة بالأفران لتجهيز الأعمال الفنية الخاصة بالمتحف، وتبلغ عدد الأعمال الفنية النحتية من خزف وزجاج وحلى أكثر من 100 عمل فني.

ويعد الخنانى وزوجته عبد الكريم رواد فن النحت الزجاجى فى مصر والعالم العربى على مدار عقود طويلة كما كانت له خبرة علمية وفنية فى تشكيل الزجاج والخزف والتعامل الحرارى معها ودور رائد فى الوقوف على التكنولوجيا المصرية القديمة فى عمل العجائن الخزفية المصرية الزرقاء وتشكيل الزجاج، وقد نشأ الفنان منذ الطفولة فى بيئة فنية إذ كان والده مفتشاً للآثار فى مصلحة الآثار وكان يصاحبه فى جولته بين المعابد والأماكن الأثرية فى الأقصر والكرنك والفيوم، وقد تأثر الخنانى كثيراً بالخزف والزجاج المصرى القديم وأعاد اكتشاف عجينة الزجاج من وحى التراث الفرعونى فكانت هذه العجينة ذات التقنية الفرعونية والتى استخدمها فى تشكيلات فنية بتصميمات معاصرة، ومع المزيد من التجارب توصل الخنانى إلى صياغة تحف زخرفية ممتلئة تمثل أشكالاً مختلفة من الكائنات الحية، وبعد ما كان الفنان يستوحى لون التركواز من التراث الفرعونى الذى كان اللون السائد الوحيد لأعماله الفنية أصبحت هناك ألوان أخرى شفافة مثل الأخضر والأزرق الداكن بدرجاتها المتعددة، كما قام الخنانى برصد مكافأة مالية سنوية لشباب الفنانين ضمن نشاط جمعية محبى الفنون الجميلة.

وقد أكد وزير الثقافة الدكتور صابر عرب الذى افتتح المتحف مؤخرا بعد تطويره وتحديثه، عرب أن متحف الخنانى غير تقليدي، وأن الخنانى وزوجته الفنانة عايدة عبد الكريم أحبوا فن الزجاج وكونا عالماً من الجمال والإبداع، وأصبح لهم تلامذة سواء من الجامعة أو الهواة الذين تعلموا فن الزجاج بشكل فنى واقتصادي، مشيرا إلى أن هذا المكان ليس مجرد متحف وإنما هو حالة مصرية مبدعة وجزء منها متواصل مع التاريخ المصرى القديم فى كثير من الأعمال الفنية، وهى محاكاة للنمودج المثالى للفن حيث يطوع الزجاج بكل أشكاله وألوانه وأطيافه ويخلق منه تحفا فنية جميلة ومبهرة من الزجاج، كما يقوم المتحف بتعليم عدد من رواده ممن ليس لديهم خبرة فن تشكيل الزجاج.

وتقول الفنانة عايدة بأنه قد تم انشاء هذا المنزل عام 1969 لكى يكون ورشة ومتحفا، وكان الخنانى يعمل ضابط مهندس فى الجيش وكان محبا للفن، مضيفة بأن بداية عملهم وانجازهم الحقيقى هو إعادة اكتشاف العجائن المصرية القديمة للخزف وأساليب صناعة الحلى المصرية القديمة والتى قد تم تطويرها بعد ذلك، وهى تشكل الجزء الاول والأساسى من المتحف، ويُعد هذا المتحف فريداً من نوعه فى الشرق الاوسط والوحيد فى مصر الذى يوجد معه مركز تعليم وتدريب وورش انتاجية تُغذى دائما المتحف والمعرض لكى يبقى هذا الفن الرفيع بصورة مستديمة، وقد تم ربطه بمعهد التربية الفنية بالزمالك.

وأضافت: المتحف يتكون من جزئين رئيسيين، جزء خاص بالفنان زكريا وهو متحف الزجاج ويشتمل على الأعمال الفنية فى كل مراحل أعماله وكذلك أعماله التجريبية فى صب الزجاج «العجائن الزجاجية»، ويعتبر هذا النوع من الفن فريداً من نوعه فى مصر وقد لاقى تقديرات عالمية ونال العديد من الجوائز وأغلب رواده من الأجانب ضمن رحلاتهم السياحية للأهرامات وسقارة، أما من جانب التدريب فكنا حريصين على استمرارية هذا الفن، ونقوم بتدريب الطلبة من أقسام الزجاج بكلية الفنون التطبيقية ومعهد التربية الفنية وكذلك الأطفال واستضافة فنانين وحرفيين من جمعيات أهلية آخرها من جنوب الصعيد.