الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية: غياب مصر والسعودية عن مؤتمر جنيف نتيجة تجاهل الدول الغربية




حوار شاهيناز عزام

أكد السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية.. أن غياب مصر والسعودية عن مؤتمر جنيف يعود إلى عدم اهتمام الدول الغربية بمنطقة الشرق الأوسط، فهى دول مجاورة لإيران، وأشار فى حواره لـ«روزاليوسف» إلى أنه بعد الاستفتاء على الدستور وإجراء انتخابات حرة نزيهة تحت إشراف دولى، ستعود العلاقات المصرية الأمريكية إلى سابق عهدها مرة أخرى.. وأنه لا يرجح من وجهة نظر دبلوماسية قطع العلاقات مع اى دولة خصوصا العربية إلا إذا ارتكبت شيئا يتجاوز نطاق الأعراف والتقاليد

■ ما دور المجلس فى تغيير صورة مصر بالخارج؟

- المجلس المصرى للشئون الخارجية أعطى صورة مشرفة لمصر فى سياستها الخارجية، فلسنا مجموعة احتجاجية وليست لنا اتجاهات معينة، بل نحن مجموعة لفهم ما يدور بالعالم وبحث كيفية الاستفادة منها لصالح مصر، فمثلا مؤتمر جنيف غابت عنه مصر والسعودية، مع أنهما أهم دولتين فى منطقة الشرق الأوسط، إذ لم تتم دعوتهما من قبل الدول المشاركة فى المؤتمر، إيران والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا ودول الاتحاد الأوروبى الذى انضم مؤخرا إلى اتفاقيات جنيف.

■ هل يعنى هذا حل أزمة إيران النووية؟

- اتفاق جنيف مبدئى.. وما زالت هناك مفاوضات، فـ«جنيف» يخاطب إيران، خصوصًا أنها لم تتخل عن حقها فى التخصيب وهو أمرمسموح به وفقا لمعاهدة منع انتشار النووى، فإيران حافظت ودافعت عن حقها تكنولوجيًا، ثانيا: إيران قامت بتخصيب اليوارنيوم لمستوى 20% وتخصيب اليورانيوم له هدفان، إما سلمى وإما حربى، ومن المفترض أن تكون النسبة من 3 إلى 5%، لنستخدم يوارنيوم فى مفاعلات، وتم الاتفاق على توقف ايران فى تخصيب اليورانيوم عند 20% فقط، أو خلطه مع نوعية أخرى من اليورانيوم حتى لا ترتفع النسبة عن المتفق عليه، لأن إيران تمتلك مفاعلًا آخر (إيراك) للمياه ثقيلة، ينتج وقودًا هو الطريق لصنع قنبلة نووية، ثالثا ايران بهذا الاتفاق تستطيع إعادة 7 بلايين دولار للبنوك الايرانية يفرج عنها حسب الاتفاق.

■ وكيف تقرأ غياب الدول العربية عن مؤتمر جنيف؟

- لابد من تعاون الدول الغربية وايران مع الدول العربية، وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية، بلا شك هناك اتصالات ثنائية بين دول الغرب وإيران، خصوصا أن المفاوضات أجريت فى سرية تامة، فلا بد للعالم أن يعى أن منطقة الشرق الأوسط بها دول مهمة يجب التشاور معها، فمصر لها ثقلها على المستوى الدولى، وهذا ليس تقصيرا من مصر والعرب، بل هو تجاهل من الدول الغربية التى حسمت الموضوع بـ 5+1، وهم أعضاء دائمون فى مجلس الامن + المانيا، وفى النهاية انضم الاتحاد الأوروبى، فهم يريدون حل مشكلة إيران بينها وبينهم.

■ هل يوجد تعاون بينكم وبين وزارة الخارجية؟

- نحن منظمة غير حكومية مهمتنا النقد، ولا نريد للخارجية أن تتدخل فى اشتباكات، كان لا بد من إشراك مصروالسعودية عندما تستأنف المفاوضات المقبلةس، وأتمنى مشاركة مصر والسعودية فى ظل خطوات اتفاق «جنيف 2» ومتابعته.

■ وماذا عن العلاقات المصرية الامريكية؟

- الأمور هدأت بين مصر والولايات المتحدة الامريكية، لكن بعض الأفراد فى الكونجرس مازالوا غير سعداء، وأعتقد أن مصر تجازوت هذه النقطة الآن، والعلاقات ستعود إلى ما كانت عليه من وفاق، خصوصا بعد الانتهاء من الدستور والاستفتاء عليه، لأنه فى رأيى دستور رائع خاصة مقدمة الدستور، التى تجد تأييدا دوليًا، وسيعرض للاستفتاء ثم تجرى انتخابات برلمانية ورئاسية، فمصر لديها الآن تأييد كبير من أمريكا والدول الأوروبية.

ففى زيارتى لأمريكا الأخيرة، خصوصًا مؤسسات الفكر والمجتمع المدنى، كانوا ينظرون إلى ثورة 30 يونيو على انها انقلاب وليست ثورة، وفى اعتقادهم أن الثورة التى ساندها الجيش تسمى لديهم «انقلابًا»، لكن ما حدث هو العكس، فالجيش استجاب لمطلب شعبى.

العلاقات ستعود لمجراها الطبيعى، وسيأتى سفير جديد من الولايات المتحدة الأمريكية لمصر، وسيجد ديمقراطية ودستورًا موافقين عليه من قبل الشعب المصرى، وانتخابات جيدة تحت رقابة دولية، وتنافسًا عبر انتخابات على منصب رئيس مصر.

■ ما تفسيرك لعودة (آن باترسون) لبلادها بناء على قرار الخارجية الامريكية بعد ما تردد عن تورطها مع الإخوان وافتعال مشكلات بمصر؟

- السفيرة لم تكن موفقة، وفى ضوء ما حدث بمصر، أرسلت تقارير وقرأتها بصورة خطأ وتوقعت أحداثًا معينة.. فثبت أنها لم تكن على مستوى عالٍ، لذلك عادت لبلادها.

■ وماذا عن العلاقات المصرية التركية بعد طرد سفيرها بمصر وعودة سفيرنا؟

- لا أعتقد أن مصر ستقطع علاقاتها مع تركيا، بل ستكتفى فقط بعدم عودة السفير المصرى لأنقرة مرة أخرى، ولن تتطور إلى أكثر من هذا، إلا إذا صعد الأتراك من جانبهم وارتكبوا شيئًا يتنافى مع كل الأعراف، وهذا إجراء كاف، فرجب أردوغان رئيس الوزراء يعلم أن الجيش التركى قوى وحكومته استطاعت أن تحد من نفوذه، وسيطر عليه الخوف إزاء ما حدث بمصر من ثورة 30 يونيو، من أن يتكرر بتركيا.

■ كيف تصف علاقتنا بإثيوبيا حاليا فى ظل اجتماعات دول حوض النيل؟

- لم نحضر اجتماعات «حوض النيل»، والسبب سياسى بالطبع، لكن كان هناك وفد من إثيوبيا حضر إلى المجلس المصرى للشون الخارجية، وأجرينا معه محادثات، لكن إثيوبيا مستمرة فى مشروعها ونحن مستمرون فى مطالبنا بدراسة مشروعهم: هل نحتاجه فعلا، وما فائدته لمصر، فالقضية لم تحسم بعد، وهناك شد وجذب ومفاوضات، ولا أعتقد أن مصر ستقطع علاقاتها مع إثيوبيا، فالتوصل لاتفاق لن يتم بجلسة واحدة، بل بعدة جلسات مع الجانب الإثيوبى، وأرى ان على مصر الاستمرار فى المحادثات مع إثيوبيا وألا تقطع الود، فهم يبحثون عن مصلحتهم مثلنا عندما بنينا السد العالى رغم أنف أمريكا، لكن علينا ألا نتساهل فى موضوع سد النهضة، ولكن نترك باب التفاوض مفتوحًا لأن المشروع ضخم ويحتاج منا مجهودًا أكبر خصوصا إذا شاركنا فيه على أن بالمواصفات السليمة والآمنة، فلسنا نملك مولدات كهرباء كافية، وهناك مشروع نهر الكونغو الذى وفر لمصر كهرباء، فأنا أؤيد أى تعاون إقليمى مع الأفارقة والحفاظ على العلاقات الطيبة معهم، أما عن وجود تدخل لإسرائيل فى هذا السد فأنا لا أعلم.

■ لماذا بدأ إنشاء سد النهضة فى عهد الرئيس المعزول مرسى؟

- مشروع السد موجود منذ زمن، وليست له علاقة بالحكم الإخوانى.

■ ماذا عن العلاقات المصرية القطرية؟

- العلاقات المصرية القطرية باردة حاليا، ويهمنى كدبلوماسى مصرى وجود علاقات طيبة مع دول عربية وإفريقية، ولا أريد لعلاقتنا مع قطر أن تتوتر لأنها دولة عربية، ومهما فعلت قطر فلن تؤثر على دولة عريقة وقديمة مثل مصر، وكنت فى قطر منذ شهرين بدعوة من جامعة جورج تاون الأمريكية التى افتتحت فرعًا لها بقطر.

وعن التمثيل الدبلوماسى، فهناك سفير مصرى ما زال بقطر رغم توتر العلاقات بين البلدين، وهو يبذل مجهودًا كبيرًا لاحتواء أى أزمة، ولا أرجح قطع علاقاتنا مع أى دولة عربية.

■ ماذا عن المظاهرات الدائمة أمام أى سفارة بمصر؟

- ظاهرة دولية فى كل دول العالم، فكنت سفيرا بلندن ورأيت مظاهرات حول السفارة، والمتظاهرون يحصلون على تصاريح بالتظاهر من سلطات محلية.. فهى حرية مكفولة للجميع.

■ هل تؤيد رئيسًا عسكريًا أم مدنيًا؟

- إذا جاء رئيس عسكرى أو مدنى، فليست هناك مشكلة، فلو أعلن الفريق السيسى ترشحه كمواطن مصرى فهذا حقه، فالرئيس الأمريكى (أيزنهاور) كان رئيس القوات الامريكية، وهزم ألمانيا واليابان، ثم انتخب رئيسا لأمريكا، ولم ينتخبه شعبه لأنه عسكرى، بل لأنه شخص قيادى أنقذ العالم بالتخلص من النازية وأهوالها، ولو أن السيسى انتخب.. فهو رجل وقف فى محنة واستطاع أن يدافع عن شعبه.. والغرب حاليا متهم بالدستور المصرى.

■ وماذا عن اعتراض كاترين آشتون على قانون تظاهر؟

- أطالبها بالعودة لقانون التظاهر.. ومقارنته بقانون الاتحاد الاوروبى، فهل بلادها تسمح باستخدام أسلحة وقنابل مولوتوف أثناء التظاهر، عليها أن تعيد قراءة الدستور المصرى الجديد لأن القانون التظاهر سلمى وفقا لمعايير محددة.

■ لماذا يستمع الأمريكان للإخوان؟

- ينظرون إليهم كجهة معارضة، والاهتمام بها كمعارضة قوية للنظام، ويحرصون على نمو علاقاتهم معهم.

■ ما دوركم الدبلوماسى بعد سقوط المعزول؟

- كدبلوماسيين.. تحركنا وأرسلنا بحكم اتفاقيات التعاون مع جميع منظمات المجتمع المدنى فى العالم وشرحنا لهم الوضع فذهبنا إلى لندن بوفد شعبى وإلى واشنطن بقيادة السفير عبد الرؤوف الريدى، وقابلنا مجموعة من أعضاء الكونجرس منهم (البلاك كوكس) مندوبو السود، وهم يمثلون القطاع الإفريقى فى الكونجرس وشرحنا لهم الاوضاع وألقينا محاضرات فى معهد (شاتم هاوس) وهو معهد ملكى لدراسات دولية، وفى مصر دعونا مجموعة من سفراء الدول الغربية فى مصر، 15 سفيرًا مثل إيطاليا وأمريكا وفرنسا أيرلندا اليونان وقبرص، وفى النادى الدبلوماسى مجموعة إفريقية واسيوية وأوروبية، وعلى وشك أن ندعو الدول العربية وأمريكا اللاتينية وعند وضع الدستور بقيادة (عمروموسى) فإن المجلس المصرى للشئون الخارجية قام بدعوة سفراء 150 دولة من مختلف دول العالم إلى (ندوة الدستور المصرى الجديد).

■ هل ما زال هناك سفراء ينتمون للفكر الإخوانى بالخارجية؟

- فى وزارة الخارجية كان رئيس ديوان مرسى حفيد رفاعة الطهطاوى، فهو كان عضوًا إخوانيًا ولم نكن نعلم أنه ينتمى للفكر الإخوانى، رغم انه دبلوماسى جيد، فالخارجية بها رأسماليون ويساريون أو اشتراكيون وإخوان.. المهم أن ما يجمعهم هو حبهم للوطن.