الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مطلوب رئيس جمهورية ذو خلفية عسكرية




حوار - بشير عبدالرءوف
مثلما بدأ تنظيم الإخوان من مصر ومنها انتقل لدول العالم حيث كانت أرض المنبت فيها أيضا كان المنتهى لتكتب نهاية التنظيم الدولى وليس فقط التنظيم فى مصر فما يحدث فى مصر الآن مرحلة من مراحل الحروب التى تتوجه بها جماعة الإخوان ضد مصر وبتكتيك مختلف بحسب مقتضيات المرحلة التى بلغوها.

هذا هو أول ما عبر به رئيس جهاز الاستطلاع السابق للمخابرات الحربية اللواء أركان حرب محمود الميهى فى حواره مع «روزاليوسف» عن وضع الجماعة الآن التى تسببت مصر فى إرباكها على المستوى الدولى وإرباك حساباتهم فاتجهوا إلى محاولة الدفاع عن تواجدهم الذى أصيب فى مقتل، بعدما كان توجههم اعتلاء الحكم فى البلاد لافتا فى حواره إلى وضع بعض النقاط اللازمة فى إدارة المرحلة الراهنة للمرور بمصر من هذا المنعطف المصيرى خلال تاريخها الذى يرسمه أبناؤها المخلصون وأنه لابد أن يكون الرئيس القادم للبلاد ذا خلفية عسكرية رغم معارضته لتلك الفكرة لكنه يرى أن مصر الآن فى حاجة لمثل تلك التركيبة وتلك الخلفيات.

■ كيف تقرأ سيناريو الإخوان فى مصر الآن؟

- يصر النظام الدولى للإخوان وجماعة الإخوان المحظورة فى مصر على العمل معا لإجهاض الثورة الشعبية المصرية وتحدى إرادة الشعب فقاموا بالاجتماع مع حلفائهم من رجال المخابرات الأمريكية والغربية بالإضافة إلى الحليف الرئيسى من رموز جماعة حماس باسطنبول ثم فى ألمانيا وتلاهما اجتماعان متوازيان فى كل من مدينة اسطنبول التركية ولاهور الباكستانية تحت رعاية الجماعة الإسلامية بهدف دعم تنظيمات الإخوان فى العالم العربى الذى تواجهه انتكاسات فى عدة بلدان خاصة فى مصر بعد صدور الحكم القضائى التاريخى بحظر نشاط الجماعة.
وقد ناقش اجتماع لاهور برئاسة زعيم الجماعة الإسلامية بباكستان منصور حسن تداعيات أزمة إخوان مصر وإجراءات الدعم فى جميع المحافل الدولية.

■ هل لنا أن نطلق على ما يحدث فى مصر مصطلح «حرب»؟

- ما يحدث هو حرب من نوع جديد فالجيل الأول يقوم على أساس القتال بالمواجهة فى خطوط قتالية وفى الجيل الثانى تمت إضافة الحركة والمناورة أما الجيل الثالث فيقوم على المناورة بالنيران والقوات باستخدام الأسلحة المشتركة والبعد النيرانى مع حدوث حجم أكبر من الخسائر أما الجيل الرابع الذى ظهرت فكرته اعتبارا من عام 1989 فيختلف عن السابق بعدم المواجهة العسكرية فهى حرب مختلفة تنشط خلالها جماعات ذات أهداف وأيديولوجيات وعقائد فكرية خاصة بهم تبيح محاربة الجيش والأجهزة الأمنية تحت شعارات مختلفة منها الدين والحرية والعدالة غير عابئتين بالوطن ويرتدون إلى عصور الجاهلية.

■ من الداعم لهذه الحرب ومن يخطط لها؟

-يدعم هذا الاتجاه الأجهزة المخابراتية للدول الغربية وأمريكا لتحقيق أهدافها دون تدخل عسكرى بل بأيدى الخيانة والجبن من نفس المجتمع باستخدام القوى الداخلية للدولة المستهدفة كما حدث فى العراق وليبيا ويحدث حاليا فى سوريا والعمل جاهدين الآن لزعزعة استقرار مصر وتقوم أيضا نظرية حرب الجيل الرابع على الاستعانة ببعض الشباب والمجتمع المدنى المدعوم ماليا من الغرب وخاصة أمريكا بواسطة فريدوم هاوس وأهم دور هو دور الجماعات الدينية المتطرفة والجماعات التكفيرية المتعددة المسميات والمتوحدة فى الأهداف.

■ ما الأمثلة على ذلك؟

- شاهدنا على أرض الواقع نتائج اجتماع لاهور الحربى ضد مصر فى اقتحام ومحاولة تدمير المراكز والأقسام ومحطة الأقمار الصناعية بالمعادى ومهاجمة مديرية أمن جنوب سيناء ومحطات مترو الأنفاق والتعدى على أبنائنا من الضباط والجنود سواء جيش أو شرطة وترويع المواطنين فى الشارع وخلق نوع من الفوضى المدبرة لزعزعة الأمن والاستقرار وهذا كله لن يزعزع شعب مصر عن إرادته وهدفه وغايته فى حياة كريمة تقدر المواطن والوطن ولن يتحقق ذلك إلا بالإعلان الفورى بتصنيف الجماعة بأنها جماعة إرهابية والتعامل معها من هذا المنطلق.

■ ما آلية مواجهة تلك الحرب؟

- لابد من الاستعداد الدائم لمواجهة حرب المعلومات والحرب النفسية بالعمل المضاد الحاسم والتحليل الدقيق لكل الشائعات وإظهار الحقائق والعمل على فع الروح المعنوية للجيش والشرطة والشعب بإصدار القارات الحاسمة والفورية والتى تتناسب مع المرحلة التى تمر بها البلاد كما أنه على الحكومة اتخاذ ما يلزم من إجراءات لفرض الانضباط فى الشارع المصرى وتخفيف العبء على المواطن.

■ هل يقتصر هدف الإخوان على زعزعة السلطة فقط؟

- كلنا نعلم ما يدور حولنا لإجهاض آمال الشعب فى ثورتهم حيث تهدف الجماعات التى تثير الفوضى وأعمال الإرهاب فى البلاد إلى زعزعة ثقة الشعب فى القائمين على إدارة أمور البلاد فى هذه المرحلة وشل وإرباك السلطة التنفيذية فى اتخاذ القرارات وإحباط المهم والحماس الثورى للتغيير من أجل العودة مرة أخرى للوراء وتركيع الشعب لرغباتهم.

■ وما الضامن للاستقرار؟

- تهتم جميع دول العالم بمنظومة الأمن لأنها هى الضامن الوحيد للتنمية والاستقرار وتحقيق رفاهية الشعوب وطموحاتهم وما نشاهده اليوم من استمرار مسلسل الانفلات الأمنى ليس له إلا هدف واحد وهو إجهاض ثورة الشعب ونشر الفوضى وتحقيق أهداف أعداء الثورة.

■ كيف نواجه الانفلات الطلابي؟

- العمل السريع بروح القرارات الثورية للقضاء على الانفلات الطلابى فى الجامعات والمدارس مع المعالجة النفسية والعقائدية والتوعية الدائمة للشباب المغرر بهم والعودة إلى حضن الوطن سواء من هم تحت التحفظ للتحقيق معهم أو باخلارج كما يتطلب ذلك سرعة الحسم فى جميع القضايا التى تؤثر على الزمن وحياة المواطنين وعودة الانضباط إلى الشارع المصرى بالرسعة المطلوبة تزامنا مع تفعيل دور الإعلام التنموى والأزهر الشريف بالحوارات والندوات الميدانية فى القرى والريف بالتنسيق مع الأحزاب الوطنية لتوضيح الحقائق، وتحقيق الانفتاح الخارجى من خلال المؤسسات الدولية والجاليات المصرية بالخارج، مع التمسك بالوحدة الوطنية وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

■ ما تعليقك على الجدل حول قانون التظاهر؟

- التظاهر حق دستورى ولكن هذا القانون ينظم أسلوب استغلال هذا الحق، ويجب أن نفرق بين التظاهر والثورة الشعبية، ففى 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013، و26 يوليو 2013 كان بمثابة ثورة شعبية وليس مظاهرة وفى كل دول العالم تنظيم للمظاهرات بما لا يعيق حق المواطن فى ممارسة حياته الطبيعية والسير فى أمن وأمان وانسياب الحركة المرورية وهذا هو حقه الطبيعى، ولكن ما يحدث فى مصر ليس تظاهراً بل فوضى فى غياب القانون الذى أدار ظهره مند 25 يناير 2011، وحاليا تتم استعادته.

■ بم تصف المناهضين لقانون التظاهر؟

- من يؤيد الإخوان حاليا من المعترضين على قانون التظاهر وشاهدناهم فى الشوارع، هم أكثر حدة من الإخوان لأنهم دون وعى أو إدراك للمخاطر التى تهدد مصر، وسياسة الإخوان التى تريد زعزعة الأمن والاستقرار والاقتصاد لمصر والعمل على إيقاف مسار خارطة المستقبل التى بدأت فى تحقيق نجاحها على أرض الواقع تمهيدا لاستقرار البلاد.

كما أننا نجد أن بعض شباب الائتلافات والحركات الثورية الذين يسمون انفسهم نشطاء سياسيين ويعجبون بهذا المسمى ويريدون دائما أن يكونوا فى الشارع لأنهم بدونه لن يكون لهم دور يذكر فى بناء مصر وهم ليسوا من الثوار الحقيقيين الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل استرجاع الحرية والكرامة الانسانية للشعب المصرى دون أن يكون لهم إطماع أخرى غير غير مصلحة الوطن وهم كأمثال جنوب مصر الشرفاء الذين استشهدوا وأصيبوا فى سيناء فى السابق والحالى وهم يحاربون الإرهاب.

■ ما الصفات المطلوب توافرها فى رئيس مصر المقبل؟

- نحن اليوم فى أشد الاحتياج لقائد وزعيم مصرى وطنى مؤمن ومخلص للوطن، وإذا نظرنا حولنا فلن نجد سوى الفريق أول عبد الفتاح السيسى ورفاقه من القوات المسلحة رغم عدم تأييدى لترشيح الفريق أول عبد الفتاح السيسى للرئاسة لكن المرحلة الحالية وتداعياتها يوما بعد يوم وحجم التهديدات والتحديدات الداخلية والخارجية مع ضعف الوعى الوطنى للكثير من الشباب وتخبط النخبة من المفكرين وضعف دور الأحزاب وعدم الاجتماع على كلمة واحدة لصالح الوطن مع عدم نضوم مناخ الديمقراطية حتى الآن يفرض هذا.

■ وإن لم يترشح؟

- أطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسى بأن يكون هو والسيد المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية رجل القانون المحترم الذى أعاد هيبة الرئيس بعد أن فقدناها بأن يكون أكثر حزما وأن يستمع للغة العقل ويتعامل بالروح الوطنية التى تعلى مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأن يتوافق على ترشيح شخصية وطنية لا تقل عنهما لمنصب رئيس الجمهورية ويفضل من لهم الخلفية العسكرية أو من الشخصيات المدنية الواعية التى تشعر بحجم التهديدات والمخاطر التى تحيط بمصر من جميع الاتجاهات فى المرحلة الحالية والمقبلة، وفى حالة عدم تواجد هذه الشخصية فلا يوجد وما يبرر ترشح أى منهم للرئاسة فى المرحلة المقبلة، وعلى أى حال كان الله فى عون الرئيس المقبل وفى قواتنا المسلحة والشرطة جناحى الأمن والأمان.

■ كيف نصل بالبلاد لمرحلة الاسقرار؟

- لتعظيم حالة الاستقرار فى البلاد يقترح سرعة حسم جميع القضايا الخاصة بالنظام السابق والأسبق فى إطار تخصيص دوائر خاصة فى المحاكم لسرعة الحسم وإصدار الأحكام اللازمة بأقصى سرعة فى فترة لا تزيد على 3 أشهر، وإن لزم الأمر تشكيل محاكم ثورية لذات الغرض وإنهاء جميع المحاكمات قبل بداية فترة الرئيس المقبل، مع الحزم الكامل دون الاستماع للاصوات الجوفاء التى تريد هدم الوطن واعاقة خارطة المستقبل لمصر بالتصدى لهم بالقانون وتطبيقه بكل اصرار، واصدار القرارات اللازمة من رئيس الجمهورية بتجميع جميع الأحزاب فى ثلاثة أحزاب أو اتجاهات رئيسية - يمين ووسط ويسار - أسوة بجميع دول العالم المتقدم وليس كما هو موجود حاليا فى مصر مما يؤدى إلى بلبلة رجل الشارع ولا يقود إلى ديمقراطية حقيقية، وإعادة التأهيل النفسى والثقافى والدينى والاجتماعى للشباب فى جميع مراحلهم من خلال جميع مؤسسات الدولة المعنية مع إنشاء مؤسسة علمية نفسية لهذا الغرض تحت اشراف الدولة مع وضع جميع الشباب المتحفظ عليهم تحت رعاية هذه المؤسسة لإعاددة اندماجهم فى المجتمع مرة أخرى وفتح باب الحوار الدينى والمجتمعى والسياسى مع جميع فئات الشباب الشاردة بواسطة نخبة أمينة من علماء الأزهر والمجتمع المدنى لتوضيح جميع نقاط الخلاف باسلوب سليم، وسرعة تنمية سيناء بفتح معسكرات للتنمية بسيناء من جميع المحافظات تتواجد بها الشباب والعائلات للعمل على تنمية سيناء بشريا بالاضافة إلى التنمية الشاملة فى إطار تنافسى بين جميع المحافظات، مع امكانية تجميع المتحفظ عليهم كافة من الشباب والثائرين أيضا فى الميدان للعمل فى هذه المعسكرات من أجل بناء مصر وتوفير فرص عمل لهم فى مختلف الأنشطة داخل هذه المعسكرات من خلال إقامة مشروعات تنموية متعددة، وانشاء قناة تليفزيونية دينية تحت اشراف الازهر الشريف لتعليم مبادئ الإسلام السمح لتخفيف حدة التوتر والخلاف بين الجماعات الدينية وما يسمى بالاسلام السياسى.