عادل ثابت يشدو بألوانه مع «أم كلثوم وأهل المغنى»
روزاليوسف اليومية
كتبت - سوزى شكرى
عادل ثابت فنان تشكيلى أخذ على عاتقه طوال مشواره الفنى مهمة الحافظ على الهوية المصرية وأصالتها، فلم تخل معارضة من موضوعات حياتية شعبية، الفلاحين والفلاحات والريف والأزقة وألعاب الأطفال الشعبية، بائعين الاحياء الشعبية، جماليات العادات والتقاليد الموروثة، نصوص إنسانية لحكايات شكلها الزمن والتاريخ، ذكريات زمن المغنى والطرب الأصيل.
فكلما شعر بالضيق من هذا الزمن وما يحدث فيها على الساحة الفنية، يحضره حالة الحنين إلى الماضى «نوستالجيا» يعادوا الاتصال بزمن الفن الجميل ويسمع روائع كوكب الشرق أم كلثوم فات الميعاد، وجددت حبك ليه، انت عمرى، الحب كله، ويشدوا تشكيليا بوجه وملامح ام كثلوم واهل المغنى والطرب أمثال محمد عبدالمطلب وعازفين العود والقانون، بدرجات الوان صريحة صارخة وقوية مضيئة لامعة وضربات فرشاة حاسمة تحمل مضمونا فلسفيا وهى أن صاحب مقولة أن «الماضى ينتهى بزوال زمنه» مقولة خاطئة، لأن الماضى الجميل يعيش معنا ولن ينتهى بنهايتنا، وبتقنية خاصة تميز وانفرد بها الفنان هى أسلوب تحضير اللوحات واستخدمه للألوان الصريحة القوية، من حيث تحضر اللوحات استخدم تقنية تشكل طبقات على مسطح اللوحة، هذه الطبقات تمثل مضمون مرور الزمن، ومن هذه الطبقات يرسل الفنان رسالة غير معتادة، رسالة من الماضى إلى الحاضر وليس رسالة من الحاضر إلى الماضى، رسالة كتب فيها الفنان باللون والعناصر والموضوع دعوة للجميع المصريين للحافظ على الهوية المصرية والأصالة ومهما حملت لنا المعاصرة من أشياء فهى أشياء زائلة ولا يدوم غير الأصالة.
عرض لوحات تصويرية زيتية تحمل اسماء اغنيات ام كلثوم عرضها «ثابت» فى معرضه تحت عنوان «أم كلثوم وأهل المغنى» بقاعة ارت كورنر للفنون، ويضم المعرض 41 لوحة تصويرية زيتية، تصدر المعرض مجموعه لوحات «لأم كلثوم» تشدوا بشجن وهى رافعة الرأس واقفاً واقفة تحدى للزمن تمسك بمنديلها المميز، تلك المنديل الذى لم يتحول إلى اطلالاً بغيابها، بل ظل ينتظرها تأخذ به وتشدوا اول كل شهر ليلة خميس، كما كان ينتظرها جمهور من طوائف الشعب المصرى والعالم العربى كله، ابتعد الفنان عن الالوان القاتمة او الدرامية واستخدم كما كبيرا من الألوان الصاخبة المضيئة على ملابس وملامح «ام كلثوم « فى اللوحة هذه الألوان تحمل صفة البهجة والحيوية والصفاء والبقاء والحياة، واستمرارية تأثير اللون على العين هية تلك القيمة الفكرية والفلسفية التى أكدها الفنان ان بوجود الألوان المضيئة الأصفر والأحمر والأزرق الأخضر تعنى ان كوكب الشرق لم ترحل، ومن الألوان الصارخة انبعث نداء من الفنان إلى كوكب الشرق ان مصر لا تنساها ولا تنسى لها أدوار قومية قامت بها على حد قول الفنان عادل ثابت.
كما عرض مجموعة لوحات أخرى تحمل عناوين سبوع الطفل، وطيرى يا طيارة تعبر عن الطيارة الورقية التى كانت من أهم لعب الاطفال، عازف الناى، رقصة التحطيب، رقصة الخيل، وأهل الطرب والعازفين القدامى فى شارع محمد على باعتباره أشهر شارع به العازفون الهواة، يؤكد الفنان على استمرار بقاء الموسيقى الشعبية والتقاسيم الشرقية والموال الموجودة فى نفس الشخصية المصرية، عبر عن المطربين وعازفين العود بملامحهم البسيطة وبأسلوب تعبيرى ومبالغة حتى يبدو من تعبيراته وانفعالاته وكأنه يغنى وتكاد تسمع الغنوة من بين درجات وإيقاعات الألوان التى استخدمها الفنان، ولوحات تعبر عن مشاهد عن نيل مصر، ولعب الطاولة على القهاوى وعشرة طاولة، التقاليد بعض البيوت المصرية فى الترقية من عين الحسود، ومشاهد من الأقصر حملت عنوان «الأقصر بلدنا» بالإضافة للنوبة القديمة وغيرها.