الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نبيل عبدالفتاح الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية: الإخوان يتفاوضون مع النظام الحالى.. والمصالحة ستتم بشروط الدولة




حوار - عمر علم الدين

يعد نبيل عبدالفتاح رئيس مركز تاريخ الأهرام ورئيس تقرير الحالة الدينية فى مصر أحد أبرز الخبراء المتخصصين فى شئون الجماعات الإسلامية، ورغم حصول عبدالفتاح على الماجستير من جامعة السوربون الفرنسية فى صراع الحضارات عام 1984 الا انه لم يتوقف عن الخوص والكتابة عن الجماعات الدينية فى مصر وله عدة كتب فى هذا المجال منها: المصحف والسيف، وسياسات الأديان، والحرية والمراوغة، النص والرصاص وبالإنجليزية العنف المحجوب بالاضافة إلى عدد من الكتابات الاخرى وخلال الحوار يتحدث عبدالفتاح عن اسباب صعود الإخوان وسقوطهم والوضع السياسى الراهن ويستشرف مستقبل الإخوان ويتحدث عن المراجعات ويجيب عن بعض الاسئلة الشائكة وإلى نص الحوار:
 

■ كيف ترى الوضع السياسى الراهن فى مصر؟

يتنهد قليلا ثم يقول..جماعة الإخوان المسلمين فى اعقاب الفشل الذريع فى ادارة شئون الدولة ومؤسساتها والأخطاء التى تراكمت فى إدارة العلاقة بين الرئيس المنتخب وسلطات الدولة على اختلافها وفى أعقاب الانتفاضات الجماهيرية ذات النفس الثورى التى تمت خلال المرحلة الماضية وصلت الجماعة إلى ذروة الفشل التاريخى منذ تأسيسها بعد اكثر من ثمانين عاما مضت وبالتالى الاستراتيجية التى تلجأ اليها الجماعة الآن هى اولا محاولة ارباك اجهزة الدولة الامنية والقوات المسلحة من خلال الدم واشكال الحشد والتعبئة الدينية والسياسية عبر الاعتصامات والتظاهرات.

ثانيا استخدام العنف المخطط او العشوائى الذى يهدف إلى ترويع قطاعات واسعة من السكان وارباك مؤسسات الدولة عن احتواء هذه الأشكال من العنف مما يعطى صورة عن ان الدولة ومؤسساتها والمجتمع المصرى يعانون من عدم استقرار امنى وسياسى واجتماعى على نحو يؤدى إلى تيسير الضغوط الدولية من قبل الإدارة الأمريكية ودول المجموعة الأوروبية من أجل فرض خارطة طريق جديدة فتكون جماعة الإخوان المسلمين هى الطرف السياسى المقابل للقوات المسلحة المصرية.

ومن ناحية ثانية توظيف العلاقات الوثيقة بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين وبعض التوافقات التى تمت خلال الفترة الماضية بين هذه المجموعات وبعض الجماعات السلفية الجهادية سواء فى قطاع غزة او فى سيناء بهدف القيام بمجموعة من العمليات تجاه جنود وضباط القوات المسلحة والشرطة المصرية وذلك لبلورة الانطباع بأن مؤسسات الدولة غير قادرة على فرض الامن داخل شبه جزيرة سيناء.

■  وما المتصور أن يحدث الآن؟

 من الأمور المتصورة فى هذا الصدد هو قيام بعض المجموعات السلفية الجهادية وبعض الجماعات الراديكالية السابقة بالعودة إلى العمل السرى واستخدام العنف على نحو ما تم فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى.

ومثل هذه العمليات التى أقيمت من قبل فى القرن الماضى يمكن توقع حدوثها لكنها لن تحقق ذات النتائج  بل تحقق نتائج مؤثرة على طبيعة التغيير الاجتماعى والسياسى والدينى من القطاعات الاجتماعية واسعة النطاق فى مصر من جماعة الإخوان والقوى الإسلامية السياسية الراديكالية..تاريخيا كان الصراع يدور بين الدولة وأجهزتها وبين جماعة الإخوان واشباهها وغيرها من الجماعات الراديكالية التى مارست العنف والارهاب وبعد 25 يناير وبعد وصول الجماعة للسلطة مجمل التجربة المريرة التى خاضتها قطاعات واسعة من ابناء الامة المصرية مع جماعة الإخوان المسلمين اصبح الصراع الآن ليس صراعا بين الدولة وبين الإخوان وانما بين الجماعة وبين قطاعات اساسية داخل تركيبة المجتمع المصرى وهذا يشكل نقلة نوعية فى الصراع فأصبح صراع الإخوان الآن ثلاثى الابعاد..فى هذه اللحظة من هنا نحن امام تغير نوعى هذا التغيير سوف يحدث تأثيرا على أشكال الاندماج المستقبلية التى يمكن القبول بها وبشروطها للإخوان للدخول مجددا إلى قلب اللعبة السياسية ومن هنا الشروط القديمة القائمة علي الغلبة والهيمنة والانتصار التى فرضته الجماعة على السلطة الانتقالية الأولى والثانية لن تستطيع الجماعة ان تفرض هذه الشروط على المرحلة الانتقالية الثالثة.

■ هل من الممكن ان يحل السلفيون محل الإخوان فى المرحلة المقبلة؟

من الطبيعى ان يحل كل تيار محل تيار آخر فقد بعض ارصدته على مستوى القواعد الاجتماعية ولكن الوضع بين السلفيين والإخوان مختلف لأن جماعة الإخوان المسلمين مازالوا على الارض لديهم قواعد اجتماعية وعلاقات عضوية بالبنية الاجتماعية ومن ثم تصور اقصائها والغائها من الخريطة السياسية كفكرة وكمعتقد ايديولوجى وضعى اعتقد ان ذلك اقرب إلى الاسطورة او إلى الوهم السياسى منه إلى التفكير السياسى الذى يتعامل مع الحقائق الموضوعية على الارض ويفحص تبايناتها وتناقضتها ويتعامل معها على هذا الاساس اذا يمكنك اضعاف جماعة الإخوان المسلمين لكن لا يمكنك الغاؤها يمكنك ان تحدث تغييرا كيفيا ونوعيا فى ايديولوجيا وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين على المدى البعيد لكنك لا يمكنك ان تلغيها بجرة قلم ويمكنك ان تشطب العنوان «الإخوان المسلمين» لكن تظل الفكرة مستكنة فى ضمائر وعقول هؤلاء الذين ينتمون إلى هذه الفكرة عبر الزمن.

■ ما تأثير سقوط الإخوان على التيار الإسلامى؟

اعتقد على الأجل القصير سيحدث قدر من التراجع لكن المسألة هنا ليست ملتصقة فقط بالفكرة بمصر والانتخابات تعكس حقائق القوة الاجتماعية والسياسية على الأرض والخبرات المتبلورة حول امكانيات الحشد والتعبئة والقدرة على توظيف ثقافة الرشاوى الانتخابية وهى ثقافة ممتدة من مرحلة شبه الليبرالية حتى الان من استغلال الفقراء من الاغلبية الشعبية فى مصر من خلال الرشاوى العينية والتقدية التى تقدم لهم اثناء المرحلة الانتخابية ثم يتركونهم وشأنهم بعد ان يصل مقدمى الرشوة إلى البرلمان، وأتصور انه ستستمر القدرات التنظيمية إلى حد ما تعمل فى حدود جماعة الإخوان المسلمين وسوف يحاول القوى السلفية ان يتمددوا على حساب جماعة الإخوان المسلمين وهناك صراع تاريخى لأن داخل حركة جماعة الإخوان هناك اتجاه متسلسفن والحركة السلفية واذرعها السياسية والحزبية اصبحت تمتلك بعض الخبرات السياسية وهناك تغيير فى لغة بعض السلفيين وخاصة من الأجيال الشابة واستطاعت ان تحدث قدرا ما من التغيير فى لغة الخطاب السياسى السلفى واعتقد فى الفترة المقبلة سوف يتاثر التيار الإسلامى بمختلف مكوناته بما حدث فى فترة حكم الإخوان وتصادمهم مع الاغلبيات فى مصر ومع النخب ومع الاقباط لكن سوف تحاول الاحزاب السياسية من خلال تجنيد عناصر من الإخوان المسلمين واستقطابهم فى داخلها وبعض ذوى القدرة داخل الحركة السلفية فى استقطاب بعض من شباب حركة الإخوان المسلمين فيحدث تنافس على المستوى التنظيمى والحزبى على مستوى التجنيد من الاجيال الجديدة على ومستوى الحركة على الارض فى المحافظات وسوف يحدث ايضا تنافس انتخابى فى الفترة القادمة وربما كنتاج للارتجال القائم الآن والاستغماءات المتبادلة بين الإخوان وبعض مشايخ الحركة السلفية وخاصة الدعوة السلفية فى الإسكندرية واعتقد ان ذلك سوف يؤدى إلى مزيد من التنافس والخطاب النقدى المتبادل إلى الطرفين لان الحركة السلفية ومشايخها فى خلال الفترة الماضية من 28 يناير2011 حتى رحيل الرئيس محمد مرسى عن السلطة نستطيع بأن نقول ما وعدت به الحركة السلفية وما تم من اتفاقات فى بعض المراحل بينها وبين الإخوان لم يتحقق على ارض الواقع وبالتالى هناك موروث سلبى لدى مشايخ الحركة السلفية ولدى الاحزاب السلفية السياسية تجاه بعض وعود جماعة الإخوان المسلمين.


■ ولكنى اعود فأسال هل هذا سيؤثر على التيار الإسلامى فى الانتخابات القادم؟


بالطبع ما قلته أحدث تأثيرا لكن ليست النسبة ضخمة على نحو ما يعتقد ويتصور البعض لا على المستوى التنظيمى ولا على مستوى الفكرة الإسلامية لان الفكرة الإسلامية مكون رئيسى من مكونات الثقافة السياسية والثقافة الشعبية المصرية وبالتالى لها جذور فى الواقع الاجتماعى جذور فى البناء الثقافى المصرى لكن الصورة الإخوانية السياسية الصورة لممارسات الحركة الإسلامية السياسية وطبيعة الخطاب السياسى العنيف على مستوى الخطاب الشفهى او المكتوب وتحديدا الشفهى اتسم بالعنف اللفظى والخطابى هدد الكثير من القيم التى تأسست حولها الدولة الحديثة.

■ ماذا تعتقد عن البديل الذى سيأخذ نسبة الإخوان فى الانتخابات؟

اعتقد أن ذلك يعتمد على النظام الانتخابى وتوقيت اجراء الانتخابات وعلى مدى انجاز الحكومة الحالية ومدى الفاعلية والنشاط لقوى المعارضة.. واعتقد ان النسبة سيحصل عليها الذين عادوا من النظام القديم ورجال الاعمال والعائلات الكبرى ومدى قدرة القوى الشبابية على تنظيم نفسها وعلى التحرك بذكاء وابداع فى مواجهة القوى القديمة ومواجهة ايضا قوى الإسلام السياسى التى مارست العنف والقتل تجاه المصريين.

■ من وجهة نظرك ما اسباب سقوط الإخوان؟

اسباب عديدة منها غياب خبراتهم حول الدولة وادارتها وحول معناها وثقافتها وتقاليدها، تشوش الوعى التاريخى حول تصور الدولة والمجتمع الحديثين فى مصر عبر حقب متعددة والغياب عن زمن العالم بين الإخوانى التقليدى وبين هذه اللحظة التاريخية بكل محمولاتها وتعقيداتها فى تصور الاقليم والعالم.

■ هل المشكلة كانت فى الجماعة أم فى تصورها الفكرى؟

الجماعة والتصور كلاهما.. هناك قدر كبير من التكامل بينهما ربما يصلون فى بعض الاحيان إلى الاندماج وهناك اختبار للأفكار العامة التى تبناها الاباء لجماعة الإخوان المسلمين اختبرت فى الواقع العملى وثبت ان بعضها لم يعد صالحا ويحتاج إلى مراجعات وإلى تجديد فى الايديولوجية وبرامج جماعة الإخوان، فالجماعة تحتاج إلى كوادر من نوع مختلف لان المجموعات القيادية الحالية فشلت وعليها الاعتراف بذلك وترك الفرصة لاجيال اخرى اكثر تجددا اكثر معرفة بعلوم العصر الذى ثبت انه تكنوقراطى جماعة الإخوان المسلمين من الأطباء واساتذة الجامعات وغيرهم حتى فى تخصصاتهم لم يكونوا بارزين والاستثناءات قليلة وهناك بارزون ولم يعطوا الفرصة لكن الاغلبية التى اعطيت الفرص من قادة التنظيم ثبت فشلهم.

■ هل الجماعة تحتاج إلى مراجعة الآن؟

المراجعات تتم بعد فترات الهدوء والمراجعات تتم بين الاجيال وبين الاجنحة السياسية والفكرية المختلفة فالجماعة تحتاج إلى تجديد كبير فى نظرتها للدولة الحديثة ونظرتها للمجتمع المصرى فى نظرتها للنموذج الإسلامى فى السياسة، وتحتاج إلى مراجعة التجارب المقارنة التى تمت فى تركيا والسودان والأردن والعراق وسوريا وماليزيا، تحتاج ان تعرف على نحو علمى ممنهج اين تضع أقدامها وكيف تضع العوالم المعقدة التى نعيشها داخل المجتمع المصرى وفى الأقاليم والعالم.

■ بما تفسر تراجع قدرة الإخوان على الحشد؟

بعض هذا التراجع منظم وبعضه تعبيرعن تآكل والبعض الاخر عدم القدرة على الحشد، نعم هناك تراجع منظم لانك لا تستطيع ان تحشد تنظيما إلى الابد وعلى مدى زمنى واسع لكنك تستطيع ان تقوم بعمليات حشد وتعبئة محسوبة سواء لشكل من أشكال التظاهر والاعتصام والعنف والهجوم على مواقع ورموز الدولة على القوات المسلحة وعلى الشرطة المصرية بين الحين والآخر لكنك لا تستطيع ان تستمر يوميا او اسبوعيا ان تقوم بذات الافعال وتكون لديك القدرة الدائمة على الحشد فتتآكل بمضى الزمن والاحساس بالهزيمة والاحساس بعدم تحقيق نجاح كذلك بسبب الفجوات بين قمة التنظيم ووسطه وقاعدته مهما كانت خطوة مفهوم الطاعة ومهما كانت فكرة القوة الايديولوجية والقدرة على الحشد التى يمتلكها التنظيم.

■ كيف ترى العلاقة بين الدولة والإخوان؟

اعتقد ان قواعد اللعبة القديمة التى استمرت طيلة نظامى السادات ومبارك تآكلت بعض من معالمها وقواعدها لكن لا تزال بعض هذه الاساليب مستخدمة حتى هذه اللحظة ما قامت به اجهزة الدولة فى الفترة الماضية من التصدى للجماعة والقبض على مستويات متعددة من الهيكل القيادى للجماعة سواء من مكتب الارشاد إلى مكتب الشورى العام إلى المكاتب الادارية وربما تمتد إلى الشعب والذين حركوا التظاهرات والاعتصامات والفاعلين فى عمليات العنف لكن اعادة لبعض معالم الاستراتيجيات القديمة فى التعامل مع جماعة الإخوان لكن ذلك لن يستمر طويلا واعتقد القدرة على التجديد فى سياسات المواجهة سوف تكون خلال الفترة القادمة من كلا الطرفين وبالتالى هناك استمرارية نسبية للاداءات القديمة للمتغير الجديد بأن هناك فجوة تتسع الآن بين الجماهير المصرية من مختلف تشكلاتها الاجتماعية والمناطيقية وما بين الجماعة والصراع لم يعد ثنائى الاقطاب بين الجماعة وسلطات الدولة العميقة وانما اصبح الآن هناك تعدد فى اقطاب الصراع القائم فى مصر.


■ فى الفترة القادمة، هل تعتقد بوجود مائدة حوار للاطراف السياسية؟

كل طرف من الاطراف يحاول اضعاف الطرف الاخر إلى الحدود التى تسمح له بفرض شروطه ولن تستطيع جماعة الإخوان المسلمين ان تفرض شروطها على الدولة المصرية ومؤسساتها وعلى الشعب المصرى ولن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا الغربية وتركيا وقطر ان تؤدى ضغوطها إلى نفس التأثيرات المطلوبة لكن الذى سوف يحدث تآكل وضعف من قدرات الجماعة والمساندين لها.. وهذا يسمح للدولة بفرض الضغوط لادماج مختلف عما تم فى عهدى الرئيسين الاسبقين السادات ومبارك.

■ كيف ترى أبوالفتوح فى المشهد بعد دعمه غير المباشر للإخوان؟


هناك قدر ما من التشويش العمدى على مكانة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ومحاولة الدمج بينه وبين الإخوان كليا وهذا غير دقيق وغير سياسى وغير موضوعى وهذا أقرب إلى السياسات الحادة، كذلك بعض مواقف أبوالفتوح ربما ساهمت فى صياغة بعض الادراكات السلبية حوله على الرغم من ان الصورة السياسية والفكرية لأبوالفتوح رجل يتسم بالاعتدال وهو احد طرفى عملية تبديد جماعة الإخوان المسلمين او احياء الثانى لها مع المرحوم عمرالتلمسانى وكليهما معتدلان ويختلفان عن القادة الحاليين لجماعة الإخوان المسلمين فكرا وثقافة ومنهجا وخبرة لان عبدالمنعم أبوالفتوح جاء من بيئة سياسية وفكرية ودينية مختلفة عن القادة الحاليين وكذلك ايضا انفتاحه على تيارات معتدلة فى الفكر الإسلامى خارج مصر هى التى ثقلت بعض الرؤى الاعتدالية له، فلا يمكن حتى هذه اللحظة دمجه كجزء من الكتل الإسلامية الإخوانية لكنه فى نفس الوقت بعض قراراته ربما اثارت هذا اللغط وساعدت على تسهيل هذه الصورة النمطية الجديدة.

البعض يرى ان أبوالفتوح خارج اللعبة السياسية ولكن اعتقد انه سوف يظل احد اللاعبين الاساسيين حتى فى ظل فرضية رجوعه إلى الإخوان لانه لن يكون نفس إخوان بديع والشاطر وعزت ومن سار على هديهم داخل مكتب الإرشاد.

■ هل تتوقع خروج تيار من قلب الإخوان يقلب المعادلة السياسية؟

نعم ومن قلب التيارات الإسلامية الاخرى، فالديمقراطية والحريات وخاصة حرية الفكر والابداع والضمير والحريات الاكاديمية وحرية التدين والاعتقاد وصيانة ذلك بدولة القانون الحديث سوف تفتح الباب واسعا امام جدل ضخم داخل التيار الإسلامى بما فيه جماعة الإخوان المسلمين وسوف يخلق فيما اتصور تيارا تجديديا اعتداليا ولنا فيما حدث فى بعض البلدان العربية على سبيل المثال الحركة الإسلامية المغربية تطورت اجنحة منها نحو الاعتدال على المثال التركى بغض النظر عن بعض

الممارسات التى يقوم بها اردوغان ونزعته التسلطية داخل النظام التركى.

■ ماذا عن ميول الكتلة الكبرى فى الإخوان؟

يميل إلى التشدد دائما اطراف داخل كل جماعة وسيظل هناك جموح لبعض العناصر الشابة وبعض عناصر الجيل الوسط والأكبر سنا نحو التشدد لكن هذا الجناح سوف يكون خطرا سياسيا على معطيات وقواعد المعادلة فى مصر الآن ولكن هولاء ليسوا الغالبية.

■ ماذا عن المجموعات التى لجأت للعنف من الجماعة؟

هؤلاء مجموعات لا تزال محدودة التأثير واختبارها الكبير فى المرحلة القادمة وغالبا لا تتم الحركات الاصلاحية فى الاطراف المواجهة انما يحدث قدرا من الهدوء النسبى يمكن ان تنطلق اسئلة وتقييمات اداءات  للقادة الحاليين لجماعة الإخوان المسلمين وسر اخفاقاتهم والنقاش حول قراراتهم وسياستهم الخاطئة والتى ادت إلى السقوط من اعلى النصر الكبير خلال عام واحد من قمة السلطة إلى الصراع مجددا مع الدولة المصرية ومؤسساتها والجديد مع بعض من الشعب المصرى.

■ من وجهة نظرك..ما الأنسب لإدارة الجماعة فى الوقت الراهن؟

اعتقد ان الأكثر اعتدالا والخبرة فى العمل البرلمانى هو الدكتور سعد الكتاتنى وانه الشخص الاكثر قبولية على الاقل بالنسبة للعقلاء الحركة الفكرية السياسية فى مصر لانه لم يكن خطابه مع بعض الاخطاء فى اثناء ادارته للبرلمان إلى حد ما مقبولا مقارنة بزعماء الاغلبية داخل البرلمان لكن بالتأكيد سيتأثر سلبا بما حدث خلال الفترة الماضية.

وربما الدكتور محمد على بشر لانه رجل يتسم بقدر من الهدوء والتعقل لكن اعتقد انهما كليهما سيكونان جزءا من تاريخ هذه المرحلة لكن على المدى البعيد.

■ ماذا عن الدعم الأمريكى للإخوان؟

هذا الجزء من تصور أمريكى جديد لاسترايجيات جديدة فى المنطقة يقوم على الاعتماد على القوى الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين باعتبار انها قوة لها تنظيمات.. لها توازن على ارضيات اجتماعية وطالما ان الجماعة لا تتناقض تناقضا حادا مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية ومع توقعات خلفاء الولايات المتحدة الأمريكية فى مصر والمنطقة ولكن ما حدث ان الولايات المتحدة الامريكية تصادمت مع الوطنية المصرية هى والمجموعة الأوروبية وان الشعب المصرى بدأ يفقد الثقة فى الولايات المتحدة وفى كثير من بلدان المجموعة الأوروبية ويرى انهم يكنون شرا وضررا لتطور مصر الدولة والمجتمع وان افكارهم حول الديمقراطية وحقوق الإنسان هى تحت التصدير الخارجى.

■ هل الإخوان يسيطرون على العنف فى سيناء بشكل قوي؟

حتى هذه اللحظة ربما يحدث قدر من الربط لانه الافراج عن عدد من السلفية الجهادية الذين قاموا بعمليات ارهابية سابقة والافراج عن بعضهم الذين كانوا جزءا من الظاهرة الارهابية التى شملت مصر.
لكن بناء رأى علمى لابد ان يكون موثقا مدعما.

■ هل ترى ان الجماعة لجأت للعنف بشكل منظم؟

اعتقد ان كل ذى عينين رأى وهناك كثير من العنف ايا كانت مستوياته وفكرة عسكرة جماعة الإخوان المسلمين او وجود عناصر مدربة على العنف ليست جديدة بل هناك ثوابت تاريخية عديدة.


■ هل اصبح الإخوان عبئا على حماس؟

اعتقد ان جماعة الإخوان المسلمين فى قطاع غزة وفلسطين كانت منضبطة وفرع من جماعة الإخوان فى مصر فمن الطبيعى انهم يستفيدون من الخبرات القتالية التى تراكمت من تنظيم حماس ومن التدريب لكن حماس تخسر كثيرا من الشعبية التى كانت لها وسط المثقفين ووسط رجال السياسة ووسط قطاعات جماهيرية واسعة فى مصر التى كانت توصف بحركة وطنية تجاه احتلال إسرائيلى غاشم لكن حماس للأسف تدخلها فى الشأن الداخلى المصرى لا تعرف الاثمان المرة التى ستدفعها خلال تصادمها بتقاليد وقيم الدولة المصرية.

 واعتقد انه سوف يؤثر للمدى القصير على صورة الماضى الحمساوى بين قوسين فى مخيلة الشق الجمعى لقطاعات واسعة من المصريين.

■ كيف ترى علاقة الإخوان بالأزهر؟

العلاقة بينهم وثيقة فى قطاعات داخل الأزهر لا شك انه على الاقل وفقا لما ينطبق على ما كتبه الزميل الباحث حسام تمام ان 30% من تركيبة جماعة الإخوان المسلمين أزهريين إذا الأزهر حاضر داخل جماعة الإخوان المسلمين لكنه حاضر على طريقة وعلى الطاعة التنظيمية لتقاليد جماعة الإخوان المسلمين، اذا الأزهريون داخل الإخوان لم يعودوا أزهريين وانما إخوان ذو أصول أزهرية فالإخوان يريدون التمدد داخل الأزهر.

■ ما السمة الغالبة لتوجه جماعة الإخوان؟

حتى هذه اللحظة لا يوجد سيناريوهات مكتملة لان ذلك سيعتمد على الصراع القائم بين الجماعة والدولة المصرية ومؤسساتها والاهم بينها وبين كتل رئيسية داخل المجتمع المصرى بطول البلاد وعرضها.


■ هل ينجح الإخوان فى ارباك الدولة المصرية؟

لا اعتقد وكلما مضى الوقت يخسر الإخوان.

■ هل التفاوض هو الحل الوحيد؟

التفاوض قائم على قدم وساق والصور الظاهرة على المشاهد العنف والصراع مع الدولة هى التى تبدو ظاهرة فى البرامج والتغطيات والمتابعات الصحفية.

■ ما مستقبل الإخوان؟

هم امام خيار بالغ الصعوبة هل سيميلون إلى الحفاظ على التنظيم وتقاليده ام تصل الحدة إلى قيادة التنظيم التى تؤدى إلى استمرارية الصراع واستخدام العنف هل سوف يتراجع هذا الاتجاه هل ستتبلور خلال الفترة القادمة رؤية تتسم بالاعتدال هل تستطيع الدولة المصرية ومؤسساتها مع المجتمع المصرى السيطرة على المشاهد القائمة الآن واضعافها على نحو يتسم بالحزم ما الذى تقوم به السلطة الانتقالية وما بعدها ففى ضوء الإجابة على الاسئلة ستتحدد مصير جماعة الإخوان المسلمين.