الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الحمض» مأساة إنسانية على ضفاف «بحيرة قارون»




الفيوم - حسين فتحى

إلا أن الحمض وهو الاسم الذى أطلق عليها نتيجة ارتفاع نسبة الاملاح فى التربة مما أدى الى بوار آلاف الافدنة من الأراضى الزراعية بالقرية التى يعيش عليها نحو 1200 أسرة أغلبهم ممن يمتهنون حرفة الصيد من بحيرة قارون «هذه القرية تمثل أحد المآسى الإنسانية التى تناستها الحكومات السابقة» فلم نسمع من المحافظين أو رؤساء المدن المتعاقبين على مدينة إبشواى عن قرية «الحمض» فى أى وقت رغم أنها لا تبعد عن ابشواى سوى 7 كيلو مترات ليتجلى التجاهل والاهمال الحكومى لهؤلاء البسطاء فى أبهى صورها.

القرية مدخلها عبارة عن مدق يفصلها عن الأراضى الزراعية. سبل الحياة بها معدومة فلا يوجد بها مدارس سوى ما يسمى بالفصل الواحد أقيم أعلى مسجد ويستوعب 50 طفلا.

كما أنها لا تعرف المحال التجارية وحركة البيع والشراء فهناك «كوخ به بعض الحلوى وأكياس «الكراتيه» هومصدر السلع التى يشتريها الاهالى والاطفال.
ولاترى فى قرية «الحمض» سوى سيدات وجوههن كلحة من كثرة ما يحملونه من هموم وما أصابهن من أمراض. المنازل جمعيها أقيمت بطريقة عشوائية من البلوك ومسقوفة بالبوص وقطع الأشجار وشوارعها تكسوها الطين.

مأساة قرية الحمض نرويها فى السطور التالية:

محمود مفتاح «صياد» الذى يقيم فى كوخ مكون من حجرتين يقول: أنا وأسرتى المكونة من زوجتى و7 أطفال صغار وبحيرة قارون مورد رزقنا الوحيد ورغم ذلك تم وقف الصيد بها لمدة 3 شهور ولم نجد سوى التسول من أهل الخير خاصة أن الشريط الساحلى من الأراضى الزراعية لا يستوعب عمالة ويستولى عليه مجموعة من الأثرياء.

ويضيف إبراهيم صايم «صياد» إنه يعيش هووأسرته المكونة من 7 أفراد فى حجرة واحدة ووضع بها بوتاجاز وتليفزيون صغير من الأبيض والأسود الى جانب تربية الدجاج الذى يأكلون «بيضة» وليس لديهم مواشى بسبب عدم وجود أراض زراعية لتربيتها.

وطالب صايم من أجهزة الدولة بالنظر لقرية الحمض حتى لا تنتج متطرفين جددا مثلما حدث فى قرية «كحك» المجاورة فى بدايات التسعينيات من القرن الماضى.

ويتابع محمد رياض عبد العزيز قائلا إن الامطار الاخيرة غرقت منازلهم  لأن أغلبها «مسقوف» بالبوص والحطب الذى لا يمنع المطر وأن بعض فاعلى الخير قاموا بإحضار ألواح من الخشب لسقف بعض المنازل والبعض الآخر ينتظر الفرج.

إمبابى عبد العزيز 80 عاما يقول «عايز بيت لأطفالى الثلاث» قبل أن أموت.

وقال: إنه تزوج من فتاة صغيرة بعد وفاة زوجته ورزقه الله بثلاثة أطفال أكبرهم أحمد 10 سنوات وأعيش مع زوجتى وأولادى فى حجرة واحدة.

أما عيدة محمد جودة فبالرغم من أن عمرها لا يتجاوز الـ 50 عاما إلا أن ملامح وجها ينم عن أنها امرأة فى العقد السابع من العمر تطالب ببناء منزلها المكون من حجرة مسقوفة وحمام ليس له حوائط وحوش لتربية الدواجن.

وأضافت إنها تعيش فى هذا المنزل مع زوج ابنتها المريض والذى لا يقوى على العمل.

يلفت محمد الهوارى «فاعل خير» الى أن الحكومة تتجاهل هذه القرية ولا تعلم المحافظة عنها شيئا وأن وجبتهم الأساسية طوال اليوم وجبة الفول مؤكدا أنهم يعيشون عرايا ويشربون مياها ملوثة من الترع وأنه وأهل الخير قاموا بتوصيل المياه ل 20 منزلا وأن طلباتهم تتخلص فى كوب مياه نظيف وسرير بسيط ووجبات من الفول المدمس والعدس. كما أن هؤلاء لا يعرفون شيئا عن الوحدة الصحية ولا المدارس ولا وسائل المواصلات الآدمية.

ويؤكد أحمد عبد الحليم «رئيس احدى جمعيات تنمية المجتمع أن القرية يعيش بها نحو 1200 شخص وأن 286 منهم مصابون بمرض الفشل الكلوى نتيجة المياه الملوثة التى يتناولوها الى جانب ما تسببه الدواج التى تتغذى على المخلفات الآدمية نتيجة عدم وجود دورات مياه آدمية. وأن هؤلاء الفقراء يعيشون على مساعدات أهل الخير الذين يقومون ببناء منازل لهم وسقفها بالأخشاب بدلا من البوص. وأن هؤلاء ينامون على أرض ترتفع بها نسبة الأملاح وهوما يشكل خطورة على حياتهم وعلى أطفالهم الصغار.