الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشروط الصينية للإنجاب




لم أجد إجابة علي «عماد».. ولا أعتقد أن الحكومة لديها إجابة عن تساؤلاته.. و«عماد» قارئ طالع مقالي عن «القنبلة السكانية»، الذي كان عنوانه «الطفل العاشر».. وكتب تعليقًا يتساءل فيه: أنا عندي ولد وبنت.. وهذا يكفي والحمد لله.. ولكن ما الحافز الحقيقي لمن أنجب طفلين.. هل أضمن لهما تعليمًا متميزًا وخدمة صحية جيدة ووظيفة بعد التخرج؟

وما يقول عماد هو جوهر ما نعاني.. فالذي ينجب عشرة أطفال يتساوي مع من أنجب طفلين.. أو طفلاً واحدًا.. الجميع يحصل علي كل شيء.. فلا يحصل الجميع عمليا علي أي شيء له قيمة.. سوف يذهب ابنا عماد إلي نفس المدرسة مع أبناء ذلك الرجل الذي أنجب مثلهما خمس مرات.. وسوف يحصلون علي نفس القدر من الدعم.. وسوف يحصلون علي الخدمات الصحية ضعيفة المستوي.. فلماذا يحرص عماد علي أن ينجب طفلين فقط وليس أكثر؟

الحوافز الإيجابية هي جوهر أي سياسة سكانية ناجحة.. تخفيض معدل الإنجاب بالاعتماد علي وسائل تنظيم الأسرة وحملات التوعية لن يؤدي إلي نتائج حقيقية.. ولابد أن يدرك من يساهم في خفض معدل الإنجاب أن فعله هذا له مقابل مميز.. بدون أن يكون هذا في نفس الوقت عقابًا لمن ينجب عشرة أطفال.

وتصطدم أفكار الحوافز الإيجابية بعوائق كثيرة.. منها مثلاً: إن هناك من سيقول لك: إن ذلك يناقض المبادئ الدستورية التي تنص علي المساواة بين جميع المواطنين.. وهذا كلام صحيح.. ولكن لماذا لا نتخذ إجراءً يؤدي إلي إعادة النظر في مواد الدستور بحيث يتيح الفرصة لتطبيق سياسات الحوافز الإيجابية.. يا فرحتنا بدستور يساوي بين الفقراء والمعوزين.. ولا يفرق بين المحتاجين.. ويمنح فرصاً لجميع المواطنين غير القادرين.

الصين تطبق هذه السياسة الإنجابية القائمة علي التحفيز الإيجابي إلي درجة تحول إنجاب طفل ثانٍ لمشكلة كبيرة جدًا لأسرته.. ولعل الكثير من أدعياء الثقافة لا يعرفون تفاصيل السياسة المتبعة في الصين.. لأنني صادفت في الأيام الأخيرة كلامًا يدعي أن الصين رغم ضخامتها السكانية لديها عملية تنمية مبهرة.. وأنها كما يدعون تستفيد من قوتها السكانية.. وأن ثروتها البشرية واحدة من مقومات انطلاقها.. هؤلاء للأسف لا يعرفون شيئًا.. ولا يسمعون أن الصين تعترف بوجود 600 مليون فقير ولا يتابعون أن السياسة السكانية في الصين صارمة إلي درجة مذهلة.

الصينيون مجتمع شرقي- في الأساس- وقبل التطور الصناعي كانوا مجتمعاً زراعياً.. يفضل الأسر الكبيرة العدد.. ويسعي فيه الرجل إلي إنجاب الذكور.. وقد كان الفقر مذهلاً إلي درجة أن أفراد الأسرة الواحدة كانوا يتناولون الوجبات بالدور.. أي أن فريقًا من الأسرة يتناول الإفطار وفريقًا آخر يمكنه أن يتناول الغداء، وفريقًا ثالث يتناول العشاء.. هذا هو الواقع الذي كان كما قرأته في مصادر صينية وليس في مصادر أخري.

ولمن لا يعرف، إليكم الشروط الصينية الثمانية التي يجوز عندها إنجاب طفل ثانٍ.. لكي يدرك هؤلاء الذين يتحدثون عن الصين كيف تتعامل مع الأمر:

يجوز إنجاب طفل ثان إذا كان كلا الزوجين وحيداً في عائلته - إذا حدثت إعاقة غير وراثية للطفل الأول بحيث تمنعه من العمل حين يبلغ سن التوظيف - إذا كان أحد الزوجين معاقاً لسبب غير وراثي ولا يمكنه التصرف وحده في الحياة - إذا كان أحد الزوجين عسكرياً معاقاً من الدرجة الثانية- إذا كانت مهنة أحد الزوجين بحارًا أو صيادًا وعمل لخمس سنوات متواصلة في هذه المهنة- إذا كان أي منهما فلاحًا- إذا كانت الزوجة تقيم في قرية وليس لها أشقاء ذكور وتلتزم جميع شقيقاتها سياسة إنجاب الطفل الواحد علي أن يعيش زوجها في بيتها لإعالة حمويه العجوزين- إذا تبني زوجان عقيمان طفلاً وشهد مستشفي بأنهما كانا عقيمين وعولجا- إذا تزوج مطلقان أو أرملان وحيدان في عائلة كل منهما يحق لهما إنجاب طفل ثانٍ يكون الثالث لكليهما.

هل قرأ هؤلاء المتشدقون بالقوة البشرية الصينية تلك الشروط.. هل سمعوا عنها.. قبل أن يتحدثوا عن أن علينا أن نتبع خطي الصين في السياسة السكانية؟
إلي هؤلاء: أرجو أن تجيبوا عن سؤال عماد
الموقع الالكتروني : www.abkamal.net

البريد الالكتروني : [email protected]