الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عنف الإخوان




اندهشت جدا عندما وجدت الطالبات من جامعة الأزهر وبقية الجامعات ممن ينتمين لجماعة الإخوان المسلمين وهن يقمن بالاعتداء على أساتذة الأزهر الشريف بالضرب والعض والسب والشتم مثلما حدث مع الدكتورة مهجة غالب عميدة كلية الدراسات الإسلامية بالجامعة بالاعتداء عليها أربع مرات وتحطيم باب مكتبها وتكسير النوافذ بالإضافة إلى قطع طريق الشوارع الرئيسية بتهمة أنها عضوة فى لجنة الخمسين التى تعد دستور الكُفر على حسب وصفهن، وقلت لنفسى «دول طالبات أم بلطجيات»، وهل سيكون هذا نموذج المرأة فى المستقبل، وماذا ستفعل مع زوجها إذا اختلفت معه حول شئون المنزل وتربية الأولاد أو مصاريف الأسرة؟ هل ستقوم بضربه مثلما فعلت وهى طالبة وهل هؤلاء البنات اكتسبن حصانة بعد قرار المحكمة بتبرئة بنات الإسكندرية المعروفات بحركة «سبعة الصبح»، برغم اعتراضى على الحكم الأول بأنه كان عنيفا بعض الشىء، الأمر الذى اكسبهن وأكسب الجماعة تعاطفا بعض الشىء؟ وسألت نفسى لماذا تعطى البنت أو المرأة حصانة  بالرغم من أن المولى عز وجل ساوى بين الرجل والمرأة فى العقوبات بالقرآن الكريم، فلم يقل المولى عز وجل مثلا إن الرجل يعاقب إذا سرق أو زنى أو اعتدى على أحد ولا تعاقب المرأة، فإن المولى عز وجل عادل فقد ساوى بين الرجل والمرأة فى كل شىء.. ومن المفترض أن تكون  البنت أو المرأة ضعيفة جميلة أنثى إلا أن عنف المرأة هو أشد وأقسى وقد تكون المرأة جرائمها أقل ولكنها أكثر عنفا وهى بطبعها سليطة اللسان.. عنيدة.. عصبية.. عنيفة فى رد الفعل وكانت البداية الحقيقية للاهتمام بعنف المرأة وجرائم النساء فى عام 1906 عندما صدر كتابان الأول: العالم فرنسى بعنوان «المرأة المجرمة»، والثانى: لعالم إيطالى بعنوان «المرأة المجرمة والعاهرة»، ويرى العلماء أن عنف الرجل قد يرجع فى بعض الأحيان للضغوط التى يتعرضن لها، فهو المسئول عن توفير النفقات لأسرته.. ولكن يبدو أنه كلما ازداد احتكاك المرأة بالمجتمع كلما زاد عنفها.

عدت لاسأل نفسى هل اعتداء الطالبات على أساتذتهن من أخلاق الإسلام، ثم كيف ترك الأهالى بناتهن ليفعلن ذلك؟ بالتأكيد إن الأهالى من جماعة الإخوان وأنهم الذين يحرضون على ذلك ويعتبرونه جهادا ضد دولة الكُفر والعلمانية.. والدليل أن الإخوان يدفعون بزوجاتهم فى المظاهرات كدروع بشرية، كما أنه كان لهن دور بارز فى اعتصامى رابعة والنهضة.

الغريب أن جماعة الإخوان باستخدامها للفساد تخالف تعاليم مؤسسها حسن البنا والذى قال فى كتابه «الرسائل» علموا المرأة ما هى فى حاجة إليه بحكم مهنتها ووظيفتها التى خلقت لها وهى إدارة المنزل ورعاية الأطفال.. إلا أنه فى نفس الوقت يباح خروج المرأة فى الحالات الملحة وحمل السلاح بدليل أن أول مشاركة سياسية لنساء الإخوان كانت فى عام 1944 بإنشاء جمعية تنفيذية للأخوات المسلمات.. إلا أن الدور الحقيقى لهن بدأ فى عام 2000 عندما وافق مكتب الإرشاد على ترشيح جيهان الخلفاوى لعضوية مجلس الشعب فى الإسكندرية تلبية لطموحهن بعد تحفظ مكتب الإرشاد لفترة طويلة على عمل زوجاتهن فى السياسة، ثم زاد عدد المترشحات فى عام 2005 وبعد ثورة يناير بلغ عدد المترشحات منهن 115 امرأة فى انتخابات مجلس الشعب برغم أن اللاتى نجحن 6 فقط.. كما زاد دورهن فى تحريض النساء خاصة فى المناطق النائية والشعبية والقرى والكفور للتصويت لجماعة الإخوان خاصة فى الانتخابات الرئاسية.. إن ما يحدث الآن هو جزء من الانفلات الأخلاقى الذى يسود المجتمع منذ ثلاث سنوات بعد ثورة يناير التى كانت نكبة على مصر، أظهرت أسوأ ما فى الشعب من بلطجة وفوضى وعنف وكل واحد عايز يجيب حقه بذراعه وبنفسه متخطيا ومتجاوزا شيئا اسمه القانون مستغلين غياب أو ضعف الشرطة.. فبالرغم أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى نجح فى إفساد مخطط الجماعة بتقسيم مصر فاللأسف فإنهم نجحوا فى تقسيمها نفسيا واجتماعيا وتحتاج لسنوات طويلة لعلاج ذلك.