السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«جزيرة».. التليفزيون المصرى!




كتب: محمود الشربينى


-قبل ان تقرأ:يبدو ان خصومة الدوله مع احمد فؤاد نجم ستمتد حتى وهو فى القبر! اعتقله «ناصر» مع ان نجم اعتبره زعيما عظيما,وعاقبه السادات بعد ان قشل فى استقطابه عن طريق الراحل لطفى الخولي، فقداستن قانونا على مقاسه ليخرسه بموجبه ,وهو قانون «العيب»،وفى عهد مبارك ظلت اشعاره ممنوعه من «مصافحة «المصريين عبر وسائل الاعلام الرسميه، الى ان كسر عادل حموده الحصار فنشر مذكرات «الفاجومي»فى جزئها الاول(قبل ان يختلفا بسبب قبول النجم جائزة ساويرس!) وبعد ذلك اصبح ضيفا على الفضائيات الخاصه، اما فى عهد مرسى فلم يكن الاخوان يطلقون عليه اسما سوى «الحشاش»..حتىابنته نواره ينادونها ب»بنت الحشاش»!(خسئتم) وقد تخيلت ان الحال سيتغير فى عهد الرئيس عدلى منصور والمفاجاه انه لم يحدث!!!
-كل هذا التجاهل والرفض والخصومه مع احمد فؤاد نجم من جانب الدوله ؟ كل هذه العداوه اللدوده مع ثائر شريف امتعنا وحرك مشاعرنا وهز ضمائرنا واشعل وطنيتنا وشارك فى انفجارنا فى ثورتى يناير ويونيو؟! كل هذا التجاهل ل»نجم» اضاء حياتنا الابداعيه باشعاره الثائره، فيذهب مجردا من اى تكريم رسمى يوازى هذا التكريم الشعبى المذهل ، ولاحتى وسام اخير من الرئيس عدلى يكون علما مصريا خاصا يوارى به الثرى بديلا عن تلك « الكوفرته» التى لف المشيعون بها جسده النحيل, وكانه مجرد عابر سبيل- مع احترامى- فى حياة مصر!

- سيادة الرئيس من الذى اشار عليك بتجاهل منح نجم هذا الوسام الذى يستحقه بجداره؟ الم يكن اجدر بمؤسسة الرئاسه ان تضم اسمه-واسم الكتيبه التى اقضت مضاجع «الاخوان المفسدون المجرمون»والتى تضم الابنودى ووحيد حامد وفاروق جويدة- الى قائمة المبدعين الذين منحوا وسام العلوم والفنون وكان ممكنا ان يشمله التكريم، ولو حجب هذه المره عن المبدع سيد حجاب او حجازى لكونهما على قيد الحياه (امد الله فى عمرهما)كما ان «حجاب» هو صاحب ديباجة مشروع الدستور الجديد وهو تكريم حقيقى لمبدع من وزنه ، لكن رحيل نجم-فى تقديرى -يجعله احق اليوم بالتكريم من غيره!

- استأت فى الحقيقة من تجاهل»نجم»على هذا النحو «المفجع» بل لعلى اراه»موتا» ثانيًا له لكن من نوع آخر- ولا اقول «اغتيالا» تقديرًا لقاضينا الجليل الذى يعتلى سدة رئاسة مصر اليوم-بل ربما كان الاغتيال الحقيقى له، وربما عن عمد هذه المرة، هو من «التليفزيون المصري»،الذى لم يرق ابدا لمستوى حدث جلل كرحيل»نجم»..فلم ينعه بما يليق،ولم يودعه بما يستحق،ولم يتذكره بما ينبغي..وهى مصيبه لاتقل عن مصيبتنا فى هذا الجهاز الخطير الذى «يتوارى» و»يختبيء» خلف مبناه العريق،هربامن منازلة «جزيرة قطر»،فى ميدان الاعلام المحترف،بل انه تحول - بكل الم-الى «جزيره منعزله» عن باقي»مدن وحصون الاعلام المرئى والمسموع.

-      نقلت رؤيتى تلك الى اربعة اعلاميين منهم رئيس تحرير حالى واخر سابق وثالث اعلامى ومقدم برنامج فضائى معروف ورابع كنت انتقد عدم حياد محطته (بى بى سى العربيه)-على عراقتها ومهنيتهاالشهيره- فى تعاطيها مع الشان المصرى وانحيازها - وكان سافرا فى فتره سابقه حتى تغيرت»النبره»مؤخرا!وعرج بنا دفاعه المستميت عن محطته الى طرح السؤال عن تليفزيون بلدنا فقد كنا جميعا مصريين، وهنا اتفقنا معا على افتقار هذا الجهاز الخطير لكل مقومات ألاعلام الناجح عموما،وبصفه خاصه فى مواجهة «المحترفين» فى الاعلام - والكذب والتزييف ايضا فى الحقيقة!

-  تخيلوا ان «الاخوان» يملاون الدنيا صراخا وغضبا وحرائق وتفجيرا وقتلا وتظاهرا وضربا وسحلا وفجرا فى الحقيقه..وكلها جرائم تبررها «جزيرة قطر» وتبحث لها عن سبب وغطاء لجعلها «غضبا مشروعًا بل وسلميا(...) وتكرس نفسها كل يوم لاصدار برامج جديده واستضافة شخصيات تسعى للنيل من «فريق ..السيسي» بدءًا بالرئيس وليس انتهاء باعضاء لجنة الخمسين، ومع هذا لاتزال»جزيرتنا»المعروفه بالتليفزيون المصرى تقبع خلف الاسوار، تاركة شخصا ك «يحى حامد» وزير الاستثمار السابق يزعم ان الوزاره بها ١٦٨شركه يراسها «عسكريون»، تدر دخلا سنويا قدره ٦٨ مليار جنيه ولاتحصل منها الدوله الاعلى مليار فقط ! ويزعم كذلك ان»المحاجر» تدر دخلا سنويا يبلغ ١٥ مليارًا ويحتكرها الجيش ولايدخل للدوله منها شيء! ويزعم كذلك ان الدوله شقت طريق مصر إسكندرية الصحراوى على نفقتها فاستولى الجيش عليه لمدة ٥٠ سنه! وبينما يزعم يحى حامد هذه المزاعم ياتى سيف(سكين!) عبد الفتاح ليدعى بماهو اسوأ فيقول: ان المؤسسه العسكريه لديها نيه لعدم وصول رئيس مدنى لمصر منذ ٢٥ يناير، وان الدستور الجديد هدفه تحصين وزير الدفاع الفريق اول السيسى,وان الرئيس»المعزول» كان يرى ان هناك ٥ موسسات فى مصر هى : الفساد والجيش والشرطه والقضاء والاعلام!

-      بعد ان قرات: هل استمعت دكتوره دريه لهذه المزاعم ؟ هل فكر مخرج او مذيع لديها فى مهاتفة وزير الاستثمار الحالي- الضيف الدائم على الفضائيات الخاصه- ليرد على مزاعم حامد -التى  ان صحت فهى كارثه- ويكشف حقيقة سيطرة الجيش على موارد شركات الاستثمار والمحاجر,وكيف استولى الجيش على «الصحراوى»؟ وهل فكر احد فى اجراء محاكمه تليفزيونيه ل(سكين) عبد الفتاح ليساله اذا كان رئيسه المعزول يرى ان الفساد طال ٥ مؤسسات فلماذا تركها على فسادها دون اجتثاث فسادها هذا، بدلا من ان يقوم بالتنكيل بها وهدمها اذا خالفته كمافعل مع القضاء، او يشهر بها بلا ضابط اورابط اووازع من ضمير كمافعل مع الاعلام؟او يحاول شراء ولائها بامتداحها احيانًا كما فعل مع قادة الجيش والشرطه(قبل عزله) ومعلنا  تقديره لدورهما فى حماية مصر,الى حد اطاحة صحفيين حاولوا «هدم قلاع الفساد» كالمشير طنطاوى قاهر الثوره المصرية؟الم اقل لكم ان تليفزيون مصر هو مجرد»جزيرة».. لكنها منعزلة عن الواقع مثلما اضحت» الجزيرة «مجرد تليفزيون قطرى للاكاذيب المستمره لافشال الثورة!