الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الببلاوى سيطرة»!




يبدو ان معالى رئيس الوزراء المصرى حازم الببلاوى كان ينتظر أن تراق دماء جديدة من أبناء هذا الوطن، حتى يخرج علينا رافعًا حاجبيه ليؤكد ان «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية تسفك الدماء وتعبث بأمن مصر.. ليستقبل المصريين  تصريح رئيس الحكومة وهم يرون الدماء تغرق قلب الدقهلية  - أمس - ولسان حالهم يسأل «الببلاوى»: «والنبي.. انت لسه فاكر»؟!

«رئيس الحكومة» الذى جاءت به الثورة بعد اطاحته بحكم الإخوان الأسود، ظل يتجاهل الخراب الذى خلفه «الخرفان» فى الشارع المصرى منذ اجلائّم عن كرسى الحكم.. وتعامل ببساطة مع الجماعة على أنها «كيان منبوذ» فى المجتمع، ساكتًا عن كل الجرائم التى ترتكبها فى حق المصريين بمنطق «اصبر على الجار السو»، متناسيًا ان الجماعة لن ترحل، وان المصيبة التى كانت من المفترض ان تأخذها وتطيح بها فى 30 يونيو، ظل تأثيرها المباشر على «التنظيم الإرهابى» يتضائل يومًا بعد اليوم، لنجدهم يحاولون العودة إلى الساحة السياسية بجميع الطرق، وكأن شيئًا لم يكن.. ولما لا.. والحكومة صامتة عن كل ما يقترفونه!!

«الببلاوي» الذى يستغل أحداث الارهاب الأسود، لكى يخرج على الشعب بتصريحات تؤكد «سيطرته  المزعومة» على زمام الأمور، لم يحرك  ساكنًا حتى الآن  تجاه جميع الأحكام الصادرة فى مواجهة «الإخوان» واكتفى بـ «شو إعلامي» يشجب ويندد فيه التصرفات الدامية للجماعة ــ إذا استدعت الضرورة ذلك ــ وغالبًا ما تأتى تلك الضرورة بعد ان تراق دماء مصرية جديدة فقط.

ورغم حصول حكومة «الببلاوى سيطرة» على جميع الصلاحيات التنفيذية، بل والشعبية بعد ثورة يونيو، مازالت الجمعيات الأهلية والحقوقية التى يديرها الإخوان تعمل فى «النور» دون خشية من أى مصير منتظر.. وتتصرف فى أموالها كيفما تشاء.. للدرجة التى دفعت إحدى هذه الجمعيات إلي أن تستغل الأموال التى يتبرع أبناء هذا الوطن للفقراء كى تخرج بحملات إعلانية مهولة للتأكيد فقط على انها «مش اخوان».. رغم أن الحكومة ضبطت في مخازنها سلاحًا لـ «الخرفان»!!

جراءة جمعيات الإخوان وصلت أيضًا للحد الذى تطلب فيه الرقابة على الاستفتاء على دستور الثورة.. ذلك الدستور الذى سيخرج المصريون للتصويت عليه بالأصل كرهًا فى الإخوان، فى الوقت الذى تتجاهل فيه الحكومة المؤتمرات التى ينظمها «أعضاء المحظورة» فى وضح النهار وعلى الملأ لإجهاض هذا الاستفتاء.

معالى رئيس الوزراء.. كفى عبثًا فى إدارة شئون هذا الوطن.. أرجوك تعامل بحسم مع هؤلاء القتلة.. فــ «الطبطبة» لن تؤدى سوى لدماء جديدة.. أرجوك اثبت للمصريين أنك رئيسًا لـ «حكومة الثورة ضد الإخوان».