الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إلى المستقبل.. أنظر «2» ـ حكومة عاجزة وقليلة الحيلة




مع كل ميلاد ليوم جديد.. تثبت لنا حكومة الدكتور الببلاوى أنها ليست حكومة عواجيز لديهم الخبرة والحكمة لإدارة شئون الوطن.. وإنما هى حكومة العجزة وقليلى الحيلة الذين يفتقدون القدرة على التفكير العلمى الإبداعى لمواجهة المشكلات.

والأمثلة عديدة.. مثلا بعدة ثورة 30 يونيو وعزل محمد مرسى وعصابته.. ووضعهم فى السجون لمحاسبتهم على الجرائم التى ارتكبوها فى حق الوطن.. هددت قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بنشر الفوضى وترويع المواطنين.. والانتقام من الوطن.. وبدأت أولى موجات الفوضى بالمظاهرات.. نعم كانت ومازالت هزيلة.. ولكنها تصنع صورة مزيفة على أن المشهد السياسى مرتبك.. والأوضاع غير مستقرة.. وبدأت التظاهرات على استحياء فى بعض الجامعات.. فما كان من الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالى ـ الثورى الذى نُكن له كل تقدير - سوى رفض دخول الأمن الجامعات؟! ولكن لم يقل لنا ما البديل وما حل المشكلة؟ وصمت رئيس الوزراء ثم فجأة الحل جاهز وسهل «قانون تنظيم التظاهرات» هكذا بكل بساطة.. وكان قانونهم الذى أصدروه على عجل ولم يأخذ حقه فى نقاش مجتمعى.. هو البنزين الذى أشعل التظاهرات.. المشكلة مظاهرة امنع المظاهرة.. متناسين أن هناك تغييرا حدث فى المجتمع بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو وأن المجتمع فى حالة فوران ثورى وأنه دفع ثمنا من أبنائه وأمنه واقتصاده وأنه يطالب باستحقاق ثورى ومطالبات شعبية.. للأسف الحكومة لم تفكر فى حل حقيقى بعيدا عن الحلول الموروثة من النظام البائد.. خصوصا وزير التعليم العالى.. لماذا لا يقدم حلولا مبتكرة؟! لو قرأ معاليه عن أسباب إرسال بعثات الدراسية التى أرسلها محمد على إلى أوروبا ليبنى مصر الحديثة ويكسب شباب مصر فى صفه ضد المماليك.. ماذا لو استفاد من عبقرية هذا الرجل.

ماذا يحدث لو أصدر وزير التعليم العالى قراراً بإرسال الخمسين الأوائل فى كل كلية من جامعات مصر إلى الخارج فى بعثات تعليمية على نفقة الدولة.. والسؤال هنا هل كان الطلبة سيتظاهرون.. أم كانوا سينكبون على تحصيل دروسهم ويتنافسون فى سبيل الفوز بهذه المنحة؟! وما ستصرفه الدولة على هؤلاء الطلبة كان سيعود بالتأكيد بالنفع على المجتمع من خلال علمهم الذى سيعودون به.

وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: ومن أين للدولة بهذه الأموال وكيف يتم تدبيرها؟!

بالتأكيد الاستقرار سوف يأتى بالسياحة ويدفع عجلة الإنتاج والعوائد ستكون كافية وزيادة للصرف على ضعف هذا العدد.

وأيضا يكون هناك مشروع قومى هو الاستثمار فى العقول فى العلم.

معالى رئيس الوزراء هل تعلم حكومتكم لماذا يتظاهر الطلبة ولماذا لا يحرصون على العلم؟! الأمر غاية فى البساطة يا سيدى.. إنهم بعد تخرجهم ينضمون إلى طابور العاطلين «طابور البطالة القاتل» ويظل الخريج فى منزله ينتظر سنوات حتى يحصل على فرصة عمل.. هذا إن وجد واسطة.. وأسألك كم من معارفك وأصدقائك سألك عن وظيفة مناسبة لابنه؟!

الأمر الثانى الذى يؤكد عجز الحكومة وعدم قدرتها على التفكير أن أكبر أزمة تواجهها الحكومة الآن هى البطالة، وبالرغم من أن هذه الحكومة تتفرج وتقف مكتوفة الأيدى لا تفكر.. وكأنه قدرنا.. أن يكون شعبنا شابا وفى نفس الوقت عاطل.. ليصبح أرض خصبة لجميع الأفكار الهدامة.. ثم نسأل لماذا يفعل الشباب هذا؟! لماذا يلقى بنفسه إلى التهلكة؟ إنهم عاطلون.. معطلون رغما عنهم.

الحل بسيط جداً جداً: ماذا لو قامت الحكومة بتمليك كل خريج خمسة أفدنة والأراضى المستصلحة كثيرة فى توشكى وشرق العوينات وغيرها.. هل سيرفض الخريجون تملك الأرض وزراعتها؟! أشك فى هذا.. إنه حلمهم.. وإذا كان الأمر كذلك فمن الممكن أن يكون أمر تكليف للخريج بتملك الأرض وزراعتها وسداد ثمنها على فترات زمنية طويلة وعمل شركات مساهمة من الخريجين أنفسهم لشراء مستلزمات الزراعة والاستصلاح.. وسوف تجد بينهم جميع التخصصات.. لماذا لا يكون هذا مشروعا قوميا ويكون شعاره «من لا يملك قوته لا يملك حريته» بعد أن يعمل الشباب وينتج ويتذوق حلاوة العمل والمكسب والانتاج.. هل سوف تجدون شبابا يتظاهر.. أو حتى يؤمن بالأفكار الهدامة؟

معالى رئيس الوزراء.. إذا شعر المواطن بانضباط المرور سوف ينضبط.. وبالمناسبة أين المحليات فى فكر الحكومة.. أين الأحياء ورؤساؤها وموظفوها وعمالها ماذا يفعلون الآن.. لو شعر المواطن بأن الأحياء تعمل وتقوم برصف الشوارع وانارتها وأيضا تقديم خدمات حقيقية للمواطنين.. أكيد سوف يشعر الشعب بالحكومة سوف يقف إلى جانبها بدلا من السلبية التى قد تسيطر على البعض أو ما نسميه «حزب الكنبة» الحكومة فى حاجة لتفعيل العقل.. وبلغة الشارع تشغيل المخ.. وتقفز أمامى عبارة أسمعها على المقهى الذى أجلس عليه فى حى المطربة الشعبى يتداولها أبناء البلد «ده مخ مش مهلبية» لكن الحكومة تتعامل مع مخها على أنه مهلبية.. بل هبطت به إلى مستوى «البرطوشة».

يا حكومة قليلة الحيلة شوية تشغيل مخ.. الوقت يمر.. والخطر يرصدنا شرقا وشمالا.. وجنوبا.. وغربا.. كفاكم مضيعة للوقت.. حتى لا نندم جميعا وقت لا يفيد الندم.