الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عفواً الفريق أول السيسى!




كتبت- فى هذه المساحة قبل 20 يوما مقالا بعنوان «دستور الفنكوش»، تحدثت فيه عن الغموض الذى يحيط أعمال لجنة «الخمسين» قبل إقرارها للدستور الجديد وعن اطماع أعضائها للفوز بأكبر قدر من المكاسب سواء فى الدوائر الانتخابية أو الحقائب الوزارية، إلا أن النتاج النهائى لأعمال «الخمسين» اشعرنا جميعا بـ«الانبهار» إذ بد واضحا أن أعضاء اللجنة اتفقوا فى النهاية على تغليب مصلحة الوطن على أى اعتبار آخر، لنجد بين أيدينا دستورا يهدف إلى وضع مصر على أعتاب مرحلة جديدة من الديمقراطية الحقيقية.

 وبقدر ما يستحق الدستور الجديد لكلمة «نعم» من المصريين، تستحق أيضا اللجنة التى انجبته من رحمها الشكر والتقدير، لا سيما مع كشف النتاج النهائى عن حسم جميع نقاط المنافع الخفية ومنها الغاء مجلس الشورى رغم اعتراض عمرو موسى رئيس اللجنة شخصيا على ذلك وسعى السيد البدوى رئيس حزب الوفد بكل ما اوتى من قوة سياسية وإعلامية للحفاظ على النظام النيابى المزودج، الذى يضمن للأحزاب وجودا فى الساحة البرلمانية، فضلا عن غل يد أعضاء اللجنة عن وضع صيغة للنظام الانتخابى ومنح صلاحية تحديده للرئيس فقط، مما أجل حسم آمال بعض غير قليل منهم للتسلق إلى البرلمان عبر «القائمة النسبية»، ناهيك عن الغاء نسبة العمال والفلاحين والابقاء عليها فى المجالس المحلية فقط، الأمر الذى اضاع أيضا مجهود عدد من أعضاء اللجنة بذلوا كل ما فى وسعهم للابقاء على هذه «النسبة» بعد أن اقلموا أنفسهم على خوض الانتخابات بصفة «عامل» أو «فلاح» حتى يضمنوا الجلوس تحت القبة بالبعد عن منافسيهم من حتيان «الفئات».

 الدستور الذى سيذهب المصريون للاستفتاء عليه يومى 14 و15 يناير المقبل، يستحق أيضا من الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع أن يخرج إلى الشعب قبل هذا الموعد للحشد من أجل إقراره، وحتى يترسخ فى عقول أبناء هذا الوطن أن تحركاتهم لانجاح ذلك العقد الاجتماعى الجديد هى ثورة جديدة ضد الإخوان الذين سيحاربون للنفس الأخير لعرقلة خارطة الطريق بكل الطرق.

 «السيسي» مطالب كذلك بأن يحسم موقفه سريعا من خوض الانتخابات الرئاسية وألا ينتظر نتيجة الاستفتاء حتى يصرح بنواياه تجاه «كرسى الحكم»، فإذا كان قطاع من الشعب سيخرج إلى الاستفتاء كيدا فى الإخوان نحتاج أيضا إلى خروج قطاع ثان «غير قليل» يرى من الفريق مخلصا لهذا الوطن من كيد الإخوان.