الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشارع المصرى يعلن رأيه: النشطاء والحركات السياسية كاذبون وتعمل من أجل مصالحها




قسم التحقيقات
 
فى ظل ما تشهده مصر حاليا من حراك سياسى وسط قبول ورفض للدستور, واستمرار مظاهرات الطلاب داخل الجامعات المصرية، ونظر البعض إليها على انها حق من حقوقهم، والبعض الآخر على أنها تعطيل لمصالح الشعب. وكثرة النشطاء السياسيين على المسرح السياسى وعدم معرفة الكثير من المواطنين بهم جميعا، وكذلك الحركات السياسية، وجهل البعض الآخر بهم نظرا لابتعاد الإعلام عنهم خلال الفترة الماضية وتهميشهم ـ على حد قول بعضهم، وتباين الآراء حول ما سيحدث فى ذكرى ثورة 25 يناير: هل ستكون مجرد احتفالية بذكرى الثورة فقط؟ وأداء الحكومة الحالية؟ نعم أم لا للدستور؟!
كانت هذه التساؤلات التى طرحتها «روزاليوسف» على البسطاء فى المناطق الشعبية وطلاب الجامعات وغيرهم من مختلف فئات المجتمع والمهن.

«ناس زى العسل».. قالها عم رجب الذى يبلغ من العمر 62 عاما عن هؤلاء الذين يظهرون على شاشه التليفزيون يتحدثون ويكثرون الحديث، فهو يستمع وينصت لهم أملا فى أن يتحقق شيء مما يقولون، فهو لا يميز بين ما إذا كان المتحدث ناشطًا سياسيًا أم مسئولًا فى الدولة أم مواطنًا عاديًا، ولا يعرف أيا من الحركات السياسية سوى «تمرد»، وأنها سبب فى حدوث ثورة 30 يونيو التى أنقذت مصر من يد الإخوان، الذين كانوا سيأخذونها الى طريق مظلم لا رجوع فيه إلى النور, وأن ما يفعلونه من تظاهرات لا تسبب إلا زعزعة استقرار البلد وسقوط ضحايا لا ذنب لهم, ويتمنى عم رجب أن يرجعوا عما يقومون به، حتى نستكمل ما حققناه من ثورة, ودستور يكفل حقوق المواطن المصرى مسلما ومسيحيا.
فيما تدخل محمد فاضل ـ بكالوريوس تجارة ـ 84 ولا يعمل بمؤهله ولكنه يمتلك فرن ـ قائلا:  إن مظاهرات الإخوان سابقا وحتى الآن فى الجامعات وغيرها من الاماكن.. ما هى الا وقف حال البلد، ويجب ان يتعامل معهم الجيش والشرطة بكل حزم، مضيفا انه سيصوت على الدستور بـ»نعم» حتى تستقر الامور ويتحقق ما يأمله من عدالة اجتماعية وتكافؤ فرص العمل وانخفاض الاسعار, ورحمة الفقير من معاناة إحضار شهادة فقر حتى يعالج بالتأمين الصحى ويحصل على أبسط حقوقه.  واتفق معه نصر سلطان ـ موظف بهيئة المساحة ـ مؤكدا ضرورة تحقق هذه الأهداف، وكفانا شعارات وحديثا بلا فعل على أرض الواقع فمن يأتى رئيسا لمصر عليه أن يهتم بمصلحة الناس وتحقيق مطالبهم.. وليس أى شيء آخر.  «البسمة فى وجه أخيك صدقة.. مش طوبة وسنجة».. قالها طلعت العسال ـ الذى ناهز الـ 65 من عمره، فقد كان يجلس على أحد المقاهى بأحد الاحياء الشعبية بالجيزة، متعجبا مما يفعله الإخوان من تحريض واشتباكات واتباع أسلوب المحاباة للتأثير على الناس من أجل كسب تعاطفهم باسم الدين, ويتمنى ان يأتى لمصر رئيس مدنى مستقل يحافظ على اسرار الدولة ولا يبوح بها لأى دولة اخرى لأغراض شخصية أو تنظيمية.
اتجهنا بعدها الى حيث «مجمع الاهرام» بأبو قتاتة، الذى تعمل فيه مدام مايسة أنور، ولديها 3 بنات وولد بجامعة الازهر لم يستطع دخول امتحانات منتصف العام الدراسى بسبب مظاهرات طلاب الإخوان فى الجامعة، فقالت: إن هذه المظاهرات تعطل ابنها عن الدراسة وحضور محاضراته, وعبرت عن استيائها وخوفها أيضا على بناتها، فهى لا تستطيع النزول من بيتها بعد غروب الشمس فى ظل الظروف العصيبة التى تسبب فيها الإخوان بقدر كبير ـ على حد قولها.
بينما يرى شهاب سيد ـ يعمل فى المجمع ذاته أيضا ـ أن ما يقوم به طلاب الإخوان فى الجامعات من مظاهرات هو حق مشروع لهم, مضيفا ان دستور 2013 لا يعبر عن أهداف ثورة 25 ينايرمع أنه لم يقرأ الدستور حتى الآن. ويرى أن النشطاء السياسيين والحركات السياسية الموجودة الآن كاذبة ولها مصالح سياسية تعمل من أجلها.
«قانون التظاهر غلط.. ما انت عندك قانون طوارئ».. كان هذا ما قاله محمد مصطفى  يعمل حلوانى  معبرا عن رأيه فى قانون التظاهر، فهو يراه كبتًا لحرية التعبير والتظاهر السلمي، ولا يرى انه يهدف لتحقيق امن واستقرار البلد.
وفى جولتنا بجامعة القاهرة حيث تتعارض الآراء وتختلف الأفكار بين الطلاب بمختلف انتماءاتهم السياسية، قال مصطفى خضر, الفرقة الثانية بكلية التجارة، إن وقفات الطلبة واحتجاجاتهم فى الجامعة ليست للاشتباك مع الشرطة، ولكن للمطالبة بحقوقهم وحقوق زملائهم الذين تم القاء القبض عليهم من دون ذنب, وأشار الى اهمية النشطاء السياسيين وانهم يطالبون بحقوق الشعب ومصلحته ومستقلون عن أى تيار أو حزب.أما عمرو محمد «دراسات عليا « ومحام حر، فقال: لا أتابع مظاهرات الطلاب الإخوان، وأريد الاستقرار للبلاد، كما ذكر أنه يؤيد قانون التظاهر وأنه مع تطبيقه، لأن الوقت ليس مناسبا للتظاهرات المستمرة التى يقوم بها الطلاب حاليا, مشيرا الى انها تعطيل للمصالح، وعن تمويل الطلاب الإخوان وأنه يوجد من يحرضهم، اقترح ان يكون لهم ممثل يتحدث للإعلام وينفى جميع التهم المنسوبة إليهم أمام الرأى العام.
«ملهاش أى لازمة».. هكذا بدأ أحمد مظهر ـ محام ـ حديثه عن الحركات السياسية، مضيفا ان الاعلام فى الآونة الاخيرة همش دورهم بدرجة كبيرة, وذكر ان ذكرى ثورة يناير ستكون مختلفة هذا العام.
فيما قالت دينا ـ طالبة بكلية دار العلوم «معقل الطلاب الإخوان بجامعة القاهرة»: إن مظاهرات الإخوان فوضى وقلة التزام من جانب أساتذة الجامعة والطلاب، فما اكثر المحاضرات التى تلغى بسببها، مضيفة ان جميع الحركات السياسية الآن لا تقوم بدورها كما يجب.
وبالرجوع الى الاحصائيات واستطلاعات الآراء التى أجراها الدكتور سامى عبد العزيز ـ الخبير الإعلامى وأستاذ دكتور بكلية الاعلام جامعة القاهرة، فإنه يرى أن المقياس العلمى هو الاساس فى معرفة آراء الشعب من خلال استطلاعات الرأى الدورية، وان المواطن لديه الاستعداد للتسامح فى حالة تراجع اى حكومة او جهة معنية بمسئولية أمرٍ ما عن الخطأ، أو انها تذيع الحقيقة، فتجاهل ردود أفعال الافراد من أخطر ما يكون.
فكان من بين الاسئلة المهمة التى احتواها استطلاع الرأى: ـ ما هى أبرز عيوب الحكومة الحالية من وجهة نظرك؟ لتأتى إجابة 28% من الافراد أنها التردد وارتعاش الايدى، والسبب وراء ذلك هو تعدد وتنوع اتجاهات الوزراء، ما أدى الى خلق حكومة مترددة وليست موحدة فى قراراتها, ونسبة 26% كانت إجابتهم «حكومة عواجيز», و11% يرون أنها لا تعبر عن الثورة وأهدافها, فيما يرى 11% أنها مفككة وغير موحدة، فى حين وجد 8% أنها لا تعالج اى مشكلة بشكل جذرى، و7% ان ليست لها قيادة كبيرة، و4% عدم وضوح مستقبل الدولة فى ظلها.
وبالاطلاع على آراء الافراد حول قانون التظاهر.. طبقا لما ورد فى عينة الدراسة، وجد أن 65% من العينة مع قانون التظاهر، إذ إنهم يرون ان البلد فى حاجة الى الاستقرار والهدوء, و29% رفضوا هذا القانون، وهذا الرفض جزء منه يعود الى الناس وجزء آخر يعود الى طريقة الحكومة فى التعامل مع القانون نتيجة الى البلبلة فى صنع القرار وعدم استغلال الرأى العام فى التوعية والتمهيد لهذا القانون، كما انهم يرون أن التظاهر حرية، والآن اصبح من الصعب تكميم افواه الناس وتراكم التظاهرات يؤدى الى حدوث التغيير.
أما السؤال الأكثر أهمية فى الاستطلاع فكان: ما هو اتجاهك نحو الشباب الثائرين الذين يطلقون على أنفسهم اسم ناشط سياسى؟
فجاءت نظرة 71% إليهم بشكل سلبي، فى حين أن 29% ينظرون نحوهم نظرة ايجابية, لنجد ان التوجه السلبى نحو الناشط السياسى يتزايد، فأصبحت كلمة «ناشط سياسى» تثير القلق وعلامات استفهام وتعجب المواطنين.
وأخذ استطلاع الرأى بعين الاعتبار قياس جوانب القوة فى الحكومة الحالية من وجهة نظر المواطنين، فرأى 36% أنها اصدرت الكثير من القرارات، وهذا يعنى انهم يتعقبون نشاط الحكومة، فى حين أن 25% يرون انها تعمل لصالح البلد, و21% يرون ان بها كفاءات كثيرة أمثال «هشام زعزوع» و«ابراهيم محلب». 
وحينما سأل عما يراه الناس عن الغد والمستقبل للدولة، فكانت اكبر نسبة 35% تردد «مصر محفوظة برعاية ربنا».. وذلك جزء من الشخصية المصرية من الناحية الإيمانية، أو ربما أنه لجاء لهذه العبارة لعدم استطاعته رؤية أرض  الواقع.
ويتساءل الدكتور سامى عبد العزيز: هل الحكومة المصرية من الممكن ان تنظر فى جهدى وجهد زملائى وما تنتجه المراكز البحثية، وتقوم بإخضاع هذه الدراسات، وتخلق منها اتجاها عاما وتعقد اجتماعات حولها مثل الدول المتقدمة، ويخرج رئيس الوزراء ليحلل الاستطلاعات ويتخذ من خلالها قراراته، ويكون له لقاء اسبوعى مع الرأى العام فى هذه الظروف الاستثنائية؟
واختتم د. سامى عن الدستور قائلا: إنه فرصة ذهبية لاستكمال خارطة الطريق، وسوف ينهى الاعلانات الدستورية المؤقتة، ويقضى على المستفيدين من الفوضى، إذ يجب أن يكون هناك حس وطنى عال بلا تردد، والاجتماع حول أهداف موحدة.