الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إنهم يفرقعون البمب




اقتربت الانتخابات.. وبدأ البمب يفرقع.. فليمتنع أصحاب القلوب الضعيفة والأعصاب الخفيفة.. لا مكان الآن للالتياع والخوف.. فسوف يطلق بعضهم رصاصات صوت.. وقد يمارس بعض آخر الألعاب النارية.. فلا تظن أنها الحرب.. ولا ينبغي أن تعتقد أن تلك أصوات تنذر بغارة.. إنها فقط انتخابات 2010 .

الانتخابات البرلمانية السابقة تلت الانتخابات الرئاسية.. أما (الرئاسية).. في 2011 فسوف تلي البرلمانية في 2010 .. لقد أدت دورة الزمن إلي انعكاس المراحل.. وبدأنا بالشوري في حين أنه في المرة السابقة كان هو المرحلة الأخيرة.. التصعيد هذه المرة يتزايد وليس ينقص.

اللاعبون يسخنون.. كل يريد أن يكون له مكان في أرض الملعب.. حتي لو لم يكن له فريق يلعب في الدوري.. ليس مهما أن يحرز هدفاً.. فقط أن يضمن أنه بين الخمسة والعشرين.. الفريقان والحكام.. أو علي الأقل يكون موجوداً في الاستاد.. حيث تجري المباراة ولو كان دوره هو أن يطلق الصافرات في المدرجات.

المشكلة ليست في التصويت داخل الصندوق.. وإنما في الأجواء التي تسبق ذلك.. بعدها يحلها حلال.. والذين لا يضمنون نتيجة الصندوق هم الذين سوف يصرخون ويفرقعون البمب.. وربما ألقوا به من الشرفات علي المارة.. رغم أن موعد العيد لم يحن بعد.. بل إن رمضان لم يبدأ. سوف تسمع عن تحالفات.. ومفاوضات.. وجلسات.. ولقاءات.. واجتماعات.. ومشاورات.. وجمع توقيعات.. ومظاهرات.. ووقفات.. وتربيطات.. وغضبات.. واستعدادات.. وتجهيزات.. ومن المؤكد أن الثعلب فات.. وأحصي عدداً من اللفات.. وليس هذا سجعاً بالكلمات.. ولكنه في حقيقة الأمر رصد أكيد للمجريات.

خذ حبة مهدئ، ولتكن من تلك التي لم تدرج في جدول الأدوية المحظورة، واشرب كوب ماء، ولا تقلق.. لن تغيب الشمس غداً.. ولن ينطفئ النور.. ولن تحترق الشوارع.. كلها أربعة أشهر.. نصفها إجازة صيف.. وأيام صيام.. وبرامج خفيفة.. ومسلسلات لطيفة.. ومناورات طائشة.. وعروض سرية وعلنية.. وطلبات تصل إلي الحد الأدني ولا تحلم بنصف الحد الأقصي.. ورغبة في إتمام أي صفقة.. وتهديد بأن يتم تحطيم (الكلوبات) بالكراسي.. وما عليك إلا أن تتأكد أن ما تسمعه ليس سوي طرقعة صواريخ ورق وفرقعة بمب.

لكن، يجب أن يكون بعض سيارات الإسعاف جاهزاً.. فقد يتهور طائش أحمق ويطعن أحدهم بمطواة.. وقد يلقي ثان طوبة بدلاً من البمبة.. وربما تدعي إحداهن أن عابر سبيل قد تحرش بها.. فالتوتر سوف يزيد بين من لن يدخلوا الملعب من بابه.. وربما لن يشاهدوا المباراة إلا في غرف المعيشة حيث أجهزة التليفزيون.. وقد لا يصلهم البث.. لأنهم غير مشتركين في قواعد النظام العام.

ليس شرطاً أن كل من ارتدي الشورت والفانلة سوف يخوض المباراة.. حتي لو انقطع نَفَسه في التدريب.. إن بعض من يمارسون التسخين الآن غير مسجلين في اتحاد الكرة أصلاً.. حتي لو كانوا يشكلون فريقاً.. كل شيء له قانون ويجب أن يخضع لقواعد الدستور.. إن كان مباريات أو كان انتخابات.. والدول لا تضع مصيرها في أيدي من يفسدون الديمقراطية.. ويستخدمونها كسلم لكي يصعدوا إلي أعلي.. ثم يبعدون السلم لكي لا يستخدمه أحد آخر.

صواريخ النار لا تبني بلاداً.. وفرقعات البمب لا تعمر دياراً.. وشعارات الخديعة لا تقيم قراراً.. ومستقبل مصر يجب أن تقرره المدنية.. وليس الجماعات المتطرفة.. واستقرار الوطن لا تصنعه الشعارات.. ولا توقيعات التوكيلات.. والابتزاز الساذج معروف الحجم لا يمكن أن يكون ورقاً للتفاوض.. إنني أشفق تماما علي من يمارسون به الألعاب.. ويضعونه علي لوحة التنشين.. ويدفعون (الطارة) في اتجاهه.. كما لو أننا في مولد بلدي.. إذ من المؤسف للغاية أنهم يكفرون الموالد ومن يرتادونها.. ويقولون إنها ضد صحيح الدين من الأصل.
 
الموقع الالكتروني :   www.abkamal.net
البريد الالكتروني  :   [email protected]