الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حركات.. حركات




فجأة ظهرت في القاهرة حركة جديدة، بالتأكيد أنت لم تسمع عنها، لكن هناك من أعلنها داخل نقابة الصحفيين، اسمها: (شباب من أجل العدالة.. تغيير).. هكذا هو اسمها.. المهم أن يكون في العنوان كلمة تغيير.. والجديد في موضات السياسة هذه الأيام إضافة كلمة (شباب).. مثل (شباب من أجل التغيير).. و(شباب 6 أبريل).

منسق الحركة الجديدة عضو في حركة (كفاية).. وأنت لا تعرف لماذا أسس حركة جديدة.. إذا كانت (كفاية) كما يقولون تعمل.. هذا إذا عرفت الفرق بين كل تلك الحركات.. وما هي الاختلافات بينها.. علمًا بأن الأعضاء المشاركين فيها جميعًا.. وهم بضع مئات.. يذهبون من هذه الحركة إلي تلك.. وبالعكس.

ما هو الهدف من هذه اللافتات؟.. ولماذا تنشطر من بعضها في بعضها؟ هل بينها اختلافات أيديولوجية؟ هل لديها أيديولوجية أصلاً؟.. تحتاج تلك المسألة إلي تحليل.. ولن أذهب في النهاية إلي التفسير القريب الذي يقول إن هذه الحركات تتحصل بطريقة أو أخري علي تمويلات.. ومن ثم فإن من يسمون بالنشطاء إنما ينوعون في اللافتات لتوفير مزيد من التمويلات، لن أقول هذا؟

كما أني لن أقول إن هناك خلافات بين النشطاء تؤدي إلي حدوث الانشطار.. ولن أقول إن هذه اللافتات قد يكون وراءها هدف العثور علي لافتة لكل ناشط.. لأنهم يتميزون برغبتهم في الحصول علي مواقع قيادية.. ولو كان هذا في كيانات لا علاقة لها بأي صفة قانونية.

سوف أذهب إلي أننا بصدد عملية (تهويم).. و(تضخيم) زائف.. مرادها أن يوحي هؤلاء (النشطاء) بأنهم أصبحوا ظاهرة في المجتمع.. ولهم وزن سياسي.. فالجمهور لا يدقق فيمن هو عضو في هذه وذهب إلي تلك.. ولا ينتبه إلي أنه لا توجد فروق في الأفكار.. ولا البرامج.. من الأصل لا توجد برامج.

في لحظة ما سوف نجد كل هذه اللافتات تنضوي تحت عنوان كبير.. ويسمي «تحالف».. أو يسمي «ائتلاف».. بحيث يبدو الأمر كما لو أن هناك مجموعة هائلة من المعارضين والمحتجين.. بقصد تزييف واقع تلك اللافتات والإيحاء بأنها كيان هائل.. في حين أن كل المنضوين تحتها ليسوا سوي مجموعة تتبعثر تحت الأسماء التي ليس بينها أي فرق.

تفسير آخر في رأي له وجاهته.. وهو أن الحراك السياسي كشف عن هشاشة المجموعة الأم التي خرجت من تحتها كل تلك اللافتات.. أي حركة كفاية.. خصوصًا أن النخبة ناقشت لبعض الوقت مسألة فشل كفاية نفسها.. ثم أجابت الحركة التي لم يكن لها برنامج حقيقي عن السؤال بأن وقعت فيها خلافات تقريبًا أفقدتها كل صخبها.. وخرج من خرج واستقال من استقال.. ومن ثم فإن دور اللافتات المتعددة أن تغطي علي ذلك الفشل.. وبحيث إنه إذا فشلت واحدة من تلك الحركات الانشطارية لا يدري أحد فغيرها ومثلها الكثير.

المهم، استوقفني قبل أيام في هذا السياق موقف طريف، فقد نشرت «روزاليوسف» أن اثنين من حركة 6 أبريل قد حضرا حفل السفارة الأمريكية بعيد الاستقلال. وكذبت الحركة علي موقعها في بيان أن هذين الاثنين ينتميان لها.. والتقطت جريدة «الشرق الأوسط» البيان الذي أصدرته 6 أبريل بشأن الشاب والشابة اللذين نزع عنهما الغطاء.. وفوق ذلك استطلعت ردود أفعالهما.

الشابة واسمها إسراء عبدالفتاح اتهمت حركة 6 أبريل بأنها تكيل بمكيالين.. وأن أعضاء فيها قد شاركوا في دورات تدريبية أمريكية.. في نيويورك وواشنطن.. من بين منظميها فريدم هاوس.. والمعهد الجمهوري.. ثم قالت: وبعد ذلك يهاجمونني لأني حضرت حفل السفارة. الشاب واسمه باسم فتحي قال إن حركة 6 أبريل أصبحت خاضعة لسيطرة الإسلاميين ولهذا انسحب منها.

والكلام هنا يطرح سؤالين: إلي أي مدي تتمتع هذه اللافتات بدعم أمريكي.. مباشر أو غير مباشر؟.. هل يتدرب أعضاؤها علي ما يقومون به في مصر في معاهد الولايات المتحدة؟.. وفقًا لما تقول إسراء عبدالفتاح؟.. والسؤال الثاني هو: هل هذه اللافتات بعد أن يؤسسها اليساريون لا يقوون علي أن يبقوها حية.. وبعد أن يصنعوا لأي لافتة صخبًا إعلاميًا.. فإنها تقع منهم في حجر الإسلاميين؟.. استنادًا إلي كلام باسم فتحي.

سؤالان لا ينفيان السؤال الأول: ما كل هذه اللافتات التي لا تعبر عن تيارات حقيقية.. وإنما عن تجمعات شبابية أو سياسية.. كل من فيها هم نفس الأشخاص تقريبًا ولكنهم يبدلون القبعات هنا وهناك؟

الموقع الإليكترونى: www.abkamal.net
البريد الإليكترونى: [email protected]